إنزال بشري فاق ال30 ألف سائح بالجوهرة السياحية حمام دباغ بقالمة نزل أكثر من 30 ألف سائح بالمدينة السياحية حمام دباغ بقالمة أول أمس و تجمعوا بفضاء صغير في ما يشبه بيوم الوقوف بصعيد عرفات ، رقم قياسي آخر يسجل هذه المرة في تعداد السياح فاق الرقم الذي سجل قبل سنتين بأكثر من 10 آلاف سائح ، أمواج بشرية كبيرة تدفقت على الجوهرة السياحية منذ ساعات الصباح الأولى قادمة من 30 ولاية على الأقل محولين المدينة الصغيرة إلى ما يشبه المسرح المفتوح، أين اجتمعت كل المتناقضات أجتمع الفرح بالعراك و الغضب و تلاقى التطور المادي الكبير الذي صار عليه الجزائريون في السنوات الأخيرة بالحال المتردية للسياحة الداخلية و الحال الذي صارت عليه المدينة الساحرة التي عجزت أول أمس عن استقبال الضيوف الذي عاد الآلاف منهم إلى ديارهم بعد انتظار طويل بالمداخل المشلولة على بعد 5كلم تقريبا من الفضاءات السياحية الشهيرة التي تحول إلى ما يشبه المزار الربيعي المقدس. و قد أصيبت حركة السير بالشلل ليوم كامل و بقيت أعداد كبيرة من السياح عالقة وسط المدينة و ضواحيها ،حيث لم تتمكن الحظائر و حتى الحقول الزراعية من استيعاب العدد الهائل من الحافلات و السيارات القادمة من نحو 30 ولاية عبر الوطن بما فيها بعض الولايات الجنوبية كورقلة بسكرةالوادي و بشار قطعوا مسافات طويلة للوصول إلى المدينة السياحية لكنهم اصطدموا بواقع آخر قضوا ساعات طويلة عند المداخل الرئيسية التي عجزت شرطة المرور عن التحكم فيها بالرغم من المخطط الذي تم وضعه خصيصا ليوم الجمعة بعد أن أكدت المعطيات بأن هذا اليوم سيكون يوما استثنائيا و كان كذالك بالفعل حتى سكان المدينة أصيبوا بالدهشة و بقوا يتفرجون على الأمواج البشرية و هي تتزاحم على الطرقات الضيقة و الفضاءات السياحية. المحولات و الطرقات المزدوجة.. النقطة السوداء و الحل ليس غدا الشلل الذي أصاب حركة السير بدأ على بعد 5 كلم تقريبا من المدخل الشرقي للمدينة، حيث تشبعت كل الطرقات و الفضاءات و حتى الأحياء السكنية الشعبية و لم تعد جغرافيا المدينة قادرة على استقبال المزيد من السيارات و الحافلات قبل منتصف النهار ،حيث عاش السياح جحيما حقيقا تحول في الكثير من الأحيان إلى غضب على المسؤولين المحليين و عراك حاد،كما حدث على جسر السكة الحديدة القديم الذي تحول إلى ما يشبه منفذ النجاة إلا أنه لم يقدر على التحمل فقد بناه المهندسون قبل 150 سنة تقريبا لعبور القطارات لكنه أرغم بعد قرن و نصف على استقبال السيارات و الحافلات و الراجلين دفعة واحدة في مشهد شبيه بالسير فوق حبل معلق رفيع. و قد بلغ الازدحام مرحلته القصوى قرب قرية ميسوم و تقاطع الطريق الولائي 122 مع طريق السنقط و مفتقر الطرق المؤدي إلى محمية العرائس و الشلال و المركب السياحي و موقع السوق الأسبوع الذي يقام كل جمعة بالقرب من الفضاءات السياحية. هياكل الاستقبال الخدمات و البنية التحتية تكشف نقائص الجوهرة السياحية و قد كشف التدفق الكبير للسياح عن نقائص كبيرة تعاني منها المدينة السياحية و خاصة في مجال هياكل الاستقبال و الطرقات حيث تعذر على آلاف السياح دخول الحمامات القليلة بعد إغلاق حمام شعبي تابع للبلدية بداعي الترميم و تتوفر المدينة على فندقين فقط و مرقد لأحد الخواص عجزت كلها عن استيعاب الزوار الراغبين في قضاء أيام العطلة الربيعية بالمدينة. و مازالت الفنادق الكبرى التي وعد المستثمرون الخواص ببنائها قبل 20 سنة إلا أنهم حصلوا على العقار ثم غادر الكثير منهم بلا رجعة تاركين منطقة التوسع السياحي في ما يشبه حالة الفوضى و الإهمال بالرغم من المساعي التي تبذلها السلطات المحلية لدفع المشاريع الاستثمارية و القضاء على النقص الكبير الذي تعاني منه المرافق الخدماتية و البنى التحتية المتطورة. و بالرغم من الحالة الاستثنائية التي عاشتها المدينة وعاشها الزوار إلى ان الغالبية منهم التي تمكنت من الدخول قبل انسداد الطرقات استمعت بجمال المناظر الطبيعية الساحرة كالشلال و العرائس و السد الكبير و البحيرة الجوفية بن عصمان و المنابع الساخنة و كان مسرح الهواء الطلق بساحة الشلال نقطة تجمع كبيرة جلبت إليها أعدادا كبيرة من الزوار الذين تابعوا الفرق الموسيقية التي تعاقبت على ركح المسرح الصغير و أمتعت السياح بما جاد لديها من طبوع غنائية و أنستهم زحمة السير و ارتفاع الأسعار و مشقة البحث عن المرافق الخدماتية . و إلى جانب الفرق الموسيقية كانت الخيام الصحراوية و الجمال و القردة و الألعاب و الطيور النادرة حاضرة أيضا ،أين ما ذهبت و كأن كل ثقافات الجزائر و عاداتها من الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب اجتمعت بحيز جغرافي واحد و في يوم واحد سيبقى راسخا بأذهان السياح و سكان المدينة الذين اعتذروا للسياح عن الشلل المروري و نقص المرافق و قالوا بان الحل ليس بأيدينا و لا بأيدي المشرفين على شؤون المدينة لأن الأمر يتعلق بقرار مركزي جريء و فعال لبعث القطب السياحي الكبير الذي طال انتظاره.