الأمطار تقطع عددا من الطرقات والكهرباء لساعات أدت الأمطار الغزيرة التي تساقطت أمس بولاية عنابة إلى قطع العديد من الطرق بأحياء متفرقة نتيجة انسداد مجاري وقنوات المياه بفعل السيول الجارفة القادمة من مرتفعات جبال الايدوغ ، وكذا أشغال الحفريات المنتشرة لتجديد القنوات الرئيسية لصرف المياه ، ونقص عملية التهيئة ، حيث غمرت المياه ليلة أمس الطرق المؤدية إلى مستشفى ابن رشد الجامعي وكذا محول حي واد القبة والمدخل الجنوبي لعاصمة الولاية ،مما استدعى تدخل عمال البلدية الذين سارعوا إلى فتح البالوعات ومجاري صرف المياه ،مما أدى إلى عرقلة حركة المرور. من جهة أخرى عانى سكان البيوت القصديرية من جراء التهاطل الكبير للأمطار بالأحياء الفوضوية بكل من سيدي حرب نتيجة هشاشة الجدران وانعدام مسالك المياه السطحية أدى إلى تسرب المياه للمنازل . نفس الشيء حدث بمنطقة «بوسدرة» التابعة إداريا إلى بلدية البوني ، حيث غزت الأمطار الغزيرة المتساقطة أول أمس السكان القاطنين المسطح المائي، وارتفع منسوب المياه حسب السكان لكن دون تسجيل أية خسائر أو أضرار تذكر . وأشارت مصالح الأرصاد الجوية أن نسبة تساقط المطار وصلت إلى 6 ملم خلال 24 ساعة الماضية مع توقع تساقط للثلوج على المرتفعات التي تصل إلى 1000 م . كما أدت الأمطار الغزيرة والرياح إلى انقطاع التيار الكهربائي بعدة أحياء ببلدية البوني وسيدي عمار استمر لساعات قبل أن تتدخل مصالح سونلغاز لإصلاح العطب الناجم حسب مصادر النصر عن تسرب مياه الأمطار لأحد محولات الطاقة، هذا في وقت سارع فيه الجميع إلى البحث عن وسائل التدفئة لمواجهة البرودة الشديدة النجمة عن رداءة الأحوال الجوية وخاصة سكان القرى والمناطق التي مازالت لم تستفد من شبكة غاز المدينة، وتعتمد على قارورات غاز البوتان. وأمام رداءة الرؤية وتقلبات الجو، حذرت مصالح الحماية المدنية مستعملي الطريق الوطني رقم 21 و44 الرابطين بين ولايات سكيكدة ،قالمة ، وقسنطينة ، من الإفراط في السرعة، واحترام قواعد السلامة المرورية، وتوخي الحيطة والحذر، تفاديا لأي حوادث محتملة الوقوع في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة. ح.دريدح تراجع في إنتاج الزيتون بسبب مخلفات حرائق جبال الإيدوغ تتوقع مصالح مديرية الفلاحة بعنابة تراجعا ملحوظا في إنتاج الزيتون مقارنة بالسنة الماضية بسبب ما أتلفته الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات من الأشجار المثمرة في العديد من المناطق هذا العام على غرار الحقول المتواجدة بأعالي جبال الإيدوغ ومنطقة برحال . و تشير التقديرات الأولية حسب ذات المصالح إلى توقع إنتاج 10 ألاف قنطار من أصل 340 هكتارا من المساحة المغروسة والمقدرة ب 2 بالمائة من حجم المساحة الإجمالية من الأراضي الصالحة للزراعة . و ينتظر أن توجه نسبة 80 بالمائة من المنتوج الذي دخل مرحلة الجني إلى إنتاج الزيت الذي يعد نسبة إنتاجه قليل جدا بالنظر للطلب الكبير على هذه المادة الواسعة الاستهلاك لدى سكان الولاية الذين يضطرون إلى شراء الزيت من المناطق المجاورة كالطارف وقالمة بأسعار معقولة فيما يفضل البعض الآخر جلبه من منطقة القبائل وجيجل لجودته العالية رغم ارتفاع ثمنه ، هذا وقد وصل سعر الزيت في المعاصر التي فتحت أبوابها مبكرا إلى 600 دج للتر الواحد من النوع المتوسط مسجلا ارتفاعا ب 200 دج مقارنة بالموسم الماضي ، و أوضحت مديرية المصالح الفلاحية أن محصول زيت الزيتون المتوقع تحقيقه سيسجل انخفاضا مقارنة بالعام الماضي و ذلك بنحو 40 بالمائة نظارا لانخفاض الكمية المجمعة من الزيتون رغم دخول عديد البساتين حيز الإنتاج برسم الموسم الفلاحي الجاري 2012 - 2013 ،حيث بلغت نسبة الزيت هذا العام ما بين 50 إلى 55 لترا في القنطار. هذا وقد أصبحت اليد العاملة في جني الزيتون تطرح عائقا لدى المزارعين الذين أصحبوا يلجأون إلى الاعتماد على العائلات التي لها خبرة في الجني عن طريق ما يعرف « بالتويزة « من أجل ضمان قطف المحصول قبل تعرضه للتلف مقابل أخد نسبة معينة من المحصول الذي ثم جنيه. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب الفلاحين والمزارعين أصبحوا يفضلون طحن الزيتون بالمعاصر الحديثة من أجل ضمان جودة عالية وكمية أفضل عكس المعاصر التقليدية التي بدأت تندثر، كتلك المتواجدة بمناطق التريعات ، وسرايدي وبرحال ووادي العنب ، كما أن بعض النسوة مازلن يعتمدن على عصر الزيتون بالطريقة التقليدية واستخلاصه دون أن يمزج بالماء، لان هذا النوع من الزيوت، حسب بعض الفلاحين له منافع صحية كبيرة. وتفيد مصادر من مديرية الفلاحة أن ولاية عنابة لم تحقق ما كان مرجوا في إنتاج الزيتون رغم آليات الدعم الفلاحي مختلفة من أجل غرس أشجار الزيتون بالمناطق بسبب العديد من المشاكل المرتبطة أساسا بتحول اهتمامات الشباب في المناطق التي تشتهر بزراعته إلى مجالات أخرى خارج قطاع الفلاحة .