ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحثون و أكاديميون يؤكدون أنه لم يدرس بعد
نشر في النصر يوم 04 - 03 - 2013


كاتب ياسين لازال يثير الأسئلة
لا زال كاتب ياسين يثير الأسئلة و يفتح لمريديه كل مرة نافذة على أراض جديدة فبعد ثلاثة أيام من البحث و النقاش حول حياة و مؤلفات الأديب العالمي كاتب ياسين اعترف المشاركون في الملتقى الدولي الرابع حول كاتب ياسين بقالمة بأنهم أمام ظاهرة أدبية و إبداعية من الصعب الإلمام بها مؤكدين بأن الباحث في إبداعات كاتب ياسين كالتائه في الصحراء أو في عرض البحر لا يعرف أين يذهب أو كيف يعود إلى نقطة الانطلاق و الخروج من المتاهة المعقدة و الهندسة البديعة التي صنعها الخيال الخارق لكاتب ياسين الطفل الصغير الذي أحدث انقلابا و ثورة حقيقة في الأدب العالمي. و قد بدا الباحثون و الأكاديميون الجزائريون و الأجانب الذين تناولوا حياة و مؤلفات كاتب ياسين كالتائهين و لم يتمكنوا من التقيد بمحور الملتقى "كاتب ياسين و الحركة الوطنية" مؤكدين بأنه لا يمكن التقيد بمحور محدد عندما يتعلق الأمر بياسين الكبلوتي الفقير البسيط المتمرد الثائر و المبدع الخارق ، لا يمكن التحدث عن ياسين الوطني الثائر دون التطرق إلى روائع نجمة و الجثة المطوقة و المضلع الكوكبي و روائع الفن المسرحي و القصة و الرواية و النضال و الثورة و حتى مشكلة اللغة و المنظومة التعليمية بالجزائر، هكذا تحدث المشاركون في الملتقى الذين جاؤوا من كوريا ، تونس ، فرنسا و الجزائر. وكانت الشهادات الحية التي أدلى بها بعض أهالي كاتب ياسين الذين حضروا الملتقى كافية لتوقف المحاضرين عن قراءة ما كتبوا عن ياسين و كانت الأكاديمية الجزائرية بن علي زينب من جامعة باريس أكثر جرأة و شجاعة عندما صرحت علانية أمام الحاضرين "الآن فقط عرفت من هو كاتب ياسين و علي أن أعيد النظر في كل ما كتبته و سأنطلق هذه المرة من عين غرور لأعرف الكاتب من أفواه بني كبلوت الذين لازالوا على قيد الحياة". النصر تابعت أشغال الملتقى و نقلت تدخلات و آراء المشاركين الذين كشفوا عن جوانب خفية من حياة ياسين الإنسان و الأديب العالمي المميز و جذور قبيلة كبلوت موطن الفكر و الحركة الوطنية و موطن المآسي الإنسانية الفظيعة التي استباح فيها الفرنسيون الدم الجزائري بعين غرور و لاحقوا أهل ياسين قتلا و تشريدا و طمسا للألقاب و الهوية ، القليل الذين نجوا منهم احتموا بالمغاور و الكهوف هربا من الإبادة الجماعية المسكوت عنها و المغيبة من تاريخ الجزائر كما يقول الباقون من أهل ياسين الذي حول مآسي بني كبلوت و مآسي الجزائريين إلى روائع خالدة أحدثت طفرة في تاريخ الأدب العالمي و بلغة المعمر التي قال ياسين بأنها"غنيمة حرب".
أعد الملف: فريد غربية
زينب بن علي ( أستاذة و باحثة بجامعة باريس)
عندما نبدأ في تدريس أدب كاتب ياسين سيكون في متناول جيل المستقبل
ترى الباحثة و الأكاديمية الجزائرية بن علي زينب من جامعة باريس بأن العودة إلى جذور كبلوت قبيلة كاتب ياسين يدفعنا إلى إعادة النظر في كل ما كتبناه عن الأديب العالمي مؤكدة بأن الشهادات الحية التي قدمها أهل كاتب ياسين عن تاريخ كبلوت بمنطقة عين غرور بقالمة مثيرة حقا و تشكل إطارا للبحث الدقيق في سيرة ياسين و مؤلفاته التي انطلقت من مأساة أجداده بعين غرور و انتقلت إلى تاريخ الجزائر عبر العصور من مقاومة الأمير عبد القادر إلى مجازر 8 ماي 45 و ثورة التحرير و واقع الجزائريين بعد الاستقلال. و أضافت الباحثة زينب بن علي بأن أوجه المقاومة عن كاتب ياسين متعددة مقاومة مسلحة و مقاومة بالشعر و الفكر و الأدب الهادف الملتزم المحرك لضمائر الأمة. كان ياسين ضد الخطاب الكولونيالي و عمل بعد 8 ماي 45 على تمجيد رموز المقاومة الجزائرية كالأمير عبد القادر و المقراني محاولا دفع الجزائريين إلى الثورة على الاستعمار و إحياء روح المقاومة لديهم. كان عمره 18 سنة عندما كتب عن الأمير عبد القادر و يوغرطة و غيرهم من أبطال المقاومة تقول زينب بن علي معتبرة بأن المرأة في أدب كاتب ياسين هي المقاومة و الوطنية و الجزائر. و استرجعت الباحثة مقاطع من رائعة نجمة ،لخضر الجزائري يضرب المعمر "أرنست" داخل ورشة للمعمرين ثم تسود الفوضى و يتعرض الجزائريون للقمع و يتدخل رشيد و مراد و مصطفى في المشهد الدرامي الذي دار في وسط طبيعي مفتوح ، لقد أدخل كاتب ياسين الطبيعة و الجغرافية في شعره و قصصه و رواياته و كانت مفاتيح الدخول مطيعة له فأبدع و أحدث انقلابا في الأدب العالمي لكنه ظل منسيا بين الجزائريين و لن يكون في متناول أجيال المستقبل إلا إذا دخلت روائعه إلى الجامعة و بدأت تدرس هناك كما يحدث اليوم بالعديد من جامعات العالم.
الفنانة التشكيلية العالمية "بيتينا هاينن عياش"
كان طفلا صغيرا عندما وقف أمامي متأملا و أنا أرسم لوحة قرب مقبرة المسيحيين بقالمة
فاجأت الفنانة التشكيلية العالمية الألمانية المقيمة بقالمة "بيتينا هاينن عايش" المشاركين في الملتقى الدولي حول كاتب ياسين بقالمة عندما صرحت بأنها كانت تتابع و باهتمام كبير حياة و إبداعات كاتب ياسين منذ أن كان طفلا صغيرا و ذكر ت بأنه وقف أمامها ذات مرة عندما كانت ترسم لوحة فنية بمقبرة المسيحيين بقالمة رفقة زوجها "تقدم مني و سألني هل أنت متزوجة من جزائري؟ ماذا تفعلين هنا لماذا ترسمين لوحة مقبرة المسيحيين؟ فقلت نعم و كان زوجي يراقب الوضع و يتابع خطوات ياسين، كان هذا بين سنتي 63 و 65 على ما أذكر كان شابا وسيما يافعا و حيويا". و بدت الفنانة العالمية بيتينا متأثرة و معجبة بفكر كاتب ياسين و إبداعاته التي تتطابق كثيرا مع لوحاتها الفنية التي تعتمد على الطبيعة و الجغرافيا و تستنطق الكائنات العاجزة عن الحراك.
الباحثة الكورية ( جيم هيون)
هل سيبقى كاتب في مجتمع يتوجه بقوة إلى اللغة الإنجليزية؟
أثارت الباحثة الكورية "جيم يول" قضية اللغة في المجتمع الجزائري و قالت بان كاتب ياسين كان يحفظ و يتكلم الأمازيغية و العربية و الفرنسية و يمارس المسرح و يكتب القصة و الرواية و الشعر بلغة راقية و مميزة و ما أخشاه أن يختفي كاتب ياسين من المشهد الثقافي و الفكري داخل المجتمع الجزائري الذي بدأ يتوجه بقوة إلى اللغة الإنجليزية مبتعدا عن الفرنسية التي بدأت تتراجع بشكل كبير و خاصة وسط طلبة الجامعات الذين كلما سألتهم بالفرنسية أجابوني باللغة الإنجليزية إنها مفارقة كبيرة لدى الجزائريين الذين خرج من بينهم كاتب عالمي كبير و جدير بالدراسة و البحث لكنه يبقى غير معروف بالقدر الكافي وسط المثقفين الجزائريين.
مهني منصور ( أستاذ بمخبر الدراسات الثقافية بتونس)
مهندس بارع و عصي على الفهم و التطويع
وصف الباحث التونسي منصور مهني كاتب ياسين بالأب الروحي للأدب ألمغاربي و قال بأنه مهندس بارع و عصي على الفهم و التطويع كان يقول ما قل و دل محدثا ثورة حقيقية في الأدب ألمغاربي و العالمي.و أضاف منصور مهني بأن كاتب ياسين كان يعمل على تغيير التاريخ كل كلمة و جملة عنده منطلق كوني و أدبي كبير إنه الفتى المذهل الذي أخرج الملحمة الكاتبية من إطارها الجزائري و ألمغاربي إلى مصاف العالمية كانت الجزائر عنده قلب الحركات النضالية و التحررية هناك شبه كبير بين ياسين و ألبير كامي كانت لهما نفس الفلسفة. و طالب الأكاديمي التونسي الذي يحضر رسالة دكتوراه حول كاتب ياسين ببعث مؤسسة كاتب ياسين الدولية و إطلاق أبحاث مكثفة في المحاور المجهولة من حياة أجداد ياسين و إبداعاته مؤكدا بأن كاتب ياسين عصي على الفهم و التطويع حتى ان هناك باحث فرنسي ألف كتابا كاملا حول الفاصلة في رائعة نجمة بين سنتي 89 و 90. و خلص إلى القول بأن العبقرية الكاتبية فريدة و تتوقع حدوث الأشياء قبل ان تقع كما يبرز بجلاء في رائعة الجثة المطوقة ، أنا سعيد و محظوظ اليوم لأنني تعرفت على أهل كاتب ياسين و سمعت بعض شهاداتهم حول مسيرة كبلوت و سأزور موطن أجداد ياسين لجمع المزيد من المعلومات و التعرف أكثر على جغرافيا المنطقة و أسرارها التي أخرجت كاتب ياسين و دفعت به إلى العالمية.
رابعة بن عاشور ( جامعة قرطاج بتونس )
ياسين الطفل الصغير الذي دخل معركة تحرير الجزائر في ماي 45 و أنتج روائع صعبة المنال
قالت الباحثة التونسية رابعة بن عاشور بأن كاتب ياسين قد خرج من عمق المعاناة الاجتماعية و مأساة أجداده القدامى من بني كبلوت كان مشبعا بروح النضال و المقاومة و دخل على معركة تحرير الجزائر و هو طفل صغير
شارك في مظاهرات 8 ماي 45 بسطيف و دخل السجن في 13 ماي من نفس السنة و عرف معنى الاستعمار و امتلك شعورا قويا بمعاناة الجزائريين ، أصيبت والدته بصدمة بعد دخوله السجن و بقيت تعاني حتى فارقت الحياة كان عمره آنذاك 16 سنة و كانت هذه الأحداث المأساوية نقطة تحول في حياة كاتب ياسين فولد الشاب الثائر على الظلم و الأديب الكبير الذي اختار لغة المعمر و اعتبرها لغة التزام و نضال حتى فرنسيته لم تكن كفرنسية الفرنسيين أنفسهم كانت لغته مميزة و كتابته صعبة لم تكن موجهة للجميع كانت موجهة للنخبة القادرة على الفهم الجيد هذا هو كاتب ياسين الذي بقي ثائرا ضد اللاعدالة و الفقر و الاضطهاد ، حطم الحدود و الحواجز ، أبدع في الكتابات الصحفية تكلم عن الحج و الرسول الكريم و الأخوة.
بن عمر مدين(أستاذ بمخبر آكس أون بروفنس بفرنسا)
اقرأوه بدقة حتى تعرفوا من هو كاتب ياسين
بدا بن عمر مدين متأثرا للغاية و هو يتكلم عن كاتب ياسين و مبدعين آخرين يعرفهم و يعرفونه جيدا "جلبت لكم مفاجأة و هي مقطع من فيلم غبار جويلية لكاتب ياسين و محمد سياخم و الهاشمي شريف المقتبس من رواية نجمة لكاتب ياسين ، لقد عملت كثيرا في المجال الأكاديمي و لن أنسي هؤلاء المبدعين الكبار خسرت سياخم و ياسين لقد كتبت بيوغرافيا حول الرجلين كانا بالنسبة لي أخوين". و أضاف بن عمر مدين بأن كاتب ياسين لم يكن مجاهدا أو مناضلا بالمعنى الذي نعرفه لكنه اختار طريق آخر للنضال و الدفاع عن و طنه و أمته اعتمد على قدراته الفكرية الكبيرة لرسم معالم النضال في صمت لقد ترك لنا أسطورة تاريخية من خلال نجمة و غيرها من إبداعات ياسين و بلد بدون أسطورة و مفكرين كبار سيموت ببطء. و وجه المتحدث دعوة إلى المثقفين " اقرؤوا له بدقة حتى تعرفوا من هو كاتب ياسين". و وجه بن عمر مدين انتقادات حادة للمنظومة التعليمية بالجزائر و قال بأنها تعاني من البكتيريا التي زرعها المعلمون القادمون من المشرق بعد الاستقلال " جاؤوا من مصر و العراق و سوريا و علموا الإسلام بالمدارس الابتدائية لقد كانوا بدون مستوى و أدخلوا البكتيريا إلى المنظومة التعليمية بالجزائر" . و تحسر بن عمر مدين على زمن كاتب ياسين و سياخم و وعد بمواصلة العمل على إبداعات كاتب ياسين و جمع أرشيفه و ترميم الأفلام القديمة التي تخص حياته و مؤلفاته و وضعها تحت تصرف المركز العلمي و مؤسسة كاتب ياسين التي دعا المشاركون إلى بعثها و تحقيقها على ارض الواقع.
قاضي محي الدين ( كاتب و شاعر من قبيلة كبلوت )
ابحثوا عنه في قبيلته
دعا قاضي محيي الدين أحد مثقفي قبيلة كبلوت التي ينحدر منها الأديب كاتب ياسين كل الباحثين في أدب ياسين في الداخل و الخارج لإعادة القراءة من اجل المزج بين الخيال الأدبي في حبك الرواية و بين الواقع الذي عاشه الأديب و عاشته القبيلة ، واقع درامي و مأساوي خرج من رحمه أدب من الصعب فهمه و الغوص فيه دون الرجوع إلى تاريخ و جذور كاتب ياسين ، إنه تساؤل مطروح عن البعد النسبي في قراءة مؤلفاته حتى بالنسبة للمثقفين باللغة الفرنسية من جزائريين و أجانب يقول قاضي محيي الدين أمام المشاركين في ملتقى كاتب ياسين. و يرى المتحدث بأن الأديب العالمي كاتب ياسين بذل ما لم يبذله غيره من الأدباء في أصقاع العالم من اجل الوصول إلى الحقيقة التي بقيت مجهولة لدى الباحثين و المحللين و النقاد ، مضيفا بأن جهاده كان قويا قوة أسلوبه في تناول القضايا الحية التي اعتقدها الباحثون أدبا بكل ما يحمله الأدب من معنى رغم عصاميته إلا أن الاختلاف حسب المتحدث يكمن في استعمال الأدب الرمزي لطبيعة الظرف الاستعماري الذي كان يعيشه الكاتب و عاشه أجداده قبل ذالك أدب رمزي مميز يوحي بالحقيقة التي استمدها من ذاكرة القبيلة المميزة تميز الجد كبلوت ، ولعل ما استدل به يقول قاضي محي الدين على معاناة كاتب ياسين أنه كان بعيدا عن الرفاهية كان يكتب بكل مرارة في كوخ ترابي مغطى بالديس فكانت رواياته من صميم الواقع الذي استمده من الذاكرة الجماعية لبني كبلوت مؤكدا بان الشخصيات التي تناولها كاتب ياسين هي شخصيات واقعية. فلنتصور أديبا في الخامسة و الثلاثين من عمره تطأ قدماه لأول مرة موطن آبائه و أجداده عين غرور سنة 1964 قادما إليها من مدينة صدراتة راجلا بعد ان قطع مسافة تزيد عن 35 كلم رفقة دليله و حمار و بغل"إنني أتذكر جيدا و قد كنت حاضرا أنه نصب خيمته في المكان المسمى الدالية الكحلة الذي يبعد اليوم نحو 500 متر عن النصب التذكاري المخلد للأديب فاعتقد الأهالي بأنه صانع فضة متجول ثم انتقل إلى كوخ مجاور كان يجمع فيه كبار القبيلة ليلا و يستمع إليهم على ضوء قنديل ثم يلخص ما سمعه في اليوم الموالي باستعمال آلته الراقنة الصغيرة التي جلبها معه أما طعامه فكان يطهيه بيديه باستعمال الحطب و ما كان يعرف بالبابور البترولي ليتناول وجبة بسيطة اغلبها معكرونة مغلاة في الماء و دون خبز أما نومه فكان بسيطا أيضا كان يستعمل بساطا و بطانية و ينام على أرضية ترابية داخل الكوخ الذي لم يكن به باب يحميه". و خلص قاضي محيي الدين إلى القول بأن المعاناة التي عاشها ياسين و عاشها أجداده كانت الحقل الخصيب في تغذية فكره و إبداعاته التي برت منذ توقفه عن الدراسة و عمره لم يتجاوز ال16 سنة فكانت الأعمال متتابعة و متعاقبة حيث قدم العديد من الأعمال المسرحية في الجزائر و فرنسا ثم بدأت روائعه تخرج إلى الوجود .
علي كاتب أحد أعيان قبيلة كبلوت في شهادة حية حول جذور كاتب ياسين
جده محمد بن السايح قاد مقاومة الشرق 52 سنة و اسمه مستمد من صورة يس
قدم علي كاتب أحد أعيان قبيلة كبلوت التي ينحدر منه الأديب كاتب ياسين شهادة حية عن جذور القبيلة الهلالية العريقة التي قدمت إلى الجزائر سنة 1492 بعد سقوط غرناطة و اتخذت من منطقة عين غرور بقالمة موطنا لها و شيدت هناك حضارة متكاملة حيث بنت المدارس و الزوايا و معاهد تعليم اللغات و أقامت محكمة تضم خيرة القضاة لإقامة العدل بين الناس.
يقول علي كاتب بأنه حصل على وثائق قديمة من الأرشيف الفرنسي تتعلق بتاريخ كبلوت القبيلة التي قاومت الاستعمار 47 سنة بقيادة الجد الرابع لكاتب ياسين محمد بن السايح بن محمد المولود سنة 1798 أي قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر ب 32 سنة ، حيث كان جد كاتب ياسين يقود جيشا من المحاربين قوامه 3 آلاف جندي و بدأ المقاومة سنة 1837 و خاض عدة معارك بمناطق قالمة و عنابة و سوق أهراس و ظل محمد بن السايح بمثابة الذراع القوية لأحمد باي الذي عينه قائدا لمنطقة الشرق الجزائري و لم تكن ثورة قبيلة كبلوت على الاستعمار الفرنسي أقل شأنا من ثورات المقراني و الشيخ الحداد و لالة فاطمة نسومر و غيرها من الثورات و المقاومات الشعبية التي تصدت للاستعمار الفرنسي مباشرة بعد دخوله الجزائر . و حسب علي كاتب الذي عايش جانبا من حياة كاتب ياسين فإن مقاومة الشيخ محمد بن السايح التي انتهت سنة 1884 لم تنل حقها من الدراسة رغم أنها موجودة في أرشيف فرنسا التي تفطنت لخطر قبيلة كبلوت و انتهجت معهم سياسة الإبادة و طمس الهوية و التشريد حيث أمر جنرالات فرنسا باحتلال القبيلة و تدمير مؤسساتها بعين غرور بعد افتعال حادثة الرومية الشهيرة التي تلتها حملة إعدامات وسط أعيان وشيوخ القبيلة كما حدث مع الشيوخ السبعة الذين اعدموا بسوق قالمة على يد خائن وعدته فرنسا بالملك و الجاه فنفذ الإعدام في يوم سوق لترهيب الجزائريين و إظهار قوة فرنسا و كان الإعدام بقطع الرؤوس و ذكر بأن الجد الثالث لكاتب ياسين (أحمد بن السايح) قطع رأسه و بقي لسانه يردد السورة القرآنية "يس" التي استمد منها كاتب ياسين أسمه عندما ولد سنة 1929 بقسنطينة.
و حسب المتحدث فإن الاستعمار الفرنسي استولى على أراضي القبيلة التي لم تعد لأصحابها الحقيقيين إلى اليوم بما فيها قطعة ارض تعد ميراثا لكاتب ياسين و أختيه الذين عاشوا حياة البؤس و التشرد و الشقاء بع وفاة الوالد كاتب محمد اليامين سنة 1952 حيث عاش كاتب ياسين حياة صعبة لكنها صنعت منه أديبا عالميا خرج من بين الطبقات الشعبية المحرومة. و قد تطرق كاتب ياسين في مؤلفاته إلى مآسي قبيلة كبلوت و جعلها منطلقا لكل روائعه المستمدة من الواقع التاريخي للشعب الجزائري الذي تعرض لكل أشكال المسخ و الإبادة و التطهير العرقي. و حسب الشهادة التي أدلى بها علي كاتب أمام المشاركين في ملتقى كاتب ياسين بقالمة فإن الجد الرابع ليسين قد ولد بعين غرور بقالمة لكنه لقب سنة 1888 ببلدية الحنانشة بسوق أهراس التي لجأت إليها القبيلة بعد احتلال منطقة عين غرور. و قد خلفت الشهادة التي دلى بها علي كاتب ردود فعل قوية وسط المشاركين في الملتقى من باحثين و أكاديميين قالوا بأنهم يجهلون الكثير عن مسيرة كاتب ياسين و أنهم سيعيدون النظر في كل ما كتبوا لينطلقوا من الواقع الذي انطلق منه كاتب ياسين عندما اخرج رائعة نجمة سنة 1956 .
محمد لخضر معقال (أستاذ و باحث جزائري)
أصاب باختيار الفرنسية لغة للكتابة
يرى الباحث الجزائري محمد لخضر معقال بأن كاتب ياسين كان صائبا عندما اختار اللغة الفرنسية و جعلها سلاحا يواجه به الاستعمار الفرنسي و يحرك به ضمائر الجزائريين مضيفا بان ياسين جعل من الفرنسية "غنيمة حرب" و تفوق حتى على الفرنسيين عندما بدأ كتابة القصة و الرواية و الشعر و فلم يكن يوما مع الاستعمار كان دائما مع وطنه و أمته يدافع عنها بسلاح الكلمة مؤكدا بأن فكر ياسين هو نفس فكر مولود معمري و الطاهر جاووت لكن ياسين تعرض لمضايقات كبيرة بسبب وفائه لأفكاره و مبادئه من البداية إلى النهاية. و تطرق محمد لخضر معقال إلى مشكل الفرنكوفونية في الجزائر و قال بأن التعريب قتل المسرح الجزائري منذ السبعينات عندما كان ياسين يؤسس لمسرح شعبي هادف ، و شبه ما تعرض له كاتب ياسين بما تعرض لها معلمو اللغة الفرنسية الذين لاحقتهم "الجيا" بالمدارس الريفية النائية موضحا بأن ياسين لم يكن فقط شاعرا و كاتبا مميزا بل كان أيضا مناضلا و وطنيا أيضا و لم يقل يوما بأنه عربي أو مسلم بل ظل دائما يقول بأنه جزائري. و خلص المتحدث إلى القول بان اللغة لم تكن أبدا مشكلة خلال الثورة التحريرية فقد كان هناك مجاهدون يكتبون مراسلاتهم باللغة الفرنسية مثل عميروش علي كافي و عبان رمضان و مجاهدون آخرون يكتبون بالعربية و حتى بالأمازيغية لم تكن هناك مشكلة مع اللغة لقد بدأت المشكلة بعد الاستقلال و تحولت اللغة إلى مشكل سياسي حسب قوله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.