أمتع الفنان زين الدين بوشعالة مؤخرا جمهور قصر »الثقافة والفنون« بسكيكدة، حيث أدى باقة من الأغاني الصوفية خاصة في نوع العيساوة القسنطينية. استهل الفنان حفله ببروال تضمن مجموعة من المدائح الدينية الصوفية ذات الأداء المتميز والتي يطلق عليها بالتعبير العيساوي »الساخن«، تلتها طقطوقات شعبية قسطينية تضمنت المحجوز والحوزي وكان الختام مسكا من خلال المدائح الدينية الراقية. وفي حديثه ل»المساء«، أشار بوشعالة إلى أن العيساوة طريقة صوفية تؤدي فنا مثلها مثل التيجانية، وهي تعود إلى مؤسسها الشيخ سيدي محمد بن عيسى، الذي عاش في مدينة مكناس المغربية وتوفي بها سنة 1524م، مضيفا أن هذا الفن انتقل إلى الجزائر خاصة إلى الجهة الشرقية منها على يد حفيده الشيخ الكامل محمد الهادي بن عيسى، وذلك من خلال الجولة التي قادته إلى عدد من المدن الجزائرية كالمدية، قسنطينة، القل، المة، عنابة وسوق أهراس، وذلك في إطار نشر العلم وكذا الطريقة العيساوية التي أصبحت منتشرة في تونس، ليبيا، السودان، الجزائر، المغرب، مصر، أما عن ميزة هذه الطريقة، فقال بأنها تتشكل من فرقة يقودها »المقدم«، وهو شيخ طاعن في السن متدين وحافظ للقرآن الكريم يحترمه الجميع ويطبقون أوامره، وهو يدرب مريديه على قراءة وتلاوة القرآن الكريم مع ترديد الكثير من مدائح خير الأنام، ثم يليه »شيخ أعمل« وبعده »ياش شاوش«، ثم »شاوش حضره«، ثم »شاوش«، زيادة على الأعضاء الآخرين الذين يطلق عليهم إسم »الخماسة« وهم ينقسمون إلى مجموعتين، الأولى تهتم بالجانب الروحي فقط كقراءة حزب التوحيد »سبحان الدايم لا يزول«، كما يقوم على الحضرة أو القعدة التي تشمل أيضا ذكر الله، المجموعة الثانية مهمتها الترفيه من خلال تقديم المدائح والقصائد. يبقى فن العيساوة يعتمد عموما على الأغاني الجماعية المدحية والأهازيج متخذا من الآلات الموسيقية الإيقاعية البسيطة، مرتكزا منها البندير والطبلة والدف، ويتعتمد أحيانا على المزمار، كما تعتمد بعض فرق العيساوة على العود والكمان.