أفضل الغناء في الأسواق و المهرجانات خوفا من القرصنة انقطع الشيخ ميلود الفيالاري عن تسجيل الأغاني منذ 15 سنة رغم الطلبات الكثيرة على ألبوماته ، مفضلا التجاوب مع جمهوره عبر الأسواق الشعبية و الوعدات وتلبية دعوات الجمعيات الثقافية المهتمة بالطابع البدوي رغم تقدمه في السن . ويفضل أخر شيوخ الأغنية البدوية ميلود الفيالاري نسبة إلى مدينة تسمسيلت قديما "الحلقة "للتواصل مع جمهوره في الأسواق الشعبية بوسط وغرب البلاد لضمان كما قال "للنصر "قوت عائلته وتلقين الأجيال موروثا ثقافيا و تاريخيا وزخما كبيرا من العادات و التقاليد و المعاني و الحكم عبر القصيدة الشعبية التي تبقى و لاتزال رغم التطورات الحاصلة في المجتمع مهمة في تبليغ عديد الرسائل خصوصا في لقاءاته الجوارية مع محبي طابع الغناء البدوي عبر الأسواق الشعبية. يملك خليفة الشيخ حمادة و المماشي بالمنطقة في مشواره الفني أزيد من 75 شريط كاسيت وما يربو عن ألف قصيدة مطولة منها قصيدة للوالدين تقول في مطلعها "ميمتنا برنوس وإحنا غياب" في وصف حنين وعذابات غياب الأم ، وقد مهدت هذه القصيدة لشهرته خصوصا في بلاد الغربة و كانت على حد قوله بداية لشهرته ودربا لعودة الكثير من المغتربين إلى ارض الوطن بداية الثمانينات من القرن الماضي بعد أن كانت بداياته الأولى تصب في إطار الغناء العصري . ولا يجد الشيخ الفيالاري صعوبات كبيرة في الانتقال من أغنية لأخرى تحت طلب جمهوره لأنه يحفظ عن ظهر قلب عشرات القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته "يا عيني بركاك من غلطات النوم وأعرفي مولاك توبي يا نجلا" وتقول أخرى "فزعت العبادي ..سبعة أشواط عدادي ،يد أما في يدي ..والخاطر في تنزاه"كتب القصيدة بعد عودته من أداء فريضة الحج رفقة والدته سنة 1985 ومنذ ذلك الوقت التجأ إلى القصيدة الدينية ويجول بالوصف في ثنايا المعارك و الغزوات التي خاضها المسلمون ويعود تارة إلى المشاكل الاجتماعية و الآفات التي تنخر الأسر و العائلات بكثير من الآلام و الحزن في سرد قصصي لامثيل له تأسر مشاعر الحاضرين في" الحلقة " وتزيد من تشوقهم لمعرفة باقي التفاصيل بعد أن يدفع نظير ذلك ثمن استماعهم حسب قدرة كل شخص. توزع العائدات المالية على" القصاب و" الدرابكي" و" المداح "في أخر المطاف وتعد المجموعة الرزنامة الأسبوعية للجولات الفنية سواء عبر الأسواق آو المهرجانات الثقافية و تلبية الدعوات لإقامة الأفراح و الأعراس. ويؤكد الشيخ الذي يتردد على بعض الأسواق الشعبية منها عين الدفلى انه بحفظ أزيد من 4500 قصيدة لكبار المشايخ اللذين سبقوه أمثال بن قنون الشيخ الحاج المقراني بالشلف و العطافي و المماشي محمد بوطيبة،..إلخ ورغم امتلاكه لرصيد كبير من الأغاني إلا أن الشيخ" الميلود" انقطع عن تسجيل الألبومات بسبب القرصنة التي طالت أعماله دون مقابل مادي وعليه تفرغ كما قال للغناء بالأسواق وتلبية دعوات الجمعيات الثقافية و العائلات لإقامة الأفراح و الأعراس .