يصدر مجموعته الشعرية الثانية بعد ميلاد مجموعته الشعرية الأولى "المرأة والأشياء"، سنة 2007، صدرت، مؤخرا، للشاعر عبد الكريم قادري المجموعة الشعرية الثانية بعنوان "فاصلة"، عن دار الكاتب للطباعة والنشر والتوزيع، بدعم من مديرية الثقافة لولاية الطارف، في 2000 نسخة. نورالدين برقادي عن عنوان المجموعة، يقول الشاعر: "الفاصلة هي تلك العتبة التي أصبحت من الأهمية بمكان؛ إذ تعد واحدة من أهم العلامات التي تدخل ضمن الفضاء التشكيلي للنص الأدبي.."، تتشكل "الفاصلة" من مجموعة ومضات قصيرة جدا، حاول الشاعر من خلالها تثبيت مفهوم "الاقتصاد اللغوي" في الكلمات، ليحملها ثقلا دلاليا ويلقي على عاتقها كما يعتقد مسؤولية اختزال المعنى واحتوائه، دون أن يفسد الإيقاع والشعرية. اختار مبدع "فاصلة" شعر التفعيلة لكتابة قصائده، لتكون موسيقية الوقع على أذن المتلقي، صوفية المعنى، هلامية الفهم. يطرح عبد الكريم قادري في نصوصه أسئلة حول ماهية الحياة والموت.. وقد جاءت نصوصه مثيرة لشعرية الدهشة، لما احتوته من مفارقات، كما أنها حاكت قلق المتلقي في أحيان كثيرة.."نقاء، قلق، سؤال للسؤال، تناقض، نبوءة، شرود..". ترتدي عناوين المجموعة حسب صاحبها أقنعة الحكمة وتستمر بشيء من الزئبقية. وكأنه، وهو يكتب قصائده كان دائما في نقطة التماس مع الذات في رحلتها نحو الباطن. مجموعة "فاصلة" الشعرية لعبد الكريم قادري، تجربة حداثية، أجتهد من خلالها على الصعيدين اللغوي والشعري، كي يخلق صورة جديدة، بعيدة عن النمطية، ولا تجعل المتلقى يمل منها، إذ تلتحم فيها تلك الموسيقى الطافحة، والمعنى العميق، والاختزال اللغوي الذي اعتمد كمنهج في المجموعة، ويتصور الشاعر "أن الشعرية لا تكمن في طول القصائد، بل في خلق المعنى في قالب مختصر..". مقاطع من بعض قصائد المجموعة: شك: حين تبكي الرمال على غربة فاعلموا أن ثمة ما رابها من فضاء رحب الغراب دنا وتراجع عن فكرته والسراب هنا وهناك يحفظ العتمة من زوال السبب ميتة ثالثة: ميت سمع الناس تنعته بالذي بينهم وهو المستريح بظلمته والصحاب القدامى الجدد يستلذ غناء الفراغ حينما يجلس فوق شاهده يتناسى العدد ميت بين أحيائنا الميتين من رثاه ...رثا بعده واجتباه الأبد الميتة الرابعة: التراب ينادي الهياكل... لحن السكوت يا عظاما بلت