أيمن. س/ وكالات قررت الولاياتالمتحدة إرسال ثلاث سفن حربية برمائية تابعة لقوات البحرية إلى شرق البحر المتوسط للبقاء على أهبة الاستعداد تحسبا لاستخدامها عند الحاجة في مساعدة الرعايا الأمريكيين على مغادرة إسرائيل خلال الأيام المقبلة. ونقلت شبكة “سي آن آن” عن مسؤولين أمريكيين اثنين لم تذكر اسميهما قولهما إن عملية الإجلاء تظل احتمالا بعيدا للغاية، ولا تخطط إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لها حاليا، مضيفا أن الأمريكيين الذين يرغبون في مغادرة المنطقة الآن قادرون على مغادرتها باستخدام الرحلات الجوية التجارية. وقالت الشبكة إن قرار إرسال السفن، حتى وإن كانت عملية الإجلاء مستبعدة، إنما يؤكد القلق المتزايد بشأن ما يمكن أن يؤول إليه الصراع بين إسرائيل وغزة. وفي الأثناء، قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة أمس تعليق شن عملية برية ضد قطاع غزة “مؤقتا” وإعطاء فرصة للجهود التي تقودها مصر للتهدئة، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله “تم اتخاذ قرار بأنه في الوقت الحالي هنالك تعليق مؤقت للتوغل البري لإعطاء الدبلوماسية فرصة لتنجح”. وفي مقابل هذا، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، أنه إذا فشلت الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع الجانب الفلسطيني، فإن بلاده لن تتردد في توسيع عملياتها العسكرية بقطاع غزة. ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني عن نتنياهو قوله فى تصريحات أدلى بها خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلا “إسرائيل تبحث عن الحل الدبلوماسي المناسب، لكن في حال استمرار عملية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة سنضطر إلى توسيع عملياتنا بالقطاع”. وأوضحت الصحيفة أن الجانبين الإسرائيلي والألماني ناقشا جهود وقف إطلاق النار الدائرة فى القاهرة تحت رعاية الرئيس المصرى محمد مرسى، ودعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيرة إلى أن إسرائيل أجلت إرسال قوات برية إلى داخل غزة لمنح الدبلوماسية وقت كاف لكي تنجح. من ناحية أخرى، رفضت حركة الجهاد الإسلامي التهدئة مع إسرائيل بعد مساع قطرية عبر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية. وطالبت بضمانات أهمها إلغاء المناطق المعزولة في غزة وإيقاف مسلسل الاغتيالات وفتح المعابر دون شروط. ورغم قول مشعل إن إسرائيل يجب أن تتخذ الخطوة الأولى إذا أرادت التهدئة، وهي إشارة تعكس استجابة الحركة للضغوط الخارجية، إلا أن معلومات نشرتها صحيفة “العرب” تشير إلى أن حركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام هما من يدير غزة وموقفها السياسي في الوقت الراهن وأن إسماعيل هنية مستبعد بل يروج أنه تحت الإقامة الجبرية لمطالبته الفصيلين الجهاد الإسلامي والقسام بإيقاف إطلاق الصواريخ. وكان مشعل قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب وقف إطلاق النار خلال الاشتباكات غير أن على إسرائيل أن تبادر إلى وقف إطلاق النار لأنها هي التي بدأت الحرب. لكن إسرائيل نفت هذا وقالت إنها لا “تتسول الهدنة”. وفي تطور آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لوقف القتال، محذرا من خطورة تصعيد الموقف، وطالب إسرائيل باحترام التزاماتها الدولية، فيما كرر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي دعوة العرب لإعادة تقييم الموقف من المبادرة العربية للسلام. وبدورها، تبحث وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بإسرائيل اليوم الأزمة المتصاعدة، بينما ينظر مجلس الأمن الدولي بمشروعي قرار أحدهما عربي والآخر روسي لوقف إطلاق النار، في حين يستعد وزراء خارجية عرب ومسلمون لزيارة القطاع.