الغناء العيساوي حاليا عبارة عن لهو و جهل و لا علاقة له بالطريقة الصوفية قال الفنان زين الدين بن عبد الله بأن ما تؤديه الفرق المنتشرة حاليا من غناء تدعي بأنه ينتمي للون العيساوي مجرد لهو و تشويه و شعوذة ينم عن جهل متجذر ليس له علاقة بالطريقة العيساوية،مؤكدا بأن أبحاثه في التراث العيساوي أثبتت له بأن النوبات الأصلية التي كان يؤديها شيوخ العيساوة بقسنطينة أحضروها من تونس و أضفوا عليها بعض اللمسات الروحية العميقة و قد تكفل هو بجمعها في خمس تسجيلات صوتية و نشرها في كتاب بدعم من وزارة الثقافة. و ينوي في إطار فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية كما أكد اصدار مجموعة من الكتب من بينها كتاب حول القصائد الخاصة بمختلف الطرق الصوفية بقسنطينة و السيرة الذاتية للأب الروحي للطريقة العيساوية.الفنان زار"النصر"مؤخرا و فتح قلبه لقرائها . النصر:ما رأيك في الفرق التي تقول أنها تؤدي الطابع الغنائي بقسنطينة،بينما لا يفهم المستمع إليها الكلمات "المبتورة"أو المشوهة التي ترددها على متن موسيقى صاخبة و ترافق ذلك بطقوس الرقص و السحر؟ زين الدين بن عبد الله:لا بد أن أوضح بأن الطريقة العيساوية تحتوي على ثلاثة محاور مكملة لبعضها البعض .الأول روحي يتضمن الأذكار و "الأحزاب"العيساوية و الثاني فني يحتوي على نوبات و قصائد و الثالث فلسفي و يتضمن ما يعرف بالحضرة و الطقوس الصوفية.يمكن لمغني الراي أو المالوف أو أي لون غنائي آخر أن يؤديه في أي وقت و في أي مكان. أما الفن العيساوي الروحي فيؤدى بشروط بعد أن ينتهي المرء من واجباته الدينية و المهنية و الحياتية اليومية على سبيل الترفيه عن النفس و الارتقاء بالروح للتقرب أكثر من الخالق.و من لا يلتزم بكل ذلك من الفرق المنتشرة الدخيلة على الطريقة فكل ما تقوم به مجرد لهو و تشويه لتكريس الجهل و الشعوذة و "الزرد". هل تعني أن لا أحد يؤدي حاليا الطابع العيساوي الحقيقي بقسنطينة؟ما رأيك مثلا في أداء محمد رضا بودباغ؟ أكرر بأن الطريقة العيساوية بريئة من ممارسات الفرق الموجودة على الساحة.بودباغ من الناس القليلين جدا المشبعين بالمنهاج العيساوي. كفنان ماذا يمكنك أن تفعله للمحافظة على التراث العيساوي الأصيل؟ سجلت مع مركز أبحاث ما قبل التاريخ خمس أقراص مضغوطة تحتوي على نماذج من النوبات و القصائد و "ورد القدوم" أو "المجرد"و "البراول"أو "الحضرة"العيساوية و بناء على اتفاقية مع وزارة الثقافة طرحت كتابا يتضمن مختلف نوبات الطريقة العيساوية لمدينة قسنطينة من منشورات السهل و أواصل أبحاثي في هذا المجال لكي أطرحها على شكل وثائق و مراجع يطلع عليها الطلبة و الباحثون و المهتمون في الجامعات و دور الثقافة و مختلف المؤسسات الثقافية و يمكن أن توزع في المهرجانات.للأسف هناك نقص فادح في هذا النوع من المراجع و النقل الشفوي أدى إلى التشويه السائد و الممارسات الخاطئة... ما هو أهم سر اكتشفته و أنت تقوم بأبحاثك ؟ اكتشفت أن شيوخ العيساوة بقسنطينة أحضروا النوبات من تونس و هذبوها و أضفوا عليها لمساتهم الخاصة حسب خصوصيات المنطقة. في كتابي أوردت النوبات المتداولة كاملة من حيث الكلمات و الألحان أي "الصنعة".و أشير هنا بأن بحوزتي نوبات أخرى لم أنشرها لأن"الصنعة"الخاصة بها ضاعت و لم توثق و من الصعب العثور عليها.وقد يكون هذا موضوع أحد أبحاثي القادمة. هلا حدثتنا عن مشاريعك ... أود أن أوضح بأنني لا أعتمد في أبحاثي على مواقع الانترنيت كما يفعل البعض، لأنني لا أثق بمصداقيتها بل أعتمد على مخطوطات و كتب تاريخية و تراثية ثقافية و شهادات حية و أكرس لذلك معظم وقتي و أنوي بإذن الله طرح مجموعة من الكتب في إطار فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية من بينها كتاب يضم السيرة الذاتية للأب الروحي للطريقة العيساوية و كيفية وصولها إلى قسنطينة فقد اكتشفت أن تلميذ الهادي بن عيسى محجوب بو الرواين أسس طقوسها بقرية وزرة بالمدية عندما جاء من مكناس ثم نقلها إلينا قبل تونس.عكس ما يروج.و أحضر كتابا يضم القصائد التي تتداولها مختلف الطرق الصوفية المنتشرة بقسنطينة.و آخر خاص بالزجول. هذه مشاريع الباحث وماذا عن المطرب زين الدين بن عبد الله الذي لم نعد نشاهده في الحفلات و المهرجانات بقسنطينة؟ المفارقة أنني أتلقى دعوات من العاصمة و ولايات أخرى في حين أهمش بمدينتي.و هذا لا يعني أن الباحث قضى على الفنان فقد طرحت مؤخرا "سي دي"تحت عنوان "عيساوة مزيج"فهو يضم مزيج من ألحان العيساوة و عوضت الاستخبار التقليدي بالموسيقى العالمية و كورال بوليفوني في قطعة "برول" و أديت موشحات بشكل مختلف.و أحضر حاليا ألبوما جديدا يمزج في ألحانه بين الآلات التقليدية و العصرية. لماذا غابت حصة "حطات قسنطينة" التي كنت تعدها و تنشطها بإذاعة " سيرتا اف ام "الجهوية؟ الحصة حظيت بنجاح كبير لكن المسؤولين في الاذاعة استبعدوني عندما اقترح منشط آخر تجسيدها على طريقته.