قاطعنا المحليات لأننا لم نتلق ضمانات من السلطة إعتبر رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أمس، قرار عدم مشاركة حزبه في المحليات القادمة بمثابة رد فعل على عدم كشف السلطة عن نيتها في تنظيم إنتخابات شفافة ونزيهة تمنح المقاعد للفائزين الفعليين بها- كما قال- وتحترم خيارات الهيئة الناخبة، وأكد في هذا السياق بأن أعضاء المجلس الشورى للحزب كانوا قد توصلوا إلى قناعة مشتركة خلال الدورة الإستثنائية المنعقدة مؤخرا تقضي بمقاطعة الانتخابات المحلية المقررة يوم 29 نوفمبر القادم. جاب الله وفي ندوة داخلية نشطها مع إطارات حزبه صبيحة أمس الجمعة بفندق "التيليفريك" بعنابة، أكد بأن تجربة تشريعيات ماي الفارط جعلت مسؤولي حزب جبهة العدالة والتنمية يقتنعون "بعدم توفر إرادة سياسية" في الجزائر، كفيلة حسبه بتنظيم انتخابات تعبر عن إرادة الشعب، مما دفع بالحزب إلى أن يكون أول تشكيلة سياسية تعلن عن موقفها الرسمي القاضي بعدم المشاركة في انتخابات تجديد المجالس الشعبية البلدية والولائية، وقد علق هذا القرار على مشجب الدولة حيث إنتقد بشدة تواصل ظاهرة انفصال السلطة عن الشعب بسبب ما أسماه بالفساد الإداري والمالي، وتفشي البيروقراطية والرشوة فضلا عن استمرار سيطرة عقلية الإقصاء . وأضاف جاب الله بأن قرار المقاطعة كان على خلفية بروز بعض المؤشرات الأولية والتي كانت حسبه دليلا مسبقا على "تزوير" نتائج الاستحقاق، أبرزها كما قال رفض جميع مقترحات تشكيلته السياسية المتعلقة بتكليف لجنة وطنية مستقلة تتولى مهمة الإشراف ومراقبة الانتخابات منذ استدعاء الهيئة الناخبة إلى غاية الإعلان الرسمي عن النتائج، مع إعادة النظر في الهيئة الناخبة بإلغاء تسجيلات الأسلاك الأمنية المودعة في تشريعيات العاشر ماي قبل استدعاء الهيئة الناخبة، لأن هذه القضايا كما إستطرد كانت من بين أهم التحفظات التي كانت جبهة العدالة والتنمية قد تحفظت بخصوصها في تشريعيات ماي الفارط. وفي سياق ذي صلة إستغرب جاب الله إعلان عديد الأحزاب السياسية عن إستعدادها لخوض غمار إنتخابات تجديد المجالس البلدية والولائية، رغم أنها كانت السباقة للتشكيك في نزاهة التشريعيات، مضيفا بأن حديثه عن هذا الموقف لا يعني بأنه يدعو إلى مقاطعة جماعية، بل أن عدم مشاركة حزبه نابعة من قناعة مؤسسي جبهة العدالة و التنمية، ليخلص إلى القول في هذا الإطار بأن الأحزاب التي ستخوض المحليات لا بد أن تتقبل النتائج التي ستفرزها العملية، من دون المبادرة فيما بعد إلى تعليق فشلها على قضايا التزوير وتواطؤ السلطة لفائدة تشكيلات سياسية معينة ومحسوبة على النظام. على صعيد آخر، أوضح جاب الله بأن العمل السياسي لا ينحصر في المشاركة في الاستحقاقات بقدر ما هو عمل متواصل توعوي يخدم الصالح العام، في محاولة لتطهير الساحة السياسية من الفساد، لأن النضال لم يعد له كما قال أي أساس، و الترشيحات أصبحت تتم وفق معايير غير منطقية، إلى درجة أن الباب أصبح مفتوحا لأصحاب الأموال من أجل الترشح، وهو ما إنعكس بصورة مباشرة على المشهد السياسي في الجزائر، وعلى تركيبة المجالس المنتخبة. هذا وقد إستغل جاب الله فرصة هذه الندوة لإدانة "الحملة" التي تقوم بها بعض الجهات الغربية في مساعيها للإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، كما عرج على الحديث عن الأوضاع السائدة في سوريا و فلسطين و العراق و بعض البلدان العربية، معتبرا ذلك مخططات أجنبية لضرب استقرار الأمة العربية والإسلامية. ص / فرطاس