سلال يبحث مع نظيره المالي تطورات الوضع تحادث الوزير الأول عبد المالك سلال أمس الأحد بالعاصمة مع نظيره المالي ديانغو سيسوكو الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر تدوم يومين. وجرت المحادثات بقصر الحكومة بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل. و تناولت المحادثات بشكل خاص مختلف جوانب الوضع الخطير الذي تمر به مالي لاسيما بعد التدخل العسكري لفرنسا و الذي تشارك فيه قوات إفريقية أخرى، إضافة إلى المساعي الجارية لاحتواء الأزمة متعددة الأبعاد. الجزائر التي كانت قد اعتبرت استنجاد السلطات المالية بقوات أجنبية قرارا سياديا، ما زالت متمسكة بأولوية الحل السياسي في إطار مقاربة شاملة لا يتم اللجوء فيها إلى الخيار العسكري إلا ضد المجموعات الإرهابية التي ترفض التسوية السياسية و الحفاظ على الوحدة الترابية لمالي. و سبق لسلال أن أكد وقوف الجزائر إلى جانب السلطات المالية خلال هذه المرحلة الحرجة، و استعدادها لمساعدتها ماليا و لوجيستيا من أجل الحفاظ على سلامة ترابها، و مساعدتها أيضا على دفع التنمية في مختلف الجوانب. المحادثات بين سلال و نظيره المالي، توسعت إلى وفدي البلدين، و شارك فيها عن الجانب الجزائري وزير الخارجية مراد مدلسي و وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية و وزير الأشغال العمومية عمار غول إلى جانب وزير الموارد المائية حسين نسيب. كما حضر المحادثات الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية و المغاربية عبد القادر مساهل. و عن الجانب المالي شارك في هذه المحادثات وزير الإدارة الإقليمية سينكو كوليبالي و وزير التجهيز و النقل عبدوالاي كوماري إضافة إلى مسؤولين عسكريين و مدنيين سامين. و كان بيان لمصالح الوزير الأول قد ذكر أن زيارة سيسوكو إلى الجزائر تندرج في إطار المشاورات السياسية المنتظمة بين البلدين وستسمح باستعراض حالة التعاون الثنائي و كذا آفاق تعزيزه و توسيعه". كما ستكون هذه الزيارة حسب ذات البيان " فرصة للطرفين لتبادل معمق لوجهات النظر حول الوضع في شمال مالي و الجهود الجارية لتسوية الأزمة المتعددة الأبعاد التي يواجهها هذا البلد" حسبما أضاف ذات المصدر. و في نفس السياق يبحث الطرفان خلال هذه الزيارة "السبل و الإمكانيات الكفيلة بتعزيز التعاون بين بلدان الميدان و الشركاء غير الإقليميين للقضاء على الإرهاب و الجريمة المنظمة اللذين يشكلان تهديدا للاستقرار و الأمن في منطقة الساحل". وكانت الجزائر قد حذرت من التطورات الخطيرة و المتسارعة في مالي، مؤكدة في الوقت ذاته تمسكها بدعم الحوار السياسي بين مختلف مكونات المجتمع المالي إلى أقصى حد. و شدد سلال في ختام اجتماع غدامس بليبيا أول أمس و الذي تباحث فيه مع نظيريه التونسي و الليبي، على ضرورة الحذر من التحديات الأمنية التي تواجه الجزائر وليبيا وتونس جراء الوضع الخطير في مالي واتخاذ إجراءات امنية صارمة. وقال "اذا اقتضت الضرورة وتم المساس بالأمن الجزائري فلا بد أن نكون صارمين". وجدد سلال دعم الجزائر للحوار في مالي وصولا الى ايجاد حل سياسي ينهي أزمتها، محذرا من التداعيات السلبية لما يجري هناك على المنطقة وبخاصة فيما يتعلق بانتشار الأسلحة وعودة المقاتلين. واعتبر سلال أن " العملية ليست قضية إرهاب فقط بل قضية جريمة منظمة تستعمل فيها المخدرات وتبييض الأموال "، داعيا الى التعمق في التعامل مع هذه القضية. وكان المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني قد صرح في وقت سابق بأن الجزائر تتابع عن كثب آخر التطورات في جمهورية مالي مؤكدا ادانة الجزائر للهجمات التي تقوم بها الجماعات "الارهابية" في منطقة (موبتي) باعتبارها عدوانا جديدا على الوحدة الترابية لجمهورية مالي وكان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني قد صرح في وقت سابق أن الجزائر تتابع بانشغال كبير آخر التطورات الحاصلة بمالي، مشيرا إلى أن التدخل الأجنبي في هذا البلد بمشاركة القوات النيجيرية و السينغالية و الفرنسية إلى جانب الجيش المالي "قرار سيادي" لمالي الذي طلب مساعدة القوات الصديقة. وأكد أن "الجزائر تدين بقوة الهجمات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في منطقة موبتي و التي تعتبرها عدوانا جديدا على الوحدة الترابية لمالي". وأضاف بلاني أنه "أمام هذه التطورات الجديدة تعرب الجزائر عن دعمها الصريح للسلطات المالية الانتقالية التي تربطها بالحكومة الجزائرية علاقات تعاون متعددة الأشكال بما فيها المجال العسكري. و ذكر بأن الجزائر دعت بقوة مختلف الجماعات المتمردة التي تحترم الوحدة الترابية لمالي و ليس لها أي علاقة مع الإرهاب إلى مباشرة البحث عن حل سياسي. محمد.م