أعلن عبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية أمس، مقاطعة تشكيلته للانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 29 نوفمبر القادم، بعدما قرر المجلس الشورى الوطني المجتمع في دورته الاستثنائية بالطارف بالإجماع عدم المشاركة. وفي ندوة صحفية نشطها أمس بالعاصمة، أرجع جاب الله قرار المقاطعة إلى بروز ثمانية مؤشرات دالة بحسبه على تزوير نتائج الاستحقاق المحلي، أبرزها رفض السلطة لجميع مقترحات تشكيلته السياسية المتعلقة بتكليف لجنة وطنية مستقلة للإشراف ومراقبة الحدث الانتخابي منذ استدعاء الهيئة الناخبة، إلى الإعلان الرسمي على النتائج، مع إعادة النظر في الهيئة الناخبة، وذلك بإلغاء تسجيلات الأسلاك الأمنية المودعة في تشريعيات العاشر ماي قبل استدعاء الهيئة الناخبة التي كانت ستكون المحفز بوجهة نظره لجبهة العدالة والتنمية للمشاركة في الحدث الانتخابي المحلي. وفي موضوع استحقاقات المجالس البلدية والولائية استغرب الشيخ جاب الله إعلان عديد الأحزاب السياسية عن خوضها لغمارها بالرغم من أنها كانت السباقة للتشكيك في نزاهة انتخابات العاشر ماي الفارط، مضيفا "تعلم مسبقا بأن نتائج الاستحقاقات ستزوّر وتشارك وبعدها تبدأ بالنحيب"، حيث دعا في سياق حديثه من وصفهم بالأوفياء لمبادئ الديمقراطية وضمانات حماية حق الأمة إلى تبني مبادرته ومقاطعة المحليات القادمة. كما أوضح رئيس جبهة العدالة والتنمية في رده على سؤال "السلام" فيما يتعلق بتراجع شعبية الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي، بحكم عدم تواجدها بالمجالس المنتخبة التشريعية وكذا الحكومة، بأنه ناضل قبل التعددية الحزبية وبعدها سيواصل نضاله، بالرغم من أن جميع الانتخابات السابقة بحسب زعمه كانت فرصة للسلطة من أجل ترسيم مؤسساتها باستثناء استحقاق 1991، معتبرا بأن العمل السياسي لا ينحصر في المشاركة في الاستحقاقات بقدر ما هو عمل متواصل توعوي يخدم الصالح العام، يقف في وجه استمرار السلطة في سياسة إفساد الساحة السياسية بتكسير الأحزاب وشراء ذمم قادتها ذوي الاستعداد للترويض، واستعمال تأثير المال والمنصب وسلطان الإدارة والقضاء والإعلام في تنفيذ مخططات الترويض أو التشويه، حتى لا يبقى خارج السيطرة والتأثير يتمتع بتمثيل شعبي. وعن موقفه من الحكومة الجديدة بقيادة عبد المالك سلال رفض ذات المتحدث تزكيتها أو تثمينها بقوله "لا يوجد جديد فهي تمثل الاستمرارية بوجوه قديمة متجددة"، مستغربا عدم استقالة أعضاء الجهاز التنفيذي السابق مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن نتائج التشريعيات، كما هو الشأن في الدول الديمقراطية التي يتولى بعدها رئيس الحزب الفائز بالأغلبية بالإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة. وعرج جاب الله في سياق رده على الأسئلة إزاء الرئاسيات التي رفض الكشف عن مشاركته فيها من عدمها، حيث اعتبر مبادرة الجبهة ال16 المعارضة التي ترافع لصالح ترشيح أحمد بن بيتور بالقضية التي لا تعنيه، على اعتبار أن التكتل أسس لظرف مؤقت يهدف إلى كشف تزوير التشريعيات ولا يوجد تنسيق بين التشكيلات السياسية فيما يتعلق بقضايا أخرى تصب خارج هذا السياق.