يعتبر رمضان مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة، فهو بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية، وهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها كما يعتبر لدى فئة عريضة من المدخنين فرصة للإقلاع عن هذه العادة السيئة التي تؤثر على صحة مستهلكيها ورغم علمهم بتسببها في العديد من الأمراض الخطيرة أهمها السرطان إلا ان التخلي عنها صعب لدى الكثيرين لكن رمضان وحده من استطاع إزاحة السيجارة من فم عشاقها لفترات زمنية طويلة. ينتهز المدخنون فرصة الصيام للإقلاع عن هذه العادة السيئة ، والكثير من المدخنين تنتابهم موجة من الغضب والنرفزة بسبب تصرفاتهم التي تميزها العصبية في كثير من الأحيان والتي يبررونها بعدم استهلاكهم للسجائر، حيث تجدهم يثورون لأتفه الأسباب، سواء في أماكن عملهم أو منازلهم أو في أماكن أخرى كالأسواق، فغالبا كل التصرفات التي تحدث تخرج عن حدود اللباقة ، حتى أن الأمر يتطور ويصل إلى ملاسنات وشجارات،وهنا قد يضطر البعض من المحطين بهم تجنب الاحتكاك بهم خلال شهر الرحمان ، في حين يضطر بعضهم وعلى سبيل المثال الأهل والأصدقاء المقربين، إلى محاولة فهم وضعهم وتحمل تصرفاتهم ،فكثير من المدخنين يكتشفون من قبل أوليائهم في هذا الشهر ، وخاصة الذين يدخنون خفية عنهم ، حيث يظهر عليهم قبل وخلال الإفطار نوع من القلق،في طريقة الكلام وتناول الطعام كالانتهاء بسرعة والذهاب لتناول السجائر ، وفي هذا الشأن تحدثنا إلى السيدة خديجة وهي أم لأربعة أولاد كلهم شباب ،إن اكتشفت تصرفات غير عادية، تحدث نتيجة التدخين من قبل أولادها أو زوجها قبل أو أثناء الإفطار،فردت قائلة '' لا يوجد هناك تصرفات وسلوكات سيئة ، فزوجي لا يدخن ، وأولادي كذلك لا اعلم إن كانوا يدخنون ، ولكن بمجرد احتسائهم '' طبق الشربة '' وبعض المشروبات ، يخرجون من البيت بأسرع وقت وهو الأمر، الذي يدخل لي الشكوك والتساؤل حولهم ''، في حين اعتبرت السيدة فاطمة انه هناك اعتقادا خاطئا بأن الصيام يُعد مبررا ليزيد من التصرفات السلبية للمدخنين خلال شهر الصيام ، فالصوم يسبب انزعاجا حتى في أوقات الإفطار في الأسبوع الأول، قائلة ''اعتقد أن العديد من المدخنين لا يتحمّلون الصيام وهم سريعو الغضب، لأنهم صائمون ولا يدخنون في فترة الصيام''. رمضان توقيت مثالي للإقلاع عن التدخين ورغم أن التوقف عن التدخين ليس بالأمر السهل، فالعديد من المدمنين يتخذون القرار بالتوقف بشكل جدي، إذ أن شهر رمضان توقيت مثالي ، حيث يكون التوقف كاملاً ومفاجئاً، وليس بشكل تدريجي، وهو القرار الذي يعتبره الأطباء بالايجابي ، نظراً للتأثيرات السلبية الصحية والاجتماعية والنفسية الناتجة عن هذه العادة السيئة، فجلهم يرون أن النيكوتين من أشد المواد إحداثاً للإدمان ، فالجسم يعتاد على هذه المادة الكيميائية وبالتالي يحتاجها ويصبح بحاجة لها بشكل مستمر للحفاظ على توازن معين، وذلك نتيجة تأثيرها على الخلايا الدماغية، حيث تشير الدراسات إلى أن خطر الوفيات بالأمراض الناتجة عن التدخين، يتراجع بمرور السنوات بعد التوقف عن التدخين، وينخفض هذا الخطر بنسبة 50 بالمائة ، لدى الأشخاص الذين يتوقفون قبل سن 50 سنة، إضافة إلى الإدمان النفسي، أي الإدمان على حركات معينة ووضعيات معينة يتخذها الشخص أثناء التدخين مثلاً حركات اليدين، شرب القهوة المرافق للتدخين، طريقة التكلم، الإحساس بالثقة وغيرها ، حيث أن 80 بالمائة من الذين يتوقفون عن التدخين، يعودون إليه يوماً ما حسب تفسير الأطباء. إلا ان رمضان بالنسبة للأطباء أحسن وقت للتفكير في الإقلاع عن التدخين للكثير من المدخنين في الجزائر