انتقد وضع الإعلام العربي رفض كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف للاتصال عز الدين ميهوبي التعليق على تطورات العلاقات الجزائرية المصرية، وأوضح في تصريح بالعاصمة البحرينية المنامة حيث شارك في ملتقى القيادات الإعلامية العربية إن: "هذا الموضوع نناقشه ضمن إطار مؤسسات الدولة، ووزارة الخارجية الجزائرية تتعامل مع هذا الحدث وتتابعه ". وأضاف ميهوبي في تصريح أوردته صحيفة الوسط البحرينية أمس "لقد أدليت بأكثر من 100 تصريح وحوار لوسائل الإعلام، وكنت أدعو من خلالها إلى التهدئة، وأن تكون العلاقات بين الدولتين خطا أحمر، ولا يمكن تجاوزها، لكن دون جدوى." و أعلن من جانب آخر أنه سلّم وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خطة عمل للتعاون مع المنامة في مجال الإذاعة والتلفزيون. وقال ميهوبي إنه جاء للبحرين ومعه بعض الاتفاقيات التي سيعملون على إثرائها وتطويرها، من خلال تطوير العلاقات بين إذاعتي وتلفزيوني الدولتين. و ألقى السيد ميهوبي بمناسبة مشاركته في الملتقي الذي نظم مطلع الشهر الجاري محاضرة حول وضع الإعلام العربي ضمنه انتقادات للوضع ، ونقلت "الوسط" عنه قوله أن الإعلام انقسم إلى قسمين، استهلاكي واستثماري، إلا أن الأخير لا يشكل سوى 10 - 20 في المئة من الإعلام، بينما الاستهلاكي هو السائد في الوطن العربي. و ذكر أن "هناك أزمة حقيقية في الإعلام العربي، وإلا كيف يمكن أن نتحدث عن المستقبل دون وجود أزمة؟!" وأوضح أن: "الأزمة سببها أن الإعلام تحوّل إلى مهنة لمن لا مهنة له، وحالة السقوط التي نراها، سببها المتطفلون على الإعلام، إذ إن هناك طفيليين يعرقلون حركة التطور الإعلامي في الوطن العربي"، مضيفا "هؤلاء الطفيليون يتعاملون مع الحرية، من دون أن يعرفوا كيفية استغلالها أو كيفية التعامل معها". وذكر أنهم "يعتقدون أن الحرية فضاء لا سقف له، وهذا غير معقول؛ لأننا نعيش في مجتمعات لها تركيبتها الاجتماعية والثقافية، والتي تتطلب معالجة معينة تتماشى مع هذه التركيبة، وخصوصا أنها مازالت محصورة في بيئة ثقافية تقليدية:، منوّها إلى أن" القضايا الاجتماعية تتطلب معالجة دقيقة، وذلك ما يعني أن يكون هناك تطوير أو تطوّر في ظل الظروف المسموح بها في المجتمع". وعن المشكلات التي تواجه الإعلام العربي في الوقت الحالي، أشار إلى أنها تتلخص في "المهنية، الحرية، التمويل، التواصل الإعلامي العربي، العلاقة بين الإعلام والسلطة، ذلك إلى جانب مشكلة العجز في مواكبة المناهج التعليمية الحديثة لتطوّر الإعلام، وخصوصا أننا وصلنا إلى مرحلة أبعد من الإعلام، وهي الاتصال والتفاعلية، إذ إن الثقافة التفاعلية أصبحت سائدة في الغرب"، منوّها إلى أنه "لم يعد الهدف من الإعلام الحصول على المعلومة فقط، وإنما معالجتها".