قتال عنيف بين حركة تحرير أزواد وحركة التوحيد والجهاد تجددت أمس الاشتباكات المسلحة بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد ومقاتلي حركة التوحيد والجهاد المدعومة بعناصر من تنظيم القاعدة، وكتيبة الملثمين التي انضمت حديثا إلى حركة التوحيد والجهاد، فيما أشارت مصادر إعلامية، أن عناصر من “أنصار الدين" شاركت إلى جانب حركة الأزواد في بعض الاشتباكات، وذلك بعد توقف المعارك بضع ساعات، وتضاربت المعلومات بشان الخسائر التي لحقت بصفوف الطرفين تضاربت الإنباء حول الخسائر التي تكبدتها حركة تحرير الازواد وحركة التوحيد والجهاد، بعد تجدد المعارك صباح أمس، بحيث أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد أن كتيبتين تابعتين للحركة شنت هجوما فجر السبت على بلدة أسونغو في أزواد. وقالت الحركة في بيان لها إن الهجوم كان بقيادة قائد الأركان المساعد لقوات الحركة مشكناني أغ بالا وقائد فرقة الكوماندو العقيد مولاي أغ سيدي مولا. وأوضحت الحركة أن الهجوم الذي وصفته بالواسع استهدف بلدة أسونغو ومحيطها غير بعيد من مدينة غاو التي تسيطر عليها حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا المتشددة حسب البيان. وذكر البيان أن الكتيبتين دخلتا في معركة ضارية مع مقاتلي حركة التوحيد والجهاد تلقوا إمدادات بعد أن انضم إليهم رجال بلعور المنشق أخيرا عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي حسب البيان والذي أصبح مؤخرا المخطط الاستراتيجي لحركة التوحيد. واستمر القتال طوال يوم أمس وحتى الساعات الأولى من المساء حيث ساد خلال الليل هدوء حذر في المنطقة. ووفقا للبيان الذي وقعه حما أغ سيد أحمد الناطق باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد فإن الضباط الطوارق تحدثوا من ميدان المعركة عن “سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتشددين المنتمين لحركة التوحيد وتدمير ثماني سيارات مجهزة بينما لم يسجلوا في معسكرهم سوى بعض الإصابات الخفيفة وتعطل سيارتين". وأضاف البيان أنه “لوحظ مساء الجمعة تحرك تعزيزات من قوات حركة التوحيد باتجاه ميدان المعارك حول أسونغو التي يستهدفها المقاتلون الطوارق". “غير أن حركة الوطنية لتحرير أزواد دفعت من جانبها بوحدات مقاتلة بقيادة ضباط سامين من الحركة إلى مسرح العمليات الأخيرة" حسب نفس البيان. وقالت مصادر إعلامية في مالي، بان عناصر من حركة “أنصار الدين" شاركوا في الاشتباكات إلى جانب قوات حركة تحرير الازواد، بينما نقلت وكالة فرنس برس عن مصادر محلية، أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، أرسل تعزيزات إلى شمال شرق مالي لدعم إسلاميي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، غداة معارك عنيفة مع متمردين من الطوارق. ونقلت الوكالة عن نائب محلي قوله أن “الإسلاميين أرسلوا تعزيزات" إلى منطقة غاو (شمال شرق). وأكد هذه المعلومات سكان آخرون من هذه المنطقة القريبة من الحدود مع النيجر، موضحين أن هذه التعزيزات من القاعدة في المغرب الإسلامي أتت من تمبكتو (شمال غرب). وتضاربت الإنباء بسان الخسائر التي لحقت بالأطراف المتنازعة، وتقول التقارير الواردة من مدينة “منكا" إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد خسرت 19 من مقاتليها في المواجهة مع خسارتها لبعض السيارات العسكرية. بينما تقول حركة تحرير أزواد إنها قتلت أحد عناصر القاعدة البارزين، كما أصابت عددا من مقاتلي الحركات الجهادية خلال المواجهة. وذكر مصدران أمنيان في مالي وبوركينا فاسو المجاورة أن العقيد مشكانين مساعد قائد القوات المسلحة للحركة الوطنية لتحرير ازواد، قد أصيب في تلك المعارك. وكانت الأوضاع الأمنية قد انهارت خلال الساعات الماضية بإقليم “منكا" على الحدود مع النيجر بعد قتل اثنين من عناصر التوحيد والجهاد من قبل مجموعة يقال إنها تابعة للجيش الأزوادى المتمركز في المنطقة منذ طرده من “غاوه" قبل شهور بعد مواجهات نارية بين القاعدة ومقاتلى الطوارق، وأفاد شهود أن “هدوءا حذرا" ساد صباح السبت منطقة غاو، قبل عودة المواجهات بين الطرفين.