شرع نواب الغرفة السفلى للبرلمان أمس في مناقشة مخطط عمل الحكومة الجديدة مباشرة بعد العرض الذي قدمه الوزير الأول عبد المالك سلال، وأجمعت العديد من التدخلات على ضرورة التكفل الفوري بمشاكل التربية والتعليم والسكن والصحة، أما أراء الأحزاب فقد تراوحت بين التأييد والتحفظ على بعض نقاط الظل التي برزت في المخطط خاصة ما تعلق منها بآجال ووسائل تحقيقه. فبالنسبة لحزب جبهة القوى الاشتراكية فإن مخطط العمل لا يعدو أن يكون سوى برنامج حملة انتخابية تحضيرا للاستحقاق 2014 على حد قول رئيس الكتلة أحمد بطاطاش، الذي أضاف في تصريح له أن مخطط عمل الحكومة فيه الكثير من الضبابية ولم يقدم أرقاما واضحة في مختلف المجالات. نفس الملاحظة سجلها نعمان لعور رئيس الكتلة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء الذي قال هو الآخر في تصريح هامشي له أن "هناك مساحات غامضة في المخطط من حيث آجال تنفيذه ووسائل تنفيذه أيضا"، مضيفا أن نواب التكتل ينتظرون تكملة وأجوبة في هذا الجانب من الوزير الأول بعد ذلك سيصدرون حكمهم عليه ويقررون هل سيمنحونه الثقة أم لا. أما الصديق شيهاب القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني فقد أكد أن الارندي "يدعم مخطط العمل الذي عرضه عبد المالك سلال بحكم التزامه بدعم ومساندة برنامج رئيس الجمهورية"، لكن نواب الحزب في المجلس سوف يعملون على لفت الانتباه للنقائص الموجودة في المخطط. كما عبر رمضان تعزيبت القيادي في حزب العمال ونائب رئيس المجلس هو الآخر عن ارتياحه للمخطط المقدم من طرف عبد المالك سلال خاصة عندما كان صريحا في القول أن الإدارة في واد والمواطن في واد آخر، وكذا لما أعلن الاحتفاظ بقاعدة 51/49 في مجال الاستثمار، وبالمقابل أبدى تحفظ حزبه حول العديد من النقاط مثل غياب حصيلة عن نشاط وعمل قطاعات وزارية عديدة، لأنه كما قال "هناك إصلاحات وهناك إصلاحات عكسية" من طرف بعض الوزراء خاصة في قطاعات التربية الوطنية الصحة والاقتصاد، لذلك كان على معدي المخطط التطرق لهذه النقطة. كما أعاب المتحدث أيضا على المخطط غياب إشارة واضحة للوتيرة التي ستسير عليها المشاريع التي جاء بها المخطط، داعيا إلى رفع بعض العراقيل التي تعرفها مجالات مثل التشغيل والتربية وغيرها. وتمحورت مجمل تدخلات النواب وملاحظاتهم في الفترة الصباحية أمس حول قطاعات التربية الوطنية، حيث دعوا إلى حل مشكل كثافة البرنامج المدرسي خاصة في الطور الابتدائي، وحل مشكلة الاكتظاظ في الأقسام بالنسبة للثانوي، والتساؤل عن سبب تأخر تسليم عدد من المؤسسات التربوية، بينما دعا آخرون إلى توفير الماء الشروب والخدمات الصحية في بعض المناطق النائية وركز آخرون على ضرورة الاستثمار في القطاع الفلاحي لأنه هو المستقبل، وتناولت تدخلات أخرى قضايا محلية. وستتواصل مناقشة مخطط عمل الحكومة على مستوى الغرفة السفلى للبرلمان على مدى خمسة أيام على أن يرد الوزير الأول على انشغالات النواب الثلاثاء المقبل حسب البرنامج المسطر. م- عدنان