مياه الصرف الصحي تغرق 40 ضريحا في المقبرة المركزية بقسنطينة تعرف الجهة العلوية للمقبرة المركزية الواقعة بوسط مدينة قسنطينة، تسربات في قنوات الصرف الصحي أغرقت ما لا يقل عن 40 قبرا في المياه القذرة، بينما تتدارس البلدية إمكانية تحويل رفات الموتى، لاستحالة إصلاح العطب قبل القيام بعمليات حفر واسعة. "النصر" تنقلت إلى المكان و وقفت على تسربات كبيرة في المياه القذرة من إحدى القنوات الواقعة في الجهة العلوية للمقبرة و تحديدا قبالة عدد من الفيلات بحي بن عبد المالك، الأمر الذي تسبب في تدفق سيول من مياه الصرف الصحي بإتجاه 40 قبرا واقعا على أرضية منحدرة، و إغراق بعضها كليا بعد تشكل برك سوداء اللون تنبعث منها روائح كريهة جدا، إلى درجة أن المياه القذرة وصلت إلى إحدى المسالك الرئيسية و حولتها إلى ما يشبه واديا من مياه الصرف، ما صعب مرور المواطنين، الذين يفدون يوميا إلى مكتب مؤسسة تسيير المقابر، من أجل طلب التدخل الفوري للجهات المعنية و الحفاظ على حرمة مكان لم يسلم فيه حتى الموتى من القاذورات، خصوصا و أن الوضع لا يزال على حاله منذ نحو شهرين، دون تدخل أية جهة لوقف تسربات أرقت عمال المقبرة و تسببت في إصابة بعضهم بأمراض خطيرة أمام استمرار انبعاث الروائح الكريهة من المكان. و قد وجدت المصالح التقنية لبلدية قسنطينة صعوبة في إصلاح العطب، خصوصا و أن قنوات الصرف المهترئة تمر أسفل القبور و يعود إنشائها إلى العهد الاستعماري، حيث يتطلب التدخل حفر الطبقة الواقعة تحت القبور أو تحويلها نهائيا بعد إخراج رفات 12 ميتا و ذلك بعد الحصول على تراخيص من أولياء الموتى و وكيل الجمهورية و على فتوى في هذا الشأن ينتظر أن تصدر اليوم من الجهات التابعة لمديرية الشؤون الدينية، حسبما أكده ل "النصر" مصدر مسؤول بمؤسسة تسيير المقابر. و ذكر أيضا أن مصالحه راسلت جميع الجهات المعنية من أجل إيجاد مخرج سريع لهذه المشكلة التي تعيشها أكبر مقبرة ببلدية قسنطينة، فيما أكد المكلف بالاتصال في مؤسسة "سياكو" أن الإشكالية تكمن في السماح ببناء قبور على قنوات للصرف الصحي و أضاف أن مصالحه على استعداد لإصلاح الأعطاب بمجرد الحصول على تراخيص بذلك من طرف الجهات المعنية. و سبق للبلدية أن حولت قرابة 20 قبرا في المقبرة المركزية بعد إخراج رفات الموتى بسبب مشكلة مماثلة، كما كان أعضاء بالمجلس الشعبي البلدي قد طرحوا قبل أزيد من سنة إشكالية التسربات في قنوات الصرف الصحي في المكان و طالبوا ببرنامج استعجالي من أجل القضاء عليها، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق، علما أن الوالي انتقد في مناسبات سابقة حالتها و قال أن المقبرة لم تسلم من القمامة. ياسمين بوالجدري /تصوير : ع.عمور