اضطر عضو مجلس إدارة المولودية القسنطينية كمال مداني عشية أول أمس، إلى رمي المنشفة والاستقالة من منصبه، وذلك في أعقاب مسيرة حاشدة لأنصار الموك، انطلقت من معقلهم الرئيسي بنهج عواطي مصطفى (طريق سطيف)، في اتجاه مقر ديوان الوالي، أين تم استقبال 5 ممثلين عن الأنصار الغاضبين، والذين رفعوا لائحة مطالب، يتقدمها المطلب الرئيسي المتمثل في ضرورة رحيل كمال مداني، أو تدخل السلطات المحلية لإجباره على الرحيل. خبر الاستقالة أكده أمس للنصر الرئيس الشرعي لمجلس إدارة الشركة الرياضية عبد الحكيم مداني "حكوم" الذي قال في هذا الخصوص: "لقد أعلن كمال مداني رسميا عن استقالته، وذلك خلال اجتماع طارئ انعقد عشية أول أمس، والذي دام أكثر من 3 ساعات، وبعد أن طلب منه الأعضاء ذلك تجنبا لأية انزلاقات بالنظر للتصعيد الذي ميز محيط الأنصار...". حكوم مداني قال أنه ومن بين القرارات التي خرج بها المجتمعون في هذا الاجتماع الطارئ، ضرورة تعيين مدير للشركة الرياضية في أقرب وقت ممكن، قبل تحديد موعد عقد جمعية عامة استثنائية، والتي سيقدم خلالها- أضاف محدثنا- كل أعضاء مجلس الإدارة استقالتهم، بغرض فسح المجال لمن يريد قيادة الموك في عالم الاحتراف. على صعيد آخر كشف حكوم مداني بأنه برمج لقاءا مع لاعبي تشكيلة الأكابر المضربين عشية أمس في حدود الساعة (16,00)، وذلك بمسبح بولفخاذ بعين السمارة، في محاولة منه إقناعهم بضرورة العدول عن موقفهم الذي لا يخدم الفريق، علما وأن كل اللاعبين كانوا أمس حاضرين بقسنطينة، وقد أسرهم خبر استقالة كمال مداني، بعد أن أكدوا بأن الإشكال لم يكن يتعلق بالمستحقات المالية، بقدر ما يتعلق بقضية الثقة التي افتقدوها في شخص كمال مداني، كما أبدوا استعدادهم للعودة ومضاعفة الجهد لاستدراك ما فاتهم، وتحقيق النتائج الإيجابية التي تمكن الموك من تحقيق حلم أنصارها المتمثل في الصعود. من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى المسيرة الحاشدة التي نظمها الأنصار، والتي للأسف الشديد لم ترق سكان عواطي مصطفى و "الصوابط"، ولا حتى المواطنين، نظرا للعبارات البذيئة التي ميزت شعارات الغاضبين، ما اضطر قوات الأمن على التدخل لتفريق المتظاهرين، بعد تعيين ممثلين عنهم لتبليغ لائحة مطالبهم للمسؤول الأول عن الولاية. بعدها كادت الأمور أن تحيد عن إطارها العادي، رغم عديد النداءات الداعية للتعقل والتصرف بالحكمة، حيث تنقل أكثر من 400 مناصر كانوا يحملون كفنا، في اتجاه منزل كمال مداني بسيدي مبروك، ولحسن الحظ أن قوات الأمن تدخلت في الوقت المناسب، وتم بالتالي تفادي ما لا تحمد عقباه.