زوجي مات في حادث عمل ولم نتمكن من إثبات ذلك أعربت أرملة الفنان الراحل سيراط بومدين للنصر خلال تكريم زوجها في مهرجان الفيلم العربي في طبعته الأخيرة عن أسفها لضياع حقهم في التعويض عن وفاته في حادث عمل ، لعدم وجود وثيقة تثبت تكليفه بمهمة ، سال فيها دمه على المسرح ، وكل ما حصلوا عليه بعد 17 سنة من وفاته ، إقرار ديوان حقوق المؤلف مبلغ 350 دينار سنويا ، بالإضافة إلى معاش هزيل دفع بابنها الذي سار على درب أبيه إلى ترك الفن و هجرة البلاد . وفي هذا الحوار القصير تحدثت السيدة غنيمة عن زوج كرس كل حياته للفن . شعورك و أنت تتسلمين تكريم زوجك الراحل في مهرجان الفيلم العربي؟ - فرحتي كبيرة لأنه لأول مرة يتم تكريمه في مهرجان دولي بحجم مهرجان وهران للفيلم العربي ، حيث أن أغلب التكريمات السابقة كانت في تظاهرات محلية خاصة بمدينة مستغانم . ولا أنسى تكريمي من طرف وزيرة الثقافة بعمرة العام الماضي . الراحل كرس حياته للفن فماذا أعطاه بالمقابل ؟ -لم يترك لنا سوى منحة تقاعد لا تكفي قوت يومنا ، والشقة التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري أقيم بها رفقة بناتي وأبنائهم ، فزوجي كرس عمره كله للفن وهذا الأخير لم يعطه شيئا. وماذا عن تعويضات الديوان الوطني لحقوق المؤلف ؟ -منذ وفاة زوجي سنة 1995 وأنا ألهث من أجل تحضير الوثائق لإعداد ملف التعويضات لغاية العام المنصرم ، حيث قيل لي أنني سأستفيد من منحة الحقوق المجاورة وليس حقوق التأليف ، وفعلا وصلني مبلغ 350 دج ، وهو المبلغ المحدد لهذا التعويض سنويا ، و عليكم أن تتصوروا فيما يفيد هذا المبلغ. وهل تعارضون هذا الإجراء ؟ - طلبنا بأن تصنف وفاة الراحل كحادث عمل لأنه كان في مسرح مستغانم كضيف شرف لحضور مهرجان جمعية "ناس الموجة" ،ولكن لم يصنف كحادث عمل لانعدام وثيقة التكليف بالمهمة ،حيث تبرأ منه الجميع ،وعند إتصالنا ب"أوندا" تحصلنا على تعويضات الحقوق المجاورة.ولم نجد من ينصف زوجي الذي كان فعلا في مهمة ولكن دون وثيقة التكليف. هل كان للراحل عمل آخر غير مجال الفن تستفيدون منه اليوم ؟ -زوجي تعرض لنزيف وسال دمه داخل المسرح ، لقد مات شهيدا للفن وللمسرح الجزائري ولم يترك شيئا لعائلته .حياته كلها كانت للمسرح. بما كان يحلم سيراط فنيا؟ - كان حلمه خلق جيل مسرحي يقوده الشباب ويجوب به العالم فأسس جمعية " ناس الموجة" المسرحية لتكوينهم . ألا يوجد من أبنائه من يهوى الفن وينوي إكمال مسيرة والده؟ - رشيد إبني الوحيد هو الذي اتبع خطوات والده في الفن حيث أنجز بعض الأعمال المسرحية لمدة 10 سنوات ، لكنه لم يتلق يد المساعدة، وتيقن أن مستقبله غير مضمون في ميدان الفن خاصة وقد عاش مرحلة ما وراء موت الفنان في الجزائر ، فترك الفن وهو حاليا يعيش في اسبانيا. هل ما زالت علاقتكم بالوسط الفني ومع أصدقاء زوجك مستمرة ؟ -لا أحد من أصدقائه يزورنا أو يسأل عنا حتى عندما دخل سيراط المستشفى ،باستثناء علاقتنا ب"ناس الموجة" التي ما زالت متواصلة وهي الجمعية المسرحية التي أسسها في مستغانم ،وقدمت لنا يد العون كلما تطلب الأمر ذلك .