التوصل إلى هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية توصلت فصائل المقاومة الفلسطينية بعد ظهر أمس إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل بعد الوساطة التي قام بها الرئيس المصري محمد مرسي لإنهاء الاقتتال بين الجانبين. وأكد أيمن طه المسؤول في حركة حماس أمس أن إسرائيل ونشطاء غزة توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية سيبدأ تنفيذه عند منتصف ليل الثلاثاء إلى الأربعاء بالتوقيت المحلي . و وافقت إسرائيل على الشروع في بدء ترتيبات رفع الحصار المفروض على قطاع غزة. كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قيادي في حركة الجهاد قوله إن " مؤتمرا صحفيا مشتركا سيعقد في القاهرة بين مسؤولي حماس والجهاد ووسطاء مصريين للإعلان عن التوصل إلى اتفاق هدنة". وكان الرئيس المصري محمد مرسى قد صرح في وقت سابق بأن " العدوان الإسرائيلي" على غزة سينتهي أمس الثلاثاء، مؤكدا أن جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال ساعات قليلة. وكانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق تأجيل خطط لاجتياح غزة بهدف إعطاء المحادثات الرامية إلى تأمين هدنة بين الطرفين فرصة. وأفادت التقارير أن إسرائيل حددت يوم الخميس كآخر مهلة حتى تعطي المحادثات التي ترعاها مصر بهدف التوصل إلى تسوية فرصة النجاح. من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تريد التوصل إلى حل دبلوماسي طويل الأجل لأزمة غزة لكنها لن تتردد في تصعيد حملتها العسكرية ضد المسلحين الفلسطينيين إذا لزم الأمر. وقال عقب محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "إذا أمكن التوصل إلى حل طويل الأجل من خلال السبل الدبلوماسية فستكون إسرائيل شريكا متجاوبا مع مثل هذا الحل." واضاف "لكن إذا اتضحت ضرورة القيام بعمل عسكري أقوي لوقف الإطلاق المتواصل للصواريخ فلن تتردد إسرائيل في فعل ما هو ضروري للدفاع عن شعبنا." و قبل ذلك كانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة، قد قررت ليل الاثنين إلى الثلاثاء، تعليق عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة مؤقتا وإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية. وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية "تم اتخاذ قرار بأنه في الوقت الحالي هنالك تعليق مؤقت للتوغل البري لإعطاء الدبلوماسية فرصة لتنجح". و يبقى من الصعب بمكان الجزم بإمكانية صمود هذه الهدنة في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية، و تواصلت إلى ساعات مبكرة من أمس عمليات القصف، حيث استشهد ثلاثة مواطنين فلسطينيين وأصيب 14 آخرون، ستة منهم في حالة حرجة، في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين الفلسطينيين في حي الشجاعية بقطاع غزة، ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ الاربعاء الماضي إلى حوالي 130 شهيداً وأكثر من 900 جريح. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن شهود عيان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين وعددا من المنازل في شارع بغداد بحي الشجاعية، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين، وإصابة 14 آخرين جروح، ستة منهم جروحهم بليغة.وكان ستة مواطنين فلسطينيين استشهدوا في قصف على حي البصرة جنوب قطاع غزة، واستشهد مواطن آخر في غارة على بيت حانون واثنان في حيي الزيتون والشجاعية.فيما سبقهم ثلاثة مواطنين فلسطينيين استشهدوا في غارات للطيران الحربي الإسرائيلي على القطاع قبل ظهر أمس، وأصيب عدد من الشبان الفلسطينيين في الغارات. و كان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا أمس الثلاثاء إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وقال إن أي عملية برية إسرائيلية في القطاع ستكون "تصعيدا خطيرا" يجب تفاديه. وكان بان يتحدث في مؤتمر صحفي في القاهرة بعد إجراء محادثات مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وقال إنه يدعم الجهود التي تقودها مصر لوقف العنف بين إسرائيل وجماعات النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأضاف "هناك حاجة لاتخاذ خطوات فورية من جانب جميع الأطراف لتفادي مزيد من التصعيد بما في ذلك عملية برية ستسفر فقط عن مزيد من المآسي". وقال بان كي مون أن التصعيد سيعرض المنطقة كلها للخطرو أنه سيحث القيادة الإٍسرائيلية على انهاء العنف. و أضاف "علينا جميعا الاعتراف بأن إسرائيل لديها مخاوف أمنية مشروعة يجب أن تحترم بما يتماشى مع القانون الدولي ولكن شن عملية برية سيكون تصعيدا خطيرا وأعرب بان كي مون عن تقديره لجهود الجامعة العربية السريعة في دعم المساعي الدبلوماسية وجهود مصر للوصول الى وقف لإطلاق النار معبرا عن تأييده لهذه الجهود بشكل كبير ولفت الى ان "حلقة جديدة من سفك الدماء لن تأتي بالسلام ولا بالأمن لا لإسرائيل ولا للفلسطينيين كما ان سفك الدماء لن تشجع على مسعى المفاوضات لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال وإيقاف العنف. توقيع الهدنة لم يبدد بعد الأجواء المتوترة في المنطقة و التي يمكن أن تعاود الإنفجار في أي لحظة، وكشفت مصادر أمريكية مسؤولة وفق ما قلته أمس وكالة رويترز، أن واشنطن وجهت ثلاث سفن حربية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط للبقاء على أهبة الاستعداد لاستخداميها إن اقتضت الحاجة، لإجلاء أمريكيين من إسرائيل، في ظل التوتر الراهن وقالت هذه المصادر بأن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تخطط حاليا لتنفيذ الإجلاء حيث مازال بوسع رعاياها الذين يرغبون في مغادرة المنطقة الآن، القيام بذلك باستخدام الخطوط