انتقدت البوليزاريو بشدة إشادة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمقترح المغربي يدعو فيه إلى حكم ذاتي موسع للصحراويين في اطار السيادة المغربية، وهو المقترح الذي يهدف إلى إضفاء الشرعية على احتلال الصحراء الغربية. وقال الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز مساء اول أمس أنه من المؤسف أن يشيد ساركوزي بالاقتراح المغربي الخاص بالحكم الذاتي للصحراء الغربية عندما يتعلق الأمر بمجرد اقتراح لإضفاء الشرعية على أمر واقع استعماري وينتهك القانون والشرعية الدولية. وفي انتقاده لإنحياز الرئيس الفرنسي للطروحات المغربية الإستعمارية ذكر السيد محمد عبد العزيز أن ساركوزي تناسى الإشارة إلى اقتراح السلام التي عرضته البوليزاريو، والذي يتواجد على طاولة المفاوضات في الأممالمتحدة كما هو الشأن بالنسبة للاقتراح المغربي. وأوضح في هذا السياق ان الإقتراح الصحراوي يقوم على احترام الشرعية الدولية وتطبيق القانون الدولي لا سميا من خلال تطبيق الحق الدولي والثابت للشعب الصحراوي في تقرير مصيره والذي يكرسه ميثاق ولوائح الأممالمتحدة. وشدد الرئيس الصحراوي على ان القوانين المغربية لايمكن أن تطبق في الصحراء المغربية، وأن الإدعاء بأن التشريع المغربي لابد أن يسود في اقليم الصحراء الغربية في انتظار أن تتم تسوية الوضع النهائي للإقليم يتناقض مع القانون والشرعية الدولية. ويتعلق الأمر - حسب الرئيس عبد العزيز بموقف غير مقبول بل خطير باعتبار المغرب قوة محتلة في الصحراء الغربية. وذكر الرئيس الصحراوي بأن المغرب لايملك سلطة التصرف ولاسلطة السيادة بالنظر إلى القانون الدولي - مثلما تنص عليه نصوص الأممالمتحدة ومحكمة العدل الدولية وحكم الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة المكلف بالشؤون القانونية هانس كوريل الصادر في 2002. وأعرب الرئيس عبد العزيز عن أمله في رؤية فرنسا تعيد النظر في التصريحات التي تضلل الرأي الدولي وتعيق مسار السلام المباشر في الصحراء الغربية. من جهة أخرى نقلت وكالة الأنباء الصحراوية أمس أن أجهزة الأمن المغربية طوقت منزل المناضلة اميناتو حيدر بعد عودتها إلى العيون مشيرة إلى أن عناصر الشرطة بزي مدني ورسمي اضافة إلى القوات المساعدة طوقوا شارع البير الجديد، كما انتشروا في كل الجهات مدعومين بعشرات السيارات ودوريات الأمن. وحسب ذات الوكالة فإن العيون شهدت تطويقا امنيا منذ الإعلان عن عودة السيدة حيدر في ظل منع بعض الصحفيين والمراقبين الدوليين والمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان ومئات المواطنين من الوصول إلى منزل عائلة اميناتو حيدر للإطمئنان على صحتها والتعبير عن التضامن معها. إلى ذلك نظم أمس بمدريد وباريس تجمعين شاركت فيها تنظيمات سياسية ونقابية ومنظمات غير حكومية وطالب المتظاهرون بتسوية عادلة ودائمة للنزاع في الصحراء الغربية تكرس حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.