المنظمة العربية للتنمية الزراعية تمنح تجهيزات و خلايا نحل لمجموعة نساء بقالمة قدمت المنظمة العربية للتنمية الزراعية "أوادي" خلايا نحل و تجهيزات إنتاج لمجموعة من النساء المقيمات بالمناطق الريفية و المندمجات في المخطط الوطني للتجديد الزراعي بقالمة و هذا اعترافا بالدور الكبير الذي تقوم به المرأة الريفية بقالمة التي دخلت بقوة على خط الاقتصاد الريفي المحلي كما قالت ممثلة قطاع الغابات خلال حفل توزيع شهادات الاستفادة الذي اشرف عليه وزير الفلاحة رشيد بن عيسى خلال زيارته للولاية أول أمس السبت. تحديات كبيرة تخوضها المرأة الريفية بقالمة و قد حصلت النساء المستفيدات من البرنامج العربي للتمنية الزراعية على تكوين مكثف بمعهد الزراعة المتخصص في الإنتاج الحيواني بقالمة لمعرفة طرق تربية النحل و إنتاج العسل الذي أصبح من أهم الموارد الاقتصادية المحلية. و بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها فقد تمكنت المرأة الريفية بقالمة من الصمود و الوقوف الى جانب الرجل خلال مرحلة تردي الأوضاع الأمنية بالمنطقة منتصف التسعينات و حافظت على وجودها بالمناطق الساخنة تجمع بين البيت و الحقل الزراعي ضاربة أروع الأمثلة الحية لتمسك الإنسان بالأرض الكنز الذي لا يفنى . و يعود الفضل في إعمار الأقاليم الريفية بقالمة الى المرأة الحرة التي شدت على يدي الرجل و حالت دون هجرته من الأقاليم الجبلية المعزولة ببلديات الركنية ، بوحمدان ، بوحشانة ، بوعاتي محمود و عين صندل البلدية الفقيرة التي أصبحت نموذجا في التنمية الريفية التي يقودها قطاع الغابات الذي أصبح يركز على المرأة القالمية لبعث المشاريع الجوارية كتربية المواشي و النحل و الخياطة و الصناعات التقليدية ذات العلاقة المباشرة بالوسط الريفي كصناعة الصوف و الفخار و تربية الدواجن و غرس الأشجار المثمرة. و تشير الإحصاءات المتعلقة بسير برامج التنمية الريفية بقالمة بأن المرأة أكثر انضباطا من الرجل و لم تفشل أية واحدة من صاحبات المشاريع الجوارية حتى الآن مما دفع بمختلف القطاعات الى استهداف المرأة الريفية بشكل مباشر و مكثف و مرافقتها الى غاية انطلاق المشروع و دخوله مرحلة الإنتاج. و لم يعد اندماج المرأة الريفية في التنمية الاقتصادية بقالمة مقتصرا على المتقدمات في السن بل تعداه إلى فتيات ريفيات رفعن التحدي و بدأن يتوجهن بثبات نحو بعث وحدات صغيرة لإنتاج الحليب و الصوف و الخضر و الفواكه بالاعتماد المباشر على البرامج الممولة من خزينة الدولة. و ذكر بان أغلب المستفيدات من قروض التمويل سددن مستحقاتهن في الوقت المناسب و دخلن مجال التسويق و بيع منتجاتهن بالسوق المحلية بالاعتماد على الزوج أو الأبناء. و قد حققت المرأة الريفية بقالمة اكتفاء غذائيا مريحا لأسرتها و لم تعد في حاجة الى الحليب و البيض و اللحم و القمح و الصوف و الخضر و الفواكه بعد إطلاق برامج تربية المواشي و الدواجن و الأشجار المثمرة و استصلاح الأراضي المنتجة للخضر و الحبوب. و ساهمت مشاريع البناء الريفي و مد شبكات الكهرباء الى المناطق الريفية النائية و تعبيد الطرقات في إحداث هجرة عكسية من المدينة الى الريف بقيادة المرأة القالمية التي مرت بتجارب مريرة خلال مرحلة الحديد و النار لكنها صمدت و انتزعت اعتراف و تقدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية التي حيت صمودها و قررت إمدادها بالمزيد من البرامج الاقتصادية التي تضاف الى الجهد الوطني الرامي الى تغيير وجه الحياة الريفية و الوقوف الى جانب المرأة الصامدة فوق الأرض. فريد.غ من أهم طقوسه إعداد طمينة قمح الهذبة موسم جني العسل الملكي بدأ بعين عبيد ينطلق موسم جني العسل الملكي المعروف قديما ب"الجدرة " مع بداية موسم الخريف بعد أن تفقد أشعة الشمس توهجها و يميل الطقس إلى الاعتدال وذلك باختيار يوم رطب يغطي فيه الندى صباحا الأرض ، ليحد من حركة ونشاط النحل الذي تتعبه برودة الجو . وهو يوم مشهود عند مربيي النحل ومنتجي العسل مقارنة بعملية الربيع الأولى الجد محدودة. ومن أهم طقوسه إعداد طمينة قمح الهذبة وهو من الحبوب الفاخرة التي اختفت بعد أن غزت الوطن أصناف مستورة غطت بمرد ودها على الشتلة المحلية ، ويتم إعدادها بأول الشهد الذي يجنى في ذات الصبيحة وأول من يذوقها كبير الأسرة ثم كل أفراد العائلة على أن يشرب من ذات العسل أصغر الأطفال سنا والرضع على الخصوص لتنمية ذكائهم ثم بالسلم التصاعدي. وفي هذا اليوم يحضر على الأطفال و الكبار التجول ناحية خلايا النحل خوفا من لسعات النحل ،ويتم التفرغ الكلي لأفراد العائلة للمشاركة في جني العسل الذي يختلف طعما ونوعا ولونا حسب المنطقة التي يربى فيها النحل. وتدوم العملية التي تكون عادة على أربع مراحل حسب عدد الخلايا في كل مزرعة ابتداء من السائل الملكي والذي يسمى محليا "الجدرة" ولونه يميل عادة إلى مزيج بين الأسود والشكولاطة الذائبة ثم "العكبر" وهو أقل تركيزا ويكون من الخلايا الجديدة المسماة"الفرخ" وأخيرا العسل الممزوج بحبوب الطلع وهذا الصنف أحسن دواء للأمراض المستعصية حسب /ن.عبد العزيز/ صاحب المزرعة المسماة أولاد سلطان للعسل الملكي الذي قال لنا أن الإنتاج قد تحسن كثيرا في منطقة عين عبيد بسبب الخبرة والمهنية التي أصبح يتميز بها منتجوه على الرغم من أن عددا كبيرا منهم مازال يعمل بطريقة تقليدية أين تربى خلايا النحل في صناديق على الطراز القديم ويقص العسل وشهده وهو ما يتعب النحل لصناعة شهد وخلايا جديدة على حساب الإنتاج ، في وقت دخلت فيه وسائل عصرية و آلات تمتص العسل ويبقى الشهد يمكن استعماله مرة أخرى . و هذه الوسائل جعلت المردود هذا الموسم جد وفير بعد أن عاد المنتجون إلى تربية النحل التي تقلصت خلال السنوات الماضية بقوة بعد أن أصبح هناك تبادل للمعلومات وأيام تكوينية بين الحين والآخر إضافة إلى تطبيق تقنيات علمية حديثة،كما دخلت الانترنيت الميدان وذلك بتبادل الخبرات مع منتجين من داخل وخارج الوطن خاصة تونس واسبانيا المتقدمة في مجال تربية وإنتاج العسل. للإشارة عاد نشاط تربية النحل في بلدية عين عبيد إلى الظهور بقوة خلال السنوات الأخيرة بعد الاهتمام الكبير الذي أولته مصالح الفلاحة لهذه الشعبة من خلال مختلف وسائل الدعم وفتح أبواب التكوين للشباب باستعمال الطرق الحديثة وتقنيات تخصيب وتربية الملكات والخلايا الجديدة وهذا بعد التراجع الكبير الذي عرفته الحرفة نهاية الثمانينيات أين تم القضاء على خلايا جد كثيرة أثناء حملة محاربة الجراد الذي حل بالمنطقة في ذلك الزمن بواسطة الطائرات أين صادف موسم الجني عملية الإبادة للحشرة الطائرة الضارة.