سلال يؤكد أن الجزائر و تونس تنسقان جهودهما لتأمين الحدود و محاربة الجريمة المنظمة أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس الأحد بالعاصمة على إرادة الجزائر و تونس المشتركة في إعطاء نقلة نوعية لعلاقات الاخوة و التضامن و حسن الجوار التي تجمعهما و إضفاء حركية جديدة على تعاونهما الثنائي. و قال سلال في كلمة له بمناسبة المحادثات الموسعة التي جمعت وفدي البلدين أن زيارة رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي للجزائر "تأتي تجسيدا لإرادتنا المشتركة في إعطاء نقلة نوعية لعلاقات الأخوة و التضامن و حسن الجوار التي تجمع بلدينا و اضفاء حركية جديدة على تعاوننا الثنائي واغتنام كافة الفرص المتاحة لتوثيق علاقاتنا السياسية و الإقتصادية و التجارية و الثقافية". كما اعتبر الوزير الأول زيارة الجبالي للجزائر فرصة سانحة لتقييم التعاون الثنائي و تدعيمه في شتى الميادين و إيجاد مجالات أخرى للتعاون "كفيلة بتكثيف مبادلاتنا و تنويعها بما يعكس إرادتنا المشتركة في إثمار أوجه التوافق و التكامل بيننا و يمكننا من ترقية شراكة مثالية بين بلدينا". و أعرب عن ثقته في أن هذه الزيارة ستكون "لبنة اضافية و محطة هامة" في المسيرة الثنائية المتميزة للبلدين من أجل كما قال "مواصلة العمل لتدعيم التعاون بين بلدينا و الإرتقاء به إلى أفق أرحب تجسيدا للإرادة السياسية التي تحدونا في توسيعه إلى جميع المجالات بما يستجيب لتطلعات شعبينا الشقيقين". وعلى الصعيد السياسي ذكر سلال أن البلدين دأبا على سنة حميدة قوامها الحوار و التشاور على أعلى المستويات بين البلدين ولا أدل على ذلك كما قال- من مشاركة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الاحتفال بالذكرى الاولى للثورة التونسية و زيارة الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى الجزائر في فبراير 2012. كما ذكر باللقاءات الدورية في إطار التشاور السياسي بين البلدين على مستوى وزيري الشؤون الخارجية و التي كان آخرها انعقاد الدورة السابعة في تونس و ما خلصت إليه من نتائج ثمينة. و أوضح الوزير الأول أن هذا اللقاء فرصة لتنسيق المواقف بشأن القضايا و المسائل التي تهم البلدين و فضاءاتهما المشتركة إلى جانب التطورات و المستجدات الإقليمية و الدولية الراهنة التي كما اضاف"تستوجب علينا اليوم أكثر من اي وقت مضى تضافر جهودنا لمواجهة مخاطرها و إنعكاساتها على بلدينا و شعبينا و السعي سويا إلى تأمين حدودنا و استتباب السلم و الأمن في منطقتنا من خلال محاربة كل أشكال الجريمة المنظمة و عمليات الإتجار غير الشرعي المضرة بإقتصادياتنا". في هذا السياق قال سلال :"لا يسعنا إلى أن نجدد تمسكنا العميق بإتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي و إرادتنا الراسخة في بناء تكتل منسجم يقوم على التكامل الحقيقي في إطار رؤية شاملة لإعلاء صرحه بين المنظمات الجهوية و الإقليمية و القارية". و في المجال الإقتصادي أكد الوزير الأول أن الأولويات التي تم تحديدها و لاسيما في مجالات الطاقة و السياحة و التعليم العالي و التربية و تنمية المناطق الحدودية و الإستثمارات ذات المنفعة المتبادلة "ستشهد مزيدا من التعزيزات بمناسبة إنعقاد الدورة المقبلة التاسعة عشرة للجنة المختلطة الكبرى". و بخصوص الأوضاع في العالم العربي أبرز سلال أن الجزائر تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في الأقطار العربية مؤكدا وقوفها الدائم إلى جانب شعوبها و دعمها لكل الجهود الرامية إلى إستعادة الأمن و الإستقرار في هذه البلدان بما يضمن وحدتها و سيادتها و بما يحقق طموحات شعوبها إلى الرقي و الإزدهار. و بشأن الأوضاع في تونس قال الوزير الأول أن الجزائر تتابع بالغ الإهتمام التطورات التي يشهدها هذا البلد الشقيق و واثقة من أن الشعب التونسي قادر على مواجهة التحديات المختلفة على درب الديمقراطية و على الخروج منتصرا بفضل عزيمته و حرصه الكبير على استعادة الإستقرار و العيش الكريم في ظل الرخاء و الإزدهار. وكان رئيس الحكومة التونسية قد أكد لدى وصوله الى الجزائر أمس بأن زيارته التي تدوم يومين تكتسي "أهمية خاصة" بالنظر الى "توفر" الإرادة السياسية المشتركة بين الجانبين التي "وجب تجسيدها على أرض الواقع". وأبرز أيضا أن الإرادة متوفرة على المستويين الرسمي و الشعبي لذا فإن المهمة تعتبر "مقدسة لأنها تهم حاضر ومستقبل الشعبين الجزئري والتونسي و مستقبل منطقتنا" يقول السيد الجبالي. كما أضاف بأنه ينتظر الكثير من هذه الزيارة حتى تجسد تلك الإرادة و تلك الطموحات على أرض الواقع.