تمكنت مصالح الدرك على مستوى ولاية البليدة من تفكيك خيوط جريمة قتل ظلت غامضة وامتدت خيوطها إلى غاية ولايتي سطيفوبجاية، حيث تخلص الجناة من آثار الجريمة التي راح ضحيتها شاب في 26 من عمره تعرض للقتل بأبشع الطرق على يد أعز صديقين له. تفاصيل القضية تعود إلى اكتشاف جثة الضحية ''د.ر'' البالغ من العمر 26 سنة، القاطن ببلدية سيدي موسى بالجزائر العاصمة، خلال الأسبوع الماضي، مرمية بإحدى المزارع، ليبين التحقيق أن الضحية توجه نهاية الشهر الماضي بسيارة والده من نوع ''هيونداي أكسنت'' إلى مدينة براقي ولاية الجزائر قصد شراء عجلات للسيارة ليختفي بعدها عن الأنظار، وبذلك توجهت شكوك مصالح الدرك إلى المسمى''ش م'' 23 سنة الذي كان يتنقل رفقة الضحية وكان آخر شخص سأل عنه قبل اختفائه، فيما لم تعثر مصالح الدرك على سيارة الضحية بمكان اكتشاف الجثة، إذ تم العثور على بعد 150 مترا من مكان اكتشاف الجثة على غطاء المقود الخاص بالمركبة. وبعد استدعاء المشتبه فيه ''ش.م'' إلى مقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشبلي، وبعد التحقيق معه أكد معرفته السطحية بالمرحوم، نافيا ارتكابه أو تورطه في الجريمة ومستدلا في ذلك بسفره إلى كل من مدينة سطيف ثم بجاية وجيجل خلال تلك الفترة برفقة صديقه المسمى''ع .ي'' 22 سنة. أثناء التحقيق، لاحظ المحققون وجود جرح على مستوى الجهة اليمنى لصدر المشكوك فيه، ولمواصلة التحقيق قام الدركيون بتفتيش مسكن المشكوك فيه المسمى (ش. م) وتم حجز هاتف نقال وملابس بها بقع لسائل أحمر، وبعد استدعاء المشكوك فيه الثاني''ع.ي'' إلى مقر فرقة الدرك الوطني بالشبلي، المعني بعد سماعه بخصوص الأقوال التي أدلى بها المسمى ''ش.م'' أدلى بنفس التصريحات وللتحقق من أقوالهما تم استغلال المكالمات الصادرة والواردة من خط هاتف كل من المشكوك فيهما وكذا هاتف الضحية. وعند سماع المشكوك فيه ''ش.م'' للمرة الثانية تمت مواجهته بتناقضاته الواردة في أقواله مع ما أظهرته قوائم الاتصالات الهاتفية، هذا الأخير اعترف بوقائع الجريمة، حيث صرح بأن الجريمة ارتكبت من طرف صديقه ''ع.ي'' بعد استدراجه للضحية، موهما إياه بإيصاله إلى مدينة الشبلي لغرض جلب بعض الحاجيات، حيث ركب معه بمفرده تاركا المسمى''ش.م'' بمدينة براقي حيث قام بقتله وتركه على مستوى مكان اكتشاف الجثة وعاد للمسمى '' ش. م'' بالسيارة ليتوجها إلى مدينة سطيف ومن ثم قاما ببيع سيارة الضحية لأحد الأشخاص''ن.ل'' 24 سنة بعين ولمان ولاية سطيف وتوجها بعدها إلى كل من مدينة بجاية وجيجل لصرف مبالغ مالية هناك. كما صرح أن صديقه ''ع.ي'' قام ببيع هاتف الضحية بمدينة بودواو، في الوقت الذي تم فيه تقديم المتهمين الستة، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بوفاريك والذي أودعهم الحبس المؤقت ببوفاريك، فيما وضع أحدهم تحت الرقابة القضائية.