فرنسا تعلن مضاعفة عدد جنودها في مالي وقائد أمريكي يشكك في احترافية قواتها اعترف جان إيف لودريان وزير الدفاع الفرنسي بعد عشرة أيام من بداية التدخل العسكري الفرنسي في مالي أن عدد الجنود الفرنسيين المقرر إرسالهم لمحاربة الجماعات الإسلامية في شمال البلد الإفريقي المنقسم منذ عام تقريبا سيرتفع من 2500 جندي في بداية العملية إلى حوالي 4 آلاف عسكري ينتشرون في دول محيطة بمالي مثل بوركينافاسو و النيجر و السينغال. المخاوف التي انتابت فرنسا من التورط في مستنقع الساحل الإفريقي بدأت تتحقق و قد طلبت باريس بإلحاح إرسال الجنود الأفارقة من مجموعة “إيكواس" إنجاح مهمتها المتسرعة حسب ما ترى مصادر عسكرية أمريكية وصفت التدخل الفرنسي بالمغامرة، و قال قائد “أفريكوم" الأمريكي الجنرال كارتر هام أن تدخل فرنسا في مالي يحتاج الى خطة عسكرية جيدة و معدة سلفا بدقة، ما يوحي أن باريس في استعجالها الدخول بجيشها إلى مالي مغامرت و لم تدرس عواقب خطوتها الميدانية و أنها تفتقد للخطط الحربية في الساحة، و بدت فرنسا برأي قائد “أفريكوم" قوة عسكرية هاوية لا تملك الاحترافية اللازمة و لا تتصرف مثلما يمليه وزنها العسكري و لو كان الأمر في بلد افريقي صغير. وزير الدفاع الفرنسي قال قبل يومين “ لدينا 2000 جندي على الأرض في مهمة “سرفال" (القط البري) التي تتطلب حولي 2900 جندي في المرحلة الحالية ولأن هناك جنودا في واغادوغو، و نيامي و دكار... و سيتجاوز العدد 2500 جندي مثلما اعلنا في البداية ليصل إلى 4000 عسكري سيتم تجنيدهم في المهمة" و تنتظر فرنسا بفارغ الصبر وصول 2000 جندي من ثمانية دول إفريقية هي البينين ، بوركينافاسو غانا، غينيا، النيجر، نيجيريا، السينيغال و الطوغو لكن عددا قليلا فقط من الجنود السنيغاليين و حوالي مئة جندي طوغولي و 55 جنديا بينينيا وصولوا إلى العاصمة باماكو قبل الموعد النهائي لانتشار قوة “إيكواس" يوم 26 جانفي. و قد تحركت القوة الموعودة من نيجيريا بداية بمئة جندي من ضمن 1200 عسكري مخصصين لمهمة “ميسما" الأممية من كادونا شمال نيجيريا لكن عناصر منها تعرضوا لهجوم يعتقد ان جماعة بوكو حرام نفذته ضدها و لا يزال الموضوع غامضا حول دخول الجماعة الإسلامية المتشددة في نيجيريا بوكو حرام ساحة القتال في الساحل الإفريقي ضد القوات العسكرية المحتشدة خلف الجيش الفرنسي في مالي. و قال رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان أن أمننا القومي يواجه تحديات خطيرة بسبب الازمة في شمال مالي في رسالة غلى مجلس الشيوخ يطلب من خلالها السماح بنشر القوة العسكرية النيجيرية في مالي، و ترى أبوجا أن جماعة بوكو حرام المتشددة التي نفذت عدة عمليات ضد أهداف عسكرية و مدنية في نيجيريا تدرب عناصرها في شمال مالي على يد تنظيم القاعدة. المخاوف الفرنسية حالت دون استجابة أربع دول من غرب إفريقيا عمليا لطلب الدعم العسكري الذي طلبته باريس و تلكأت غانا و بوركينافاسو و النيجر و غينيا في إرسال جنودها ،مما جعل باريس تستنجد بألفي جندي تشادي و ترى أنهم سيكونون القوة الضاربة الرئيسية في مهمة ميسما لكن الأمر يبقى مجرد وعود لا ترجمة لها في الواقع، و هو ما يزيد مهمة باريس المستعجلة في مالي تعقيدا.