3 جيران ذبحوا صديقهم الحميم و رموا جثته في الغابة من أجل الإستيلاء على مبلغ مالي أصدر وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار الإبتدائية ظهيرة أمس الأحد أمر إيداع رهن الحبس المؤقت في حق ثلاثة أشخاص، بعد متابعتهم بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، إثر تورطهم في جريمة القتل التي إقترفت قبل 10 أيام و راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 26 سنة، عثر عليه جثة مرمية على حافة الطريق داخل كومة من الأشواك بقرية سلامي التابعة إداريا لبلدية الشرقة إلى الغرب من ولاية عنابة. و حسب المعلومات التي تحصلت عليها " النصر " من مصدر أمني موثوق فإن التحقيقات المعمقة التي قامت بها مصالح الدرك الوطني بولاية عنابة كشفت بأن المتهمين في هذه الجريمة من جيران الضحية، و يعرفونه جيدا، و يوجد بينهم صديق حميم للضحية، يدعى ( م م ) ، يبلغ من العمر 28 سنة، يقطن بحي أول ماي ببلدية البوني، و الذي كان على علم بأن الضحية ( ت عبد الوهاب ) يريد شراء سيارة من نوع " هونداي أتوس "، على إعتبار أن المعني كان قد طلب منه مساعدته في البحث عن سيارة للبيع، و هو ما جعل الصديق يخطط للتخلص من صديقه الحميم من أجل الإستيلاء على المبلغ المالي الذي كان بحوزته، و الذي كان يذخره لتسديد مبلغ سيارة المركبة. و حسب ذات المصدر فإن المتهم ( م م ) كان قد خطط للجريمة بالتنسيق مع شخصين آخرين من منطقة " التيسيا " بالبوني، و يتعلق الأمر بكل من ( ي ق) البالغ من العمر 27 سنة، و كذا ( س ر ) الذي يبلغ من العمر 30 سنة، و يشتغل بناء، حيث أن هؤلاء الثلاثة إتفقوا على المبيت ليلة الجمعة إلى السبت بمنزل المسمى ( ي ر ) الكائن بحي وادي النيل من أجل وضع آخر الروتوشات على مخطط تنفيذ الجريمة، على إعتبار أن الضحية ( ت عبد الوهاب ) كان مصرا على ضرورة إقتناء سيارة من سوق سيدي سالم. و أضاف مصدر " النصر " بأن المتهم ( م م ) كان قد أوهم صديقه الحميم بأنه وجد له سيارة تحمل مواصفات المركبة التي يريد شراءها، و قد ضرب له موعدا للإلتقاء في الحي من أجل الحسم في الصفقة، في الوقت الذي كان فيه قد خطط مع بقية شركائه لتنفيذ الجريمة، و ذلك بإحضار السيارة، مع تجهيز حبل و سكين لتنفيذ العملية، حيث أن الأصدقاء الثلاثة و بمجرد إلتقائهم بالضحية في المكان المتفق عليه، أكدوا له بأنهم يريدون تجريب السيارة التي يريد شراءها، فساروا على المسلك المؤدي إلى بلدية الشرفة، و عند وصولهم إلى غابة المروانة نفذوا جريمتهم بطريقة وحشية بشعة، إذ أنهم لفوا الحبل على مستوى عنق الضحية، ثم وجهوا له طعنات قاتلة على مستوى القلب، و كذا أنحاء مختلفة من الجسم، خاصة البطن و الصدر، و بعدما أنزلوه من السيارة في مكان معزول، و جروا الجثة إلى وسط الغابة بواسطة الحبل الذي كان ملفوفا حول العنق، أين بلغت الوحشية أعلى مستوياتها، لما أقدم الجناة على ذبح الضحية من الوريد إلى الوريد، و التنكيل بجثته، مع رميها وسط كومة من الأحراش و الأشواك. و إستنادا إلى نفس المصادر فإن الجناة الثلاثة و بعد الإنتهاء من الجريمة و التأكد من وفاة الضحية عادوا أدراج الطريق و سلكوا الطريق الولائي رقم 84 بالتوجه من الشرفة إلى بلدية برحال، أين قام المسمى ( ي ق) بنزع الثياب التي كان يرتديها، و المتمثلة أساسا في حذاء و قميص رياضيين، لأنها كانت ملطخة بالدم، و قد قام برميها بعلى مستوى إحدى الجسور بضواحي برحال، قبل التوجه إلى محطة غسل و تشحيم المركبات المتواجدة بإقليم بلدية برحال، حيث قاموا بغسل السيارة لطمس الدلائل و محو أثار و مخلفات الجريمة المرتكبة خاصة بقع الدم، قبل العودة إلى منازلهم بحي أول ماي ببلدية البوني. هذا و قد قامت فرقة الدرك الوطني التي تكفلت بالتحري المعمق في القضية بجمع كل الأدلة و الأشياء التي لها علاقة بالتحقيق، سواء مكان الجريمة أو منزل أول مشتبه فيه، و يتعلق الأمر بالمسمى ( م م)، أين تم العثور على بقع دم رفعت من الجدار الخارجي من المنزل وكذا ملابس خاصة بالضحية، وعينة من التراب مأخوذ من الغابة التي إقترفت بها الجريمة، إضافة إلى ملابس ملطخة بالدماء تم إكتشافها أسفل جسر ببلدية برحال، و هي اشياء تم تحويلها إلى المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام، لكشف ملابسات الجريمة، حيث تبين بعد التحقيقات المعمقة بأن الجناة الثلاثة من جيران الضحية، خططوا لقتله من أجل الإستيلاء على قيمة مالية كان يعتزم تخصيصها لشراء سيارة من نوع " أتوس "، و قد نكلوا بالجثة و رموها في غابة المروانة ببلدية الشرفة، حيث إكتشفها أحد الرعاة، بعدما لفت إنتباهه وجود بقعة كبيرة من الدم على حافة الطريق، و قد إنتابه الفضول لمعرفة مصدر ذلك حيث بقي يتتبع في قطرات الدم على مسافة حوالي 20 متر إلى غاية عثوره على جثة شخص مجهول من جنس ذكر مذبوحة من الوريد إلى الوريد . و قد تم تقديم الجناة الثلاثة صبيحة أمس الأحد أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار الإبتدائية، و الذي أودعهم الحبس الإحتياطي بالمؤسسة العقابية " بوزعرورة " ببلدية البوني، و ذلك على ذمة التحقيق الإبتدائي في الجريمة .