الجزائر تدعو دولا غربية لتسهيل حل أزمة ليبيا لقطع الطريق أمام القاعدة كشف مصدر على صلة بجهود مكافحة الإرهاب في الساحل بأن الجزائر وتونس ودولا إفريقية طلبت من دول غربية كبرى تسهيل حل الأزمة الليبية بسرعة، لمنع المزيد من التدهور في الوضع ولقطع الطريق على أنصار تنظيم القاعدة حتى لا يتكرر ما جرى في العراق. شرعت طائرات غربية في استطلاع مكثف لصحراء ليبيا تتخلله عمليات قصف متقطعة لممرات ومسالك صحراوية. وأكد مصدر عليم للغاية بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب شرع في تدريب عشرات المتطوعين من مختلف الجنسيات لإرسالهم إلى ليبيا. وقصفت طائرات يعتقد بأنها غربية مسالك وممرات صحراوية سرية تربط أغلبها ليبيا بدول الساحل، وتركزت غارة جوية، أول أمس السبت، حسب مصدر عليم، في ممر صحراوي يبعد عن الحدود الجزائرية بأقل من 50 كلم. وقامت قوات جوية تابعة لحلف الأطلسي بعمليات مسح جوي متواصلة بواسطة طائرات مخصصة للاستطلاع بعيدة المدى، تركزت على مسالك صحراوية، أهمها، حسب مصدر متابع للوضع الأمني في ليبيا والساحل، ممر قريب من طريق غير معبّد معروف، لا يبعد عن الحدود الجزائرية الليبية سوى بأقل من 50 كلم، ويربط جمهورية النيجر بليبيا ويصل إلى بلدة غات المحاذية لجانت الجزائرية. وكشف مصدر أمني بأن عمليات الرصد المتواصلة منذ عدة أيام تخللها سقوط صواريخ وقذائف موجهة، وتشير كل التفاصيل العسكرية التي جرى الحديث عنها إلى أن قوات جوية أمريكية تعززها وحدات فرنسية تعمل على تعقب المتسللين من النيجر إلى ليبيا لمنع أكبر عدد ممكن من الإرهابيين من الوصول إلى ليبيا. وتركز طائرات حلف الأطلسي طلعاتها الاستكشافية حاليا في 3 محاور، هي سلسلة من الممرات السرية تربط هضبة جادوا في شمال النيجر بمدينة سبها الليبية وتعد أهم ممرات الهجرة السرية في جنوب ليبيا، وتخترق عرق مرزوق وممرات أخرى إستراتيجية، وتمر عبر مناطق تاجهري وبلدة مرازق وأورباري. وأرغمت كثافة المراقبة الجوية الغربية المفروضة على مناطق صحراوية مفتوحة تربط دول الساحل بليبيا المهربين العاملين في تهريب السلع والوقود بين ليبيا ودول الساحل على إيقاف نشاطهم، حسب شهود عيان عادوا من بلدة أرليت في النيجر، خوفا من تعرضهم للقصف. وروى شهود عيان قدموا من أرليت في شمال النيجر ومنهم (مناع.ع) من عين صالح، بأن مهربين نيجريين شاهدوا عمليات قصف جوي لمسلك صحراوي غير بعيد عن منطقة تاجهري جنوب ليبيا. ورفعت الأوضاع الأمنية تكاليف النقل عبر الصحراء إلى الضعف، حسب ذات المصدر. بالمقابل شرع فرع تنظيم قاعدة المغرب في الساحل في تنظيم قواعد تدريب متحركة لإعداد إرهابيين من دول عربية ومغاربية وجنسيات أخرى، لإرسالهم إلى خلاياه الموجودة في ليبيا، وهذا ما أكدته مراقبة منتديات جهادية يستفتي أغلب زوارها شيوخ السلفية الجهادية حول الجهاد في ليبيا وحول شرعية تنفيذ عمليات انتحارية هناك، وشرعية جمع الأموال لصالح المجاهدين في ليبيا. وكشفت تقارير أمنية بأن إرهابيين من جنسية ليبية عملوا لحساب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب أدوا البيعة مؤخرا لأمير جديد مجهول، ويعتقد بأنه من جنسية ليبية وكان ضمن الإرهابيين الليبيين في الساحل، بعدما زكاه أمير قاعدة المغرب دروكدال، وقيادة تنظيم القاعدة الدولي في باكستان. وتشير التقارير إلى أن القاعدة تعمل على إعداد العدة لإطلاق حرب جديدة في ليبيا بتدريب عشرات المتطوعين: أفارقة، مغاربة، توانسة ومصريين، التحق بعضهم بشمال مالي والنيجر التي باتت تسمى ''أرض العدة والتدريب''، للخضوع لدورات تدريب قصيرة في قواعد متحركة. وكشفت مصدرنا بأن النواة الأولى لفرع تنظيم القاعدة الجديد في ليبيا موجودة بالفعل في مواقع صحراوية قريبا من الطريق الرابط بين ليبيا والنيجر، بعد أن تسللت إلى ليبيا والتقت بنشطاء ليبيين سابقين عملوا سرا لحساب دروكدال، واستغل الإرهابيون النواة الموجودة في ليبيا التي كانت تنقل مقاتلين إلى الجزائر وشمال مالي.