مقتل العديد من المدنيين و المسلحين في مواجهات بغاو لليوم الثاني استمرت طيلة نهار أمس حرب الشوارع في مدينة غاو 1200 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من العاصمة المالية باماكو بين المسلحين من الإسلاميين و الجنود الماليين الذين تدعمهم قوات خاصة فرنسية و طائرات هيليكوبتر قامت بقصف الاماكن التي تحصن فيها المقاتلون. و قد اخلت قوات الأمن المالية السوق الرئيسية في غاو، أمس خشية وقوع اعتداء ، وذلك غداة الهجوم الذي شنته مجموعة اسلامية مسلحة على المدينة التي سبق ان تعرضت لاعتداءين انتحاريين في الايام الاخيرة، بحسب ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. و أعلن ضابط في الجيش المالي لمراسل وكالة فرانس برس الذي شاهد التجار يغادرون السوق الواقعة في وسط المدينة حيث وقعت مواجهات بين اسلاميين وجنود ماليين وفرنسيين "نخشى وقوع اعتداء، لذلك اخلينا سوق غاو لأسباب امنية". وتقع السوق في وسط غاو على مقربة من محافظة الشرطة حيث تحصن اسلاميون مسلحون منذ يوم الأحد اثناء أول هجوم مضاد لهم بعد شهر على بداية التدخل العسكري الفرنسي. وقطعت المحاور المؤدية الى المحافظة المركزية لشرطة غاو وباشر عسكريون فرنسيون تسيير دوريات في القطاع ، وسمعت أصوات عيارات نارية متقطعة مصدرها شمال المدينة. والمحافظة وهي مقر سابق "للشرطة الاسلامية" التي انشأتها جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا عندما كانت تحتل المدينة ، تعرضت للقصف فجر امس من مروحية للجيش الفرنسي، بحسب شهود عيان. وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس أن المبنى دمر بالكامل وشاهد أيضا اشلاء بشرية في المحيط. ولم يعرف عدد الضحايا حتى الان. وأكد شاهد آخر أن أحد الاسلاميين الذين كانوا متواجدين داخل المفوضية فجر نفسه أيضا من دون توضيح ما اذا حصل ذلك قبل او خلال قصف المروحية الفرنسية. و تدل المعارك في غاو، كبرى مدن شمال مالي على عودة نشاط الاسلاميين المسلحين الذين فروا في البداية من المدن التي استعاد الجنود الفرنسيون والماليون السيطرة عليها في نهاية جانفي الفارط. وللمرة الاولى في تاريخ مالي، شهدت غاو اعتداءين انتحاريين في غضون يومين ضد مركز تفتيش للجيش المالي، وتبنت جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا الاعتدائين الانتحاريين وهجوم الاحد. وأعلنت مصادر عسكرية وطبية ان اثنين على الاقل من الاسلاميين وثلاثة مدنيين قتلوا وان 17 اصيبوا يوم الاحد في المواجهات التي اندلعت بين مجموعة من المسلحين والقوات الفرنسية والمالية في غاو. وأكد طبيب الطوارىء فاتوماتا كانتي "استقبلنا في المستشفى 15 جريحا مصابا بالرصاص وجميعهم مدنيون". وقال الطبيب الجراح جيتيي مولاي ان "الجرحى جميعهم مدنيون، ولم نستقبل أي اسلامي". وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان قتيلين من المدنيين موجودان في المشرحة، فيما عثر في ساحة مركز الشرطة القريبة من المعارك، على جثة ثالثة لمدني ايضا كما يقول افراد من أسرته. وأصيب جنديان ماليان أيضا بجروح طفيفة، كما قال ضابط مالي كبير، وهذا ما أكده الاطباء. وأضاف هذا الضابط ان "إرهابيين على الاقل" قد قتلا حسب علمه. اما التاجر مالك مايغا في سوق غاو حيث تدور المواجهات ، فتحدث عن "مقتل خمسة اشخاص ... جراء الرصاص الطائش". وأضاف "هم تجار في السوق، أشقاء".