أشجار النخيل ماتت و الشلال جف و البلاط أتى عليه الوادي ذهبت المبالغ الضخمة التي صرفت لإعادة الاعتبار ، وتزيين الكورنيش العنابي الممتد من شاطئ "سانكلو" وصولا إلى شابي أدراج الرياح ، حيث ماتت أشجار النخيل التي زرعت على طول شاطئ "ريزي عمر" و " فلاح رشيد " وهوت في وسط الطريق ولم تكلف مصالح بلدية عنابة نفسها حتى عناء رفع بعضها ورمي بالتالي الملايير في المزبلة ، كما يلاحظ المارة أن النافورة التي شرع في إنجازها بذات الموقع توقفت ولم تعد الشلال الذي يمتع الزائرين والمترددين على الكورنيش. وحسب مصادر مطلعة بمديرية الأشغال العمومية لولاية عنابة فإن مشروع إعادة تهيئة الكورنيش ما ، والمتعلق بأشغال تبليط و ترميم أرصفة ، إنجاز نافورة ،الإنارة العمومية ، وزرع أزيد من 50 شجرة نخيل كلف خزينة الدولة يقارب 19 مليار سنتيم ، وهو مبلغ ضخم أرادت من خلاله السلطات المحلية أن ترجع بريق بونة الأنيقة بأحد أبرز الفضاءات الأكثر ترددا للزوار والسياح بالمدينة، لكن المسؤولين السابقين والحاليين الذين أشرفوا على عملية التهيئة أهملوا هذا المشروع وتركوه دون متابعة. فأشجار النخيل التي غرست بالكورنيش البالغ ثمن الواحدة منها حسب ذات المصدر 20 مليون سنتيم تم اقتناؤها دون مراعاة الطبيعة المناخية للمنطقة ، حيث أتبثت السنوات الأربعة منذ زرعها أنها غير مناسبة لتكون بالقرب من شاطئ البحر ولم تبد أية مقاومة ، وبدأت تذبل وتزيد في الإصفرار حتى اهترأت ، وهوت على الأرض ولم تجد من يرميها في المزبلة . لتعيق بذلك حركة المارة الذين يقصدون الكورنيش ،و الذين عبروا في حديث البعض منهم للنصر عن استيائهم لهذا المظهر الذي لا يليق بشواطئ عنابة التي كانت في السابق جميلة ، ولو على بساطتها ،مضفيين بأن الأشغال المنجزة كلها لم تكن مدروسة وتفتقد للجودة . وتضيف ذات المصادر أن أشجار النخيل التي زرعت تسمى " الكناري " حيث تم اقتناؤها على أساس أنها تنمو في مناخ البحر الأبيض المتوسط ، لكن مع مرور الوقت تبين أنها مغشوشة ولا تستطيع التأقلم في الظروف الطبيعية التي تتميز بالحرارة صيفا والبرودة شتاءا. وفي نفس السياق أشغال استكمال انجاز الشلال توقفت فجأة بعد أن وصلت نسبة الأشغال به نسبة 50 بالمائة رغم تأكيد الجهات التقنية الموكل لها مهام متابعة سير الأشغال جاهزية المشروع للاستلام بموجب محضر معاينة تقنية بغلاف مالي تفوق قيمته 500 مليون سنتيم، حيث اختفت الإكسسوارات ومضخات المياه الموجودة به ، وأوضحت ذات المصادر أن الأشغال توقفت بسبب أخطاء في الدراسة الأولية للمشروع والمتعلقة أساسا بمصدر تزويد الشلال بالمياه . كما أصبح مجرى الوادي الذي يصب بالشاطئ " ريزي عمر " يشكل تهديدا حقيقيا على البنايات والمحلات المتواجدة بمحاذاته بعد أن تم تغطيته والتقليص من حجم مجرى المياه ، ما قد يتسبب في كارثة في حال سقوط أمطار غزيرة لمدة طويلة على مرتفعات جبال الإيدوغ المصدر الرئيسي للمياه المتدفقة عبره . و هو أحد الأسباب الرئيسية التي أدت منذ مدة إلى إنهيار بلاط أرضية شاطئ "ريزي عمر" نتيجة قوة السيول الجارفة عند مصب الوادي ، ويرجع مشكل المجرى حسب ذات المصدر إلى عدم إجراء دراسات معمقة من شأنها حماية المنشآت القاعدية المحاذية للبحر من الانزلاقات جراء المياه المتدفقة ،وكذا عدم استيفاء المشروع في بداية انطلاقه الشروط والمعايير التقنية وفق ما ورد بدفتر الشروط.