أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد، التي تمثل المتمردين الطوارق، أنها شرعت في حرب لطرد الجماعات المسلحة "الجهادية" من شمال مالي، وطلبت دعما دوليا ومحليا لمعركتها. وقالت الحركة أمس في بيان نشر على موقعها على الأنترنت: "ندعو كل سكان أزواد والمجتمع الدولي للانضمام إلى معركتنا لإخراج الإرهابيين وتجار المخدرات الذين هم مصدر تمويلهم من منطقتنا". واندلعت صبيحة أول أمس الجمعة معارك عنيفة في منطقة غاو، بين مقاتلي حركة "التوحيد والجهاد" المنشقة عن تنظيم القاعدة والحركة الوطنية لتحرير أزواد من أجل السيطرة على المدينة. وأكد بيان حركة أزواد "هذه المعركة ليست بين العرب والطوارق كما تروج له بعض وسائل الإعلام لتغليط الرأي العام".ونفى المصدر ذاته ما نشر حول تعرض المتمردين الطوارق لهزيمة في معركة غاو وقال البيان أن "مقاتلي حركة التوحيد أجبروا على التراجع". وحول حصيلة المعارك أوضح "هناك 20 قتيلا وعشرات الجرحى منها حالات خطيرة من جانب حركة التوحيد والجهاد، وتدمير ثلاث سيارات، فيما كانت الحصيلة من جانب حركة الأزواد تسعة جرحى وتدمير سيارة دون تسجيل أية خسائر بشرية". وحول المعارك التي دارت بين الجانبين أكد البيان "يوم 16 نوفمبر على الساعة العاشرة صباحا سقطت قافلة لحركة التوحيد والجهاد في كمين لمقاتلي الأزواد في المكان المسمى طاقرانقابوط على بعد 50 كلم شرق أنسونغو قرب مدينة غاو". وأضاف: "هذه المواجهات جاءت في إطار الهجوم الذي أطلقته حركة الأزواد في ال 13 من نوفمبر، انطلاقا من مواقعها بمنطقة ميناكا ومقاتلونا يتوجهون نحو مدينة غاو لبسط السيطرة عليها لتحرير المنطقة من قبضة الإرهابيين". من جهة أخرى أكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أرسل أمس تعزيزات إلى شمال شرق مالي لدعم اسلاميي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، غداة معارك عنيفة مع متمردين من الطوارق، وقال نائب محلي أن "الإسلاميين أرسلوا تعزيزات" إلى منطقة غاو (شمال شرق). وأكد هذه المعلومات سكان آخرون من هذه المنطقة القريبة من الحدود مع النيجر، موضحين أن هذه التعزيزات من القاعدة في المغرب الإسلامي أتت من تمبكتو (شمال غرب). ودعت حركة تحرير أزواد في وقت سابق "الجهاديين الأجانب" إلى مغادرة شمال مالي، وإلا ستصبح مجبرة على استعمال القوة ضدهم. وأكد الأمين العام للحركة بلال آغ الشريف: "نرفض تواجد الجماعات المتطرفة الأجنبية وتجار المخدرات في إقليم أزواد، وندعوهم من جديد لمغادرة المنطقة عاجلا". وهددت الحركة بأنه في حال رفض هذا النداء "سيكون اللجوء إلى القوة ضروريًّا لأن تواجد هذه المجموعات يشكل تهديدًا حقيقيًّا ومصدر عدم استقرار بالنسبة للشعب الأزوادي". وجاءت هذه الدعوة من حركة أزواد بعد قرار لمجموعة دول غرب إفريقيا (إكواس) بنشر قوة إفريقية قوامها 3300 جندي شمال مالي في قمة بأبوجا النيجيرية الأسبوع الماضي، وسيتم إحالة المشروع لمجلس الأمن الدولي الذي منح المجموعة مهلة 45 يومًا لتقديم مخططها حول التدخل في شمال مالي تنتهي في ال 26 من الشهر الجاري.