نشتغل بالأمازيغية لكننا نتفوق على المشارقة في الفصحى يشارك الممثل صالح بوبير من المسرح الجهوي لباتنة في الطبعة الرابعة من المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي كمساعد مخرج لمسرحية "إكنكر" أي "وحيد القرن" وكفنان في عرض آخر مع جمعية آفاق للفنون الدرامية، ويرى الممثل صالح بوبير أن الممثلين الجزائريين بإمكانهم الأداء بكل اللهجات واللغات على غرار العربية الفصحى التي أكد بأنها في متناول الفنانين الجزائريين عكس ما يعتقد بأنها من اختصاص ممثلي دول المشرق فقط، ويرى الممثل صالح الذي شارك في عدة أعمال فنية تلفزيونية بأن المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي الذي يحتضنه المسرح الجهوي بباتنة، بمثابة الفرصة لإبراز التراث والثقافة الأمازيغية بالأوراس، ويؤكد الفنان في هذا الحوار الذي أجرته معه "النصر" على ضرورة مواكبة نشاطات أخرى تبرز التراث المادي واللامادي تكون موازية للعروض المسرحية المقامة. عهدك الجمهور فنانا واليوم أنت تعمل في الإخراج فهل تريد خوض تجربة أخرى في المجال الفني؟ سبق لي وأن خضت أول تجربة في الإخراج المسرحي في الطبعة الأولى من المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي، حيث أشرفت على إخراج مسرحية "ألغم أبوهالي"، وأنا حاليا بمناسبة الطبعة الرابعة لمهرجان المسرح الأمازيغي أشارك كمساعد مخرج لمسرحية "إكنكر" التي أخرجها زميلي "سمير أوجيت"، وأشير بأن دوري في المهرجان لن يقتصر على الإخراج كوني سأشارك كممثل مع أعضاء جمعية آفاق للفنون الدرامية وبالنسبة لدوري في المسرحية فسأتقمص شخصية إنجليزية يشتري الآثار ليهربها للخارج. هل ترغب في الاستمرار في الإخراج أم أن ضالتك تجدها في التمثيل؟ أصارحك القول أردت فقط خوض تجربة الإخراج لكنني في الحقيقة أهوى التمثيل كما يعرفني جمهوري ولا يمكنني الابتعاد عن التمثيل وبالنسبة لي لا يوجد فرق لأن الممثل هو من يبرز المخرج ويضعه في الواجهة وإن كان الدور متكامل بينهما. بالعودة إلى مسيرتك الفنية ما هي أبرز الأعمال التي تحتفظ بها ذاكرتك؟ أديت عدة أعمال متنوعة ولعل من أبرز المحطات الفنية مسرحية "عدو الشعب" لعمر فطموش والتي أديت فيها سنة 1993 إلى الجانب الممثل القدير عزالدين مجوبي رحمه الله، حيث شاركنا بها في دول عربية هي تونس، المغرب، سوريا وربما ما يجعل هذا العمل راسخا في ذهني هو أننا كنا نغامر بالتنقل في فترة عصيبة ألا وهي العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر ورغم ذلك كنا نسعى لإيصال رسالتنا الفنية. كثيرا ما يشتكي فنانون جزائريون من "التهميش" ؟ صحيح، كثيرا ما يتردد على لسان ممثلين بأنهم تعرضوا للتهميش وتم إقصاؤهم، لكنني شخصيا لست مع هؤلاء فيما يذهبون إليه، ومن وجهة نظري الخاصة فالفنان الذي يتحدث عن التهميش أقول بأن ليس له ما يقدمه لذا تجده يبرر عدم بروزه للتهميش وفي حقيقة الأمر هو من همش نفسه، دعني أعطيك مثالا عن نفسي فقد استدعيت للعمل الفني "عذراء الجبل" بسوريا بعد أن انطلق التصوير مدة شهر ونصف ووزعت الأدوار لكن فور توجيه الدعوة لي لم أجد عائقا في الاندماج بل أقولها وبتواضع مني وجدت نفسي أقوم بدوري مع فنانين سوريين أتحدث باللغة الفصحى وأشير هنا إلى أن الفنانين الجزائريين يمكنهم البروز في الأعمال الفنية التي تتم باللغة العربية الفصحى على غرار محمد عجايمي، وعبد النور شلوش. على ذكرك لإمكانية بروز الفنانين الجزائريين في الأعمال التي تتم بالفصحى، إلى ما تُرجع تفوق الفنانين بالمشرق وبروزهم؟ أقولها لك بصراحة أنه ومن خلال احتكاكي بفنانين من سوريا في العمل المشترك بيننا وبينهم "عذراء الجبل" تأكدت تماما بأن مكمن الخلل فينا لأننا نحن من أعطينا للفنانين بالمشرق صورة كبيرة تجسدت في أذهاننا ،وفي المقابل من ذلك استصغرنا أنفسنا وتشكلت لدينا عقدة للأداء الفني باللغة العربية الفصحى. لكنني أدركت بأن الفنانين الجزائريين لهم القدرة في التمثيل بالفصحى، و هو ما لمسته تماما في تجربة عذراء الجبل حيث أن الفنانين السوريين كانوا يكررون المشهد الواحد أكثر من خمس مرات في حين أبرزنا تفوقنا بعدم تكرار المشاهد وهو ما يثبت أن للفنان الجزائري القدرة على الأداء بأي لغة ولهجة ويكفي الممارسة والتعود على الأداء. بنظرك المشكل يقتصر على التعود في الأداء فقط؟ أكيد لا فأنا أردت أن أؤكد لك بأن الممثل الجزائري بإمكانه البروز في الأعمال التي تتم باللغة العربية الفصحى كالمسلسلات الدينية والتاريخية، لكن في حقيقة الأمر توجد عوامل أخرى أدت إلى عدم بروزه كعدم خوض المخرجين الجزائريين كثيرا في هذا النوع من الأعمال واقتصارهم في المقابل على السكاتشات والأعمال التي تتحدث بلهجتنا الدارجة الأمر الذي جعل أعمالهم محصورة في المشاهدة للجمهور الجزائري. ماذا عن مشاركتك بالأمازيغية وبأي لهجة يمكن أن يكون العطاء الفني للممثل صالح بوبير؟ كما سبق وأن صرحت لك فإن مشاركتي في المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي كانت منذ الطبعة الأولى وبالنسبة للهجة سواء كانت عامية أو فصحى أو بالأمازيغية فأنا لا أجد أية مشكلة ويكفي أن على الممثل أن يعود لسانه وبعد التكرار يمكن له أن يمارس تلك اللهجة أو اللغة. كلمة أخيرة ؟ أتمنى النجاح للمهرجان الأمازيغي والتطور له مستقبلا لأنه مناسبة مهمة للتعريف بالمنطقة وهنا ألح على ضرورة إقامة نشاطات متنوعة من التراث الأمازيغي تأتي بالموازاة مع العروض المسرحية التي يحتضنها المسرح ومختلف قاعات العروض ببلديات الولاية.