أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الزيادية بقسنطينة، أول أمس، بإيداع شاب دون سن الخامسة والعشرين، وكان قد أدين خلال عام 2008 بالإعدام غيابيا، نظير اقترافه أبشع جريمة في حق الأصول شهدتها قسنطينة منذ الاستقلال... * عندما ذبح والدته وهي أستاذة محبوبة لدى تلاميذتها في الثانوية، وشقيقه الطالب الجامعي المتفوق، فقتلهما ببرودة، دون أن ينال من والده الأستاذ الجامعي الذي كان خارج البيت وقت وقوع هذه الجريمة، والتي لا أحد فك لغزها، لأن العائلة كانت مضرب المثل في سعادتها، وتفوّق كامل أفرادها، ثم اختفى عن الانظار كل هاته المدة. * وكانت الروايات والإشاعات قد تحدثت عن انتحاره برمي نفسه من أحد جسور المدينة، خاصة أن مصالح الحماية المدنية بقسنطينة انتشلت جثثا متعفنة من أسفل الجسور، وقال أهل حي الزيادية وهي مكان سكن المتهم إنها له، خاصة أن القاتل كان يبدو هادئا وغريب الأطوار أيضا، وظن الجميع أنه فضل الانتحار بعد أن ارتكب جريمته البشعة، ولكن مصالح الأمن التي ظلت تتابع أخباره، تمكنت من توقيفه وهو بصدد زيارة بيت والده، الوحيد الذي بقي من العائلة على قيد الحياة.. * ومع اختفاء الجاني، أدانته محكمة الجنايات في دورتها الربيعية الجنائية خلال عام 2008 غيابيا بالإعدام، وشكّل القبض عليه حدثا في حيه بالزيادية على مشارف عيد الأضحى المبارك، والذكرى الخامسة للجريمة، ولكن شهود عيان قالوا إن الشاب كان واضحا من ملامحه انه لم يعد سويا، وهو يقفز من طابق علوي إلى طابق، محاولا الفرار، باسما غير مهتم بالقبض عليه، وكأنه كان يتسلّى.. مصالح الأمن عاودت فتح ملف هاته القضية اللغز، خاصة أن أهل الحي قالوا إن الوالدة المرحومة كانت تريد دائما من ابنها التفوق في دراسته مثل شقيقه المرحوم، فكانت تطالبه بالاجتهاد، وهو ما تحوّل إلى عقدة بالنسبة له، ولكن التحقيق ومحاكمته قريبا ستكشف مزيدا من أسرار هذه الجريمة.