فشل مساعي إقناع أويحيى بالعدول عن قرار الاستقالة أويحيى شعر بالخيانة بعدما انقلب من عينهم في المجلس ضده فشلت المساعي التي قام بها بعض المقربين من الأمين العام المستقيل أحمد أويحيى، لإقناعه بالعدول عن قرار الاستقالة، وأكد اويحيى خلال اجتماع "الوداع" الذي عقده أمس مع بعض كوادر حزبه انه لن يتراجع عن استقالته، وقال أحد المقربين من أويحيى، أن هذا الأخير "أحس بالخيانة" عندما اطلع على قائمة الموقعين على لائحة المطالبين برأسه، والتي ضمت أعضاء من المجلس الوطني كانوا ضمن كوطة المعينين من قبل الأمين العام. رفض الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي المستقيل، أحمد أويحيى، التراجع عن قرار الاستقالة من على رأس الحزب، رغم المساعي التي قام بها بعض المقربين منه وكوادر الحزب، وقال اويحيى الذي كان حاضرا أمس خلال لقاء مع بعض القياديين ومنسقين ولائيين بالمقر المركزي، أن قرار استقالته من الأمانة العامة للحزب أمر محسوم ولا رجعة عنه، واستبعد إمكانية عودته للأرندي. وقد حضر الاجتماع الذي اعتبر بمثابة "لقاء الوداع" ولم يكتسي طابعا رسميا، عدد من القياديين وبعض الشخصيات المقربة من أويحيى، على غرار مدير ديوانه عبد السلام بوشوارب والنائبين بالبرلمان شيهاب الصديق و فوزية بن سحنون، والقيادي الطاهر بوزغوب إضافة إلى منسقين ولائيين، والوزير السابق عبد الكريم حرشاوي وغاب عنه الناطق باسم الحزب ميلود شرفي، وتحدث أويحيى، خلال اللقاء عن الفترات التي قضاها على رأس الحزب ونجاح الأرندي في استعادة جزء من توازنه السياسي في الانتخابات الأخيرة رغم المشاكل الداخلية التي كان يعاني منها. وخلال النقاش طرح أحد المشاركين سؤال على الأمين العام المستقيل، حول إمكانية عودته إلى منصبه كأمين عام للحزب، وقال "المناضلون يطلبون منك البقاء والتراجع عن الاستقالة"، ورد أويحيى بأنه يعتز بدعم وثقة المناضلين، إلا أن قرار الاستقالة الذي أعلن عنه الخميس الماضي لا يمكن التراجع عنه، حفاظا على استقرار ووحدة الحزب. وبحسب قيادي في الأرندي، فان بعض المنسقين "كانوا يأملون في تراجع أويحيى عن قراره" خاصة بعدما نقلوا له صورة عن "حالة الإحباط التي انتابت المناضلين" إلا أن أويحيى ردد أمام الحاضرين أن قرار الاستقالة لن يتراجع عنه. ونقل أحد الحاضرين، بأن الأمين العام المستقيل، شعر في الفترة الأخيرة بنوع من "الإحباط" بسبب تصرفات بعض أعضاء المكتب الوطني المحسوبين عليه، وقال بأن عدد من الأعضاء الذين عينهم أويحيى ضمن الكوطة الممنوحة للأمين العام في المجلس الوطني "وقعوا على لائحة المطالبة برحيله" في خطوة اعتبرها أويحيى بمثابة "خيانة" خاصة وأن المعنيين "لم يكونوا ليحصلوا على عضوية المجلس من دون دعم مباشر من أويحيى" وهو ما اعتبره "نكرانا للجميل وردا للخير بالشر"، وأضاف مصدرنا "رغم ذلك لم يكن أويحيى "ناقما على أحد لأنه يعلم أن الاستمرار في المنصب إلى الآبد مستحيل". ودعا أويحيى كوادر الحزب والمنسقين الولائيين إلى العمل من أجل إنجاح اجتماع المجلس الوطني للحزب في 17 من الشهر الجاري، والعمل على رص الصفوف وتفادي إضعاف الحزب للبقاء في الموقع السياسي المتقدم الذي يحتله، وطالب أويحيى الحاضرين، تجاوز الخلافات الشخصية وتقديم مصلحة الحزب على الاعتبارات الأخرى، مؤكدا بأنه سيبقى مناضلا وفيا لمبادئ الحزب. وتم الحديث خلال الاجتماع، عن الخطوات القادمة، بحيث تم الاتفاق على تعيين أمين عام بالنيابة لتسيير شؤون الحزب خلال الفترة الانتقالية، وقال قيادي في الأرندي، بأن باب الترشح سيكون مفتوحا أمام الجميع "في إشارة إلى الحركة التقويمية" مشيرا بأنه من سيحوز على ثقة أغلبية أعضاء المجلس سيتولى تسيير الأرندي على غاية انعقاد المؤتمر. أنيس نواري