نرفزة وصلت إلى تطليق الزوجة وضرب الأبناء بسبب السيجارة و الشمة الصائم المدخن الذي يمتنع عن التدخين في فترة الصوم يبدو في أحيان كثيرة شديد القلق و النرفزة وغير متحكم في حركاته ، وهو ما يتسبب له في مشاكل وصراعات مع نفسه ومع المحيط . و من بين هؤلاء "س،كمال" 46 سنة من قرية رجونة بأعالى تيزي وزو ، مدخن منذ 15 سنة عندما تحدثنا معه عن التدخين فى شهر رمضان وخاصة حال المدمن فى النهار ،أكد لنا أن الصائم المدمن على التدخين يحس خاصة بثقل في رأسه ودوار قد يصرعه ويرغمه على الجلوس . وقد ظهر متحدثنا متأسفا لأنه أدمن على التدخين و حاول عدة مرات التوقف عنه، لكنه في كل مرة يجد نفسه يتلهف لإشعال السيجارة المفضلة عنده ليحس أنه أصبح طبيعيا وقادرا على التعامل بشكل عادى مع المحيط ،وأكد أنه يفضل الانعزال خلال شهر رمضان لتفادى الشجارات كونه كثير النرفزة. وأما السيد ع،محمد من دراع بن خدة، فهو الآخر يؤكد بأن التدخين تظهر مساوؤه في شهر رمضان حيث يتأكد المدمن أنه أصبح عبدا للسيجارة ويفضلها على الكثير من المواد التى تفيد فى بناء الجسم والحفاظ على الصحة ورغم معرفته أن مادة الدخان تهلك الجسم وتنهك صحة الإنسان إلا أنه لا يستطيع التخلي عنها .وكثيرا ما يصل الأمر ببعض المدمنين إلى العزوف عن تناول الأطعمة و الأشربة وأكل ما يحتاجه الجسم من طاقة وحرارة ،ويسرعون فور سماعهم آذان المغرب إلى إشعال سيجارة أو وضع الشمة في الفم،أو ارتشاف فنجان قهوة. هي هكذا أحوال بعض الذين يرون في الأطعمة و الاشربة موادا غير ضرورية و لا يتناولونها إلا بعد التدخين .عمى "على " البالغ من العمر 72 سنة من الاربعاء نايث ايراثن،مدمن على الشمة حتى الثمالة ،كان هدا الاخير يحدثنا وأسنانه التي لم تبق منها إلا جذورا سوداء من جراء النيكوتين لا يستطيع حسب قوله أن يتذوق أي أكلة قبل أن يضع الشمة و يدخن سيجارة و هو كذلك منذ 45 سنة ويقول انه يفضل عادة شراء 3 الى 4 علب الشمة و الدخان لأنه يخشى أن لا يجد شمته أو دخانه داخل جيبه عندما يرفع الآذان .هم كثيرون لا يستطيعون التفريط في الدخان أو الشمة و يصعب عليهم الصوم، لكن الأخطر عندما يتحول عدم تناول السيجارة إلى كارثة و هذه حال "ن،حكيم"من أحد أحياء تيزي وزو ، و الذي قام بضرب زوجته حتى الموت و تطليقها لأنها عاتبته على تلفظه بعبارات غير أخلاقية أمام أبنائه بسبب النرفزة .وإذا كان شهر رمضان يؤثر سلبا على المدمنين لكن البعض الآخر يثنى على شهر الرحمة الذي كان سببا في اقلاعهم عن التدخين حيث جعلوا شهر رمضان فرصة لنسيان السيجارة طول النهار ثم الصبر على عدم تناولها ليلا ،وهكذا تعودوا على العيش بدونها و انتصروا في الأخير على السيجارة التى ملكت كل مشاعرهم وجعلتهم لا يتحكمون في أعصابهم و أنفسهم.