الرئيس الصحراوي يحمّل الأممالمتحدة مسؤولية التجاوزات المغربية دعا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز امس الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون للقيام بتدخل "عاجل" من أجل حماية الطلبة الصحراويين بجامعتي مراكش وأغادير الذين يتعرضون منذ مدة لحملة قمع منظمة من طرف قوات الامن المغربية. وحث الرئيس الصحراوي في رسالته الامين العام الاممي على "ضمان الحماية الكاملة للطلبة الصحراويين والسعي من اجل إرغام السلطات المغربية الإفراج عن العديد من الطلبة المعتقلين لتمكينهم من مزاولة دراستهم ودخولهم امتحانات نهاية العام في أحسن الظروف" . يذكر أن رسالة الامين العام لجبهة البوليزاريو الى الامين العام الاممي جاءت بعد حملة اعتقالات ومضايقات تعرض لها الطلبة الصحراويون في الجامعتين المذكورتين. وقال الرئيس الصحراوي انهم تعرضوا لحملة "قمع عنيف" نفذتها اجهزة الأمن المغربية الاربعاء الماضي. ونظم الطلبة الصحراويون بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش مظاهرة سلمية للمطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي الاستقلال يوما قبل قيام نظرائهم بجامعة أغادير بسبب تنظيمهم مظاهرة تضامن مع طلبة جامعة مراكش. وضمّن الرئيس الصحراوي رسالته قائمة بأسماء الطلبة الذين اعتقلوا والذين تم اعتقالهم وثلاثة من بينهم رمي بهم من فوق أسقف ونوافذ الحي الجامعي دون أن تولي السلطات المغربية أي اهتمام لحقوقهم الشرعية". وحذر الرئيس الصحراوي الذي ندد بهذا الوضع الخطير والذي لا يطاق من توسع" رقعة القمع المغربي ضد الطلبة الصحراويين في الجامعات المغربية داعيا إلى "وقف فوري" لهذه "الانتهاكات الصارخة" لحقوق الانسان. كما دعا المسؤول الاول الصحراوي بان كي مون إلى التدخل لدى الحكومة المغربية "للإفراج" عن المعتقلين السياسيين الصحراويين و"فتح" الإقليم أمام المراقبين الأجانب ووسائل الإعلام وتسليط الضوء على مصير أكثر من 500 مفقود و151 أسير حرب صحراوي اعتقلوا منذ بداية النزاع" . وفي سياق نفس هذه المطالب صادقت اللجنة الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار في إطار ندوة نظمت بمدينة باندونغ من 14 إلى 16 ماي الجاري على لائحة جددت من خلالها التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. ودعت الدول المطلة على المحيط الهادي التي شاركت في هذه الندوة طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليزاريو إلى مواصلة المفاوضات المباشرة و"الاستمرار في التحلي بالإرادة السياسية". كما دعت اللجنة الأممية الخاصة الجانبين إلى "العمل في كنف الحوار" و"الشروع في مرحلة (مفاوضات) أكثر كثافة وعمقا" وبدون شروط مسبقة وبحسن نية مع الأخذ بالحسبان الجهود التي تبدل منذ سنة 2006 وكذا التطورات اللاحقة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كلا الطرفين. كما تشير اللائحة إلى أن اللجنة تدعم في هذا الإطار لوائح مجلس الأمن الدولي رقم 1754 الصادرة بتاريخ 30 افريل 2007 و 1783 الصادرة في 31 أكتوبر 2007 و 1813 الصادرة في 30 أفريل 2008. يذكر أن جبهة البوليزاريو مثلها في هذا اللقاء وفد برئاسة كمال فاضل المسؤول الصحراوي في منطقة أوقيانوسيا. وأكد فاضل في كلمة ألقاها أمام المشاركين أن "الحل الوحيد الناجع والديمقراطي بالنسبة للمسألة الصحراوية يتمثل في تنظيم استفتاء حر ونزيه وشفاف تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي". كما أوضح أن جبهة البوليزاريو على "استعداد للتعاون من أجل التطبيق الفعلي للوائح مجلس الأمن الدولي التي تؤكد سدادة مبدأ تقرير مصير شعب الصحراء الغربية". وذكر المسؤول الصحراوي بأن جبهة البوليزاريو قد قدمت اقتراحا من اجل تسوية دائمة وشاملة والذي تضمنته اللوائح الأخيرة لمجلس الأمن الدولي. وتابع المسؤول الصحراوي قوله أن "اقتراحنا لا يتميز فقط بتماشيه مع الشرعية الدولية ولكن لأنه يقوم على تصور لمستقبل ملائم لإقامة علاقات صداقة وتعاون مع المغرب في الميادين السياسية والاقتصادية والأمنية". واضاف أن "استفتاء حرا وعادلا يعد جزءا لا يتجزأ من مخططنا" . ولدى تطرقه إلى مشروع الحكم الذاتي" المغربي أوضح السيد فاضل أنه "اقتراح أحادي الطرف يهدف إلى تقويض مسار تقرير المصير في الصحراء الغربية وإبقاء الوضع الراهن وإضفاء الطابع الشرعي على احتلال بلدنا" . وأضاف أن هذا الاقتراح "ينطلق من منطلق خاطئ يعتبر أن الصحراء الغربية تعد جزءا من المغرب" مؤكدا أن مسألة الصحراء الغربية "لا زالت مسألة تصفية استعمار وأنه لا يوجد أي بلد في العالم يعترف بالسيادة المغربية على وطننا" .