كشف امحمد خداد الدبلوماسي الصحراوي وأحد أعضاء الوفد الصحراوي المفاوض أن الجولة الثانية من المفاوضات غير الرسمية في نيويوركالأمريكية يومي العاشر والحادي عشر من الشهر الجاري تناولت بالنقاش مقترحي طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليزاريو. ولكن المسؤول الصحراوي تأسف لتنكر الوفد المغربي لالتزاماته التي تعهد بها قبل هذا اللقاء بمناقشة المقاربة الصحراوية لإنهاء النزاع إلا أنه تراجع في آخر لحظة رغم الوعود التي قطعتها السلطات المغربية للمبعوث الخاص للأمين العام الأممي كريستوفر روس على أن تكرس جولة مفاوضات نيويورك الأخيرة لمناقشة مقترحي الجانبين قبل أن يتراجع الوفد المغربي عن هذا الالتزام. وقال عضو الوفد الصحراوي المفاوض أن الوفد المغربي انقلب على مواقفه رغم أن المقترح الصحراوي "يتماشى والشرعية والقانون الدولي وخاصة وأنه أبقى على جميع الأبواب مفتوحة بما فيها الاستقلال الذاتي كخيار يمكن مناقشته". وجاءت تصريحات امحمد خداد تفنيدا لادعاءات وزير الخارجية المغربي ورئيس الوفد المفاوض الذي حاول أن يعطي الاعتقاد أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع للبرلمان المغربي أن المقترح الصحراوي لم يحظ بالأهمية مقارنة مع فكرة الحكم الذاتي التي تروج لها الرباط على أنها الحل الوحيد في نزاع الصحراء الغربية. وزعم الفاسي الفهري في عرضه أن المقترح الصحراوي "ولد ميتا لأنه لم يحمل أية قيمة تفاوضية أو سياسية مضافة" محاولا استغباء الموفد الأممي الذي قبل بطرحه على طاولة التفاوض وكأن الأممالمتحدة جاءت لاسترضاء الوفد الصحراوي. وقال الفهري أنه قبل مناقشة الطرح الصحراوي إرضاء لكريستوفر روس الذي أراد الاستماع لكل الأطراف رغم أن المقترح الصحراوي متحجر وهو مجرد مراوغة تكتيكية فقط ومجرد عملية استنساخية لمخططات سابقة". ويكون الطيب فاسي الفهري قد وقع في فخ الموقف المغربي "غير العقلاني" عندما راح يستصغر عقلية نواب البرلمان المغربي بالقول أن الموقف الصحراوي متحجر ولو كان كذلك لما طرح على الطاولة ولما أدرجه مجلس الأمن الدولي في لائحته 1871 التي أكدت على حق تقرير المصير وإما انه يريد تضييع الوقت لإفراغ المفاوضات من معناها كما وقع في مفاوضات سنة 2005 تحت رعاية الموفد الأممي الأسبق جيمس بيكر. كما أن الفاسي الفهري تناسى أن فكرة الحكم الذاتي الموسع نفسها بديل مستنسخ عن فكرة للملك الراحل الحسن الثاني ولدت وقبرت في حينها بعد أن أدرك استحالة تمريرها أمام موقف صحراوي متمسك بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وهو موقف أكد على درجة التعنت المغربي بدعم فرنسي اسباني مفضوح وجعل امحمد خداد لا يريد الحسم في إمكانية عقد جولة جديدة من المفاوضات على اعتبار أن الكلمة النهائية تعود للمبعوث الخاص الأممي الذي سيقوم بجولة جديدة الشهر القادم يقوم خلالها بتقييم للوضع والمواقف ومعرفة ما إذا كان سيواصل في هذا المسعى قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي شهر أفريل القادم. وأكد محمد خداد من جهة أخرى أن إنشاء آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية أصبح ضرورة ملحة لإرغام سلطات الاحتلال المغربية على وقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان الصحراوي في المدن المحتلة رغم ادعاء وزير الخارجية المغربي أن بلاده تعد نموذجا يقتدى به في كل المنطقة وتناسى الانتهاكات المتواصلة ضد الحقوقيين الصحراويين ومسلسل اميناتو حيدر ومأساة النشطاء السبعة في سجن سالا مازالا قائمين. وأشار خداد في هذا الشأن إلى ترحيل اميناتو حيدر واعتقال 7 نشطاء حقوقيين صحراويين لدى عودتهم من زيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين مؤكدا أن حوالي 50 مناضلا يقبعون حاليا في غياهب السجون المغربية.