قال مصدر فلسطيني مطلع، أمس، إن التهدئة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تبدأ منتصف ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، مضيفا أن تفاصيل الاتفاق سيتولى الإعلان عنها رسميا الوسيط المصري الضامن لتنفيذ الاتفاق وأن "ضمانات حصلت عليها فصائل المقاومة من مصر بالتزام إسرائيل بشروط للتهدئة". وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد أكد في وقت سابق أمس أن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة سينتهي في الموعد المتفق عليه. في هذا الوقت دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أمس يومه السابع مع احتدام الغارات الجوية التي استهدفت مناطق مدنية فيما تتواصل المساعي والنداءات الدولية والإقليمية الداعية لوقف فوري للعدوان على القطاع الذي خلف منذ الأربعاء الماضي أزيد من 124 شهيدا فلسطينيا من بينهم 32 طفلا و11 سيدة و15 مسنا فيما تجاوز عدد الجرحى 1007 بينهم 347 طفلا و181 سيدة و78 مسنا. وقالت السلطات الصحية بغزة إن ستة فلسطينيين استشهدوا وأصيب ثلاثة آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال لسيارتين في حي الصبرة بمدينة غزة، كما استشهد طفلان وأصيب آخران جراء قصف طائرات الاحتلال لحي الزيتون شرق غزة. واشتدت حدة القصف الجوى فجر أمس مستهدفة البنك الوطني الإسلامي في قلب مدينة غزة بصاروخين، مما أدى إلى تدميره تماما وتسبب ذلك في إصابة أربعة مواطنين في محيط المكان. كما قصفت طائرات الاحتلال مركز شرطة محافظة شمال غزة مما أدى إلى تدميره بالكامل وقصفت طائرة استطلاع أرض فضاء خلف مسجد الأنصار بمنطقة (الزوايدة) وسط قطاع غزة بصاروخين. وشن سلاح الجو غارتين على منزل عادل الحلاق (القيادي بكتائب القسام، الذارع المسلح لحركة حماس) بمدينة غزة مما أدى إلى تدميره تماما. واستهدف الطيران الإسرائيلي بغارة جوية الطابق الأول والثاني من برج الآغا بخان يونس جنوب القطاع، إضافة إلى موقع في محيط المسجد الكبير في نفس المدينة. وتأتي هذه التطورات الميدانية فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية من أجل احتواء الوضع المتفجر والتوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إلى القدسالمحتلة لبحث سبل التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان عسكرى إسرائيلي على أن يتوجه اليوم إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقد دعا بان كي مون خلال لقائه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى "وفق فوري لإطلاق النار"، مؤكدا أنه "لا بد من اتخاذ إجراءات فورية لتجنب تصعيد إضافي"، معتبرا أن "عملية برية ضد القطاع لا يمكن إلا أن تتسبب بمزيد من القتلى". وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا خلال زيارته إلى القاهرة ل "وقف فوري لإطلاق النار"، محذرا من أن "أي هجوم بري إسرائيلي على القطاع سيؤدي إلى خسائر". ويتوقع أن يتبنى الأعضاء ال 15 دون أية معارضة مسودة البيان الذي وزعته المغرب الممثل الوحيد للدول العربية في المجلس الخميس الماضي والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفسطينية. وكثفت تركيا مباحثاتها مع مصر من أجل الوصول إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أكد وزير الخارجية التركي داوود أوغلو موقف بلاده الداعم لفلسطين، مؤكدا أن "مثل هذه الهجمات تهدد دول المنطقة ويجب على هذه الأخيرة أن لا تبقى صامتة تجاه الأحداث المأسوية". كما توجه وزير الخارجية التركي، أمس، إلى فلسطين لزيارة قطاع غزة بالاشتراك مع وفد وزاري عربي مكون من 11 وزير خارجية وذلك في إطار تقديم الدعم للفلسطينيين في مواجهة الهجمات الإسرائيلية. من جانبها، قالت اليابان على لسان وزير خارجتها كوئي تشيرو غينبا إنها ستوفد مبعوثها الخاص للشرق الأوسط يوتاكا إيمورا للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار وذلك للمساهمة في جهود الوساطة الدولية. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة اليابانية أوسامو فوجيمورا إن بلاده "عاقدة العزم على تحقيق وقف مستدام لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن من أجل منع وقوع المزيد من العنف وسفك الدماء والخسائر في الأرواح في صفوف المدنيين بشكل خاص". وأعربت الصين أيضا عن قلقها "العميق" بشأن العمل العسكري واسع النطاق الذي تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، مضيفة أنها تدين العنف الذي تسبب في قتل المدنيين الفلسطينيين. من جانبها، دعت منظمة التعاون الإسلامي مندوبي الدول الأعضاء بالمنظمة في مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والمسارعة بطلب عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان الدولي. وتأتي الدعوة بناء على توجيهات أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام للمنظمة إلى مكتب منظمة التعاون الإسلامي في جنيف والمجموعة الإسلامية في مجلس حقوق الإنسان الدولي. كما طالبت المنظمة بالمسارعة في التقدم بطلب إرسال لجنة تقصي حقائق دولية إلى القطاع من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية ضد المدنيين الأبرياء في غزة.