طالب المشاركون في الصالون الوطني الأول لتربية النحل بوهران، بضرورة تشديد المراقبة من قبل مديريات الفلاحة على أصحاب المستثمرات الفلاحية بعد استعمالهم للعديد من المواد الكيمياوية للمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، والتي أصبحت تضر بالنحل وتؤدي إلى نفوقه خاصة خلال الفترة التي تورق فيها الثمار، والممتدة من أفريل إلى 15 ماي، وهي الفترة التي يقوم فيها الفلاحون برش منتجاتهم الزراعية بالمبيدات لتفادي إتلاف بعض الديدان والحشرات لمزروعاتهم. وصرح كربش منور، من التعاونية الولائية لمربيي النحل لولاية البليدة ل”الفجر”، عن مراسلة جميع السلطات الولائية وكذا وزارة الفلاحة لتدارك الوضعية، بعد الخسائر المادية الكبيرة التي أصبح مربو النحل يتكبدونها بعد هلاك خلية النحل، إلا أنه لحد اليوم تبقى الأمور على حالها ولا حياة لمن تنادي، ما جعل أزيد من 600 مربي بالولاية يعانون من تدهور الوضع والاستعمال المفرط من قبل الفلاحين للمبيدات الكيمياوية، إلى جانب مشكل تسويق المنتوج وبيعه في غياب ثقافة استهلاك العسل لدى المواطنين، حيث أن الكثير منهم يجهل فوائده بالرغم من وجود 13 نوعا من العسل، ومنه عسل السدر الذي تشتهر به ولايات الوسط وثمنه يساوي 2400 دج، إلى جانب أنواع أخرى من العسل، ومنه عسل الكاليتوس والزعتر وحبة الحلاوة والأزهار والبرتقال الذي يشتهر في فلسطين بالخصوص، إضافة إلى العسل الجبلي. ويعد هذا الأخير من بين أجود مادة العسل، إلا أن تسويقه يبقى صعبا خاصة بعد الانتشار الواسع للعسل المغشوش يتم استيراده بأثمان باهضة من دول الخليج ودول أوروبية عديدة والذي تتوفر فيه بعض المواد السامة، وذلك ما أكده ل”الفجر” خالدي، من ولاية المدية، الذي قال إن السوق الوطنية اليوم أصبحت مفرغة عمومية لمنتجات دول عديدة في غياب المراقبة، ما جعلنا اليوم نطالب بإنشاء تعاونية لتسويق العسل الحقيقي مع فتح مخابر لإجراء التحاليل قبل التوجه إلى التصدير، حيث تبقى ولايات الشرق أكثر شهرة في تربية النحل مقارنة بولايات الغرب، خاصة وهران التي يبقى عدد المربين فيها قليلا جدا. وأوضح، من جهته، رئيس الفيدرالية الوطنية لمربي النحل، السيد لكحل، عن برنامج الدولة في الخماسي، والذي يهدف إلى تربية مليون خلية لإنتاج النحل، وللوصول إلى إنتاج ما قيمته 100 ألف طن من العسل، بعدما وصل الإنتاج خلال السنة الماضية إلى 40 ألف طن سنويا، مشيرا على هامش الصالون إلى رصد 20 مليون دج للنهوض بشعبة النحل وجلب مستثمرين جدد من الشباب، لأن برنامج العمل المسطر بين 2010 -2014 يهدف أيضا إلى توظيف نسبة 50 بالمائة من البطالين في شعبة النحل الفلاحية، خاصة بعد إدخال تقنيات جديدة لتكثيف الإنتاج، حيث تم تخصيص 12 مليون دج لوضع خلايا نحل في المناطق الريفية، وهذا لجلب الأسرة وترقية المرأة للدخول في القطاع.