رجل الفن الدرامي وزعيم الكوميديا الجزائرية، سيراط بومدين، ذلك الإنسان الذي آثر العزلة واكتفى بالركض فوق الخشبة المسرحية ليوصل الرسالة إلى الجمهور·· سيراط بومدين من مواليد 1947، بدأ حياته الفنية سنة 1965 بدار الشباب، انخرط في مسرح الهواة سنة 1968 ثم المسرح المحترف سنة 1969، وما شجعه على ذلك هو حبه للنكت باعتبارها طريقة خاصة للتعبير. أول مسرحية له كانت سنة 1965 تحت عنوان ''إفريقيا قبل العام الأول''، وأحسن إنتاج تلفزيوني له هو مسلسل ''شعيب الخديم''· فنان مسرحي مبدع كان بحاجة إلى راحة تامة، لأن المرض الذي ألمّ به كان قد هدد كيانه، والتخفيف من هذا المرض يتطلب أكلا معينا وراحة جسدية ونفسية، ولكن سيراط كان يحب الخشبة لأنها هي عالمه المحبب والمسرح، كانت دنياه، فأعطى لعالمه هذا ولدنياه كل طاقته وكل وقته، وكثيرا ما سقط على الخشبة وهو في أوج التمثيل· كان يدرك بأن له جمهور يحبه، فكان يكافئ هذا الجمهور بمواصلة التمثيل بالتشبث بالمسرح، ويسعى لتغذية هذا الحب بما يرضي الجمهور. حاز الفنان على عدة جوائز في مختلف المهرجانات المسرحية العربية، وكان أحد أشهر أعضاء فرقة تعاونية أول ماي المسرحية التي أسسها الراحل عبد القادر علولة· كان يتمنى كجل المسرحيين أن يكون هناك قانونا خاصا بالمسرحيين يضمن لهم حقوقهم ويحدد لهم واجباتهم وتكون لهم مكانتهم داخل المجتمع حتى لا يضطرون إلى مد الأيدي·