تسجّل الطّبعة الثامنة للمهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية المنظم بدار الثقافة “مولود قاسم نايت بلقاسم” بمدينة تيسمسيلت حضورا قويا للاستمتاع بما يقدمه المبدعون في هذا اللون التراثي الأصيل. وتستقطب هذه التظاهرة المنظمة منذ يوم الاثنين الماضي أعدادا كبيرة من عشاق الأغنية البدوية والشعر الشعبي من عدّة ولايات أخرى. وفي هذا الصّدد يقول عبد الكريم بشيخ وهو مواطن من عين الدفلة أنّه ولدرجة عشقه وحبه للغنية البدوية وكذا الشّعر الملحون يضطر كل سنة لقطع مسافات طويلة لمتابعة والاستمتاع بالقصائد والأغاني التّراثية. كما تتميّز طبعة هذا العام بتوافد كبير للشباب الراغبين في التعرف على ما جادت به قريحة شعراء الملحون والاستمتاع بأغاني فرق الطابع البدوي لا سيما فرقة “الشيخ ميلود الفيالاري” من ولاية تيسمسيلت الذي يعد من تلامذة عملاق الأغنية البدوية الراحل الجيلالي عين تادلس. وأرجع محافظ المهرجان محمد داهل هذا الاهتمام الملحوظ للشباب إلى السمعة الطيبة التي بات يحظى بها هذا الحدث الثقافي فضلا عن كونه يجمع العديد من شعراء القصيدة الملحونة وفرقة الغناء البدوي من مختلف أرجاء الوطن. وتجاوب الجمهور كذلك مع الأغاني المقدمة من طرف الفرق التي نشطت الحفلات المبرمجة لحد الآن مثل “الغناء الشعبي” لباتنة و”أشعار الحضنة” من المسيلة و”صياد العربي الخميسي” لعين الدفلى وفرقة “الشيخ الميلود الفيالاري” فيما ارتبطت مواضيع القصائد التي ألقتها مجموعة من الشعراء بالثورة التحريرية والحياة في البادية. ويرى العديد من شعراء القصيدة الملحونة المشاركين في التظاهرة امثال قاسم شيخاوي من تيسمسيلت وطيبي ابراهيم من الجلفة وبن عثمان عبد القادر من معسكر أن مهرجان تيسمسيلت يشكل فرصة للالتقاء وتقديم قصائدهم للجمهور المتعطش لمثل هذا اللون الأدبي الأصيل.