الجزائر تراجعت سينمائيا في وقت أضحت فيه الصورة أهم من البندقية انتقد سهرة أول أمس المخرج عمار العسكري تردي وضع إنتاج السينما بالجزائر عما كان في السابق خصوصا في إنتاج الأفلام الثورية التي تعد حسبه على أصابع اليد الواحدة ومما زاد الطين بلة، كما قال تقلص الجمهور بفعل قلة دور العرض من 505 قاعات خلال سنوات السبعينات إلى 10 قاعات فقط . واستنادا إلى مخرج فيلم "أبواب الصمت "الذي كسر سكون قاعة الأمير عبد القادر بعين الدفلى بمداخلة ساخنة في يوم افتتاح الأيام السينما طوغرافية للفيلم الثوري و الفيلم القصير بالانتقاد، الذي وصف من طرف الحاضرين بالبناء، للوضع المتردي الذي آلت إليه السينما الجزائرية التي فقدت الكثير من خصوصياتها بعد أن كانت مضرب الأمثال في عديد بلدان العالم بفعل تراجع عادة المشاهدة و المتابعة إثر غلق معظم دور السينما وتحويل بعضها لوجهات أخرى. فمن أصل 505 قاعة تقلص عددها إلى 10 قاعات فقط موزعة عبر بعض المدن الكبرى. فمن الضروري يضيف العسكري بعثها من جديد وتسليم مشعل السينما للشباب لخوض الغمار بنفس ورؤية جديدة. حيث أن سلاح الصورة أهم من البندقية اليوم لأنها الأكثر تأثيرا وإقناعا من مختلف الوسائل الأخرى. و من المفروض أن تعتني وفق ما قاله صاحب فيلم "دورية نحو الشرق "الجهات الوصية على الشأن الثقافي ببلادنا بدء بإعطاء الكثير من الدعم لإنتاج الأفلام خاصة الثورية التي تعيد ربط الأجيال وتعلقهم بتاريخهم، مستشهدا بعائدات بعض دول الجوار مثل المغرب التي تفوق حسبه عائدات السياحة. ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغطية الشمس بالغربال. و استطرد قائلا :"علينا أن نهتم بواقعنا لكي نحسنه لأننا لا نملك بلدا آخر نعيش فيه أو يجمعنا "،مشيرا إلى أهمية وضع إستراتجية محكمة للتكفل بالأعمال و المشاريع على المدى المتوسط أو البعيد حتى نتجنب كما قال الوقوع في السهولة و الارتجالية و المناسباتية، فأغلب الأفلام التي تنتج حاليا يؤكد عمار العسكري بمناسبة شهر رمضان وهذا خطأ بعينه لابد من تجاوزه للارتقاء بصناعة و إنتاج الأفلام بشكل عام . و الجدير بالذكر أن أيام الأفلام السينماطوغرافية للفيلم الثوري و الفيلم القصير التي تحتضن فعالياتها عاصمة ولاية عين الدفلى من 18 إلى 22 فيفري الجاري، استقطبت العديد من المخرجين و القامات الفنية كغوتي بن ددوش و فتيحة بربار ،سيد أحمد بن عيسى علي عيساوي جمال بوناب ،حسان كشاش..وغيرهم. ومن المنتظر عرض أزيد من 30 فيلما منها 25 فيلما دخل سباق المنافسة لجائزة أحسن فيلم ،تتخللها ورشات كورشة "تقنية الصوت" و "ورشة كتابة وصناعة الأفلام".مع إلقاء محاضرات من طرف أساتذة نذكر من بينها محاضرة حول الفيلم الوثائقي و الدعاية من تنشيط الأستاذ حسين العايب و معركة الجزائر للدكتور محمد شرقي من جامعة وهران .