باروش و 7 متهمين اليوم أمام محكمة الجنايات بعنابة تنظر اليوم محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة في قضية الشبكة الدولية للدعارة التي كان يقودها الفرنسي جون ميشال باروش، و التي صنعت الحدث على الصعيدين الوطني و العالمي منذ طفوها على السطح في شهر أفريل من سنة 2012، لأن الشبكة كانت على علاقة مع قنوات تلفزيونية أجنبية خططت لشراء مقاطع من اشرطة فيديو تم تصويرها خفية داخل فيلا فاخرة بحي وادي القبة بمدينة عنابة، و التي كان باروش يتخذها كمقر لتصوير مقاطع فيديو لأشرطة إباحية بعد النجاح في إسقاط ضحايا من الفتيات، بعد إيهامهن بالخضوع لمسابقة عرض أزياء دولية ضمن الشركة الوهمية التي كان يشرف على تسييرها. جلسة اليوم من المنتظر أن تحظى بتغطية إعلامية واسعة من وسائل إعلام وطنية و أجنبية، بالنظر إلى الصدى الإعلامي الذي أخذته الفضيحة، لأن باروش كان من بين الوجوه السياسية البارزة في فرنسا، و كانت تربطه علاقات مع شخصيات سياسية في مختلف البلدان. و قد تمت متابعته في شبكة للدعارة برفقة 7 متهمين آخرين، من بينهم أربعة أطباء متخصصين في أمراض النساء و التوليد، يوجد واحد منهم رهن الحبس المؤقت، بمعية الحارس الشخصي لباروش، و الذي كان يلعب دور الوسيط في صفقات الايقاع بالضحايا من الفتيات، إضافة إلى عضو سابق في المجلس الشعبي البلدي بعنابة و كذا موظفة سابقة بولاية عنابة، كانت تشتغل كمراسلة لإحدى اليوميات الوطنية، في الوقت الذي كشفت فيه التحريات و التحقيقات المعمقة في القضية سقوط 15 ضحية في فخ هذه الشبكة، من بينهن ثلاث فتيات قصر. و سيتابع الفرنسي جون ميشال باروش بعديد التهم ، من بينها جناية هتك العرض، و جنح مخالفة التشريع والتنظيم المتعلق بالصرف، تحويل قاصر، حيازة منزل مفروش و استغلاله من أجل ممارسة الدعارة، و كذا الإغراء والفسق ، إضافة إلى جنح حيازة مخدرات ومؤثرات عقلية و عرضها على القصر بهدف الاستهلاك الشخصي ، فضلا عن تهم الإغراء على الفسق و عرض و تصوير أشرطة مخلة بالحياء، و المشاركة في الإجهاض جنحة منح مزية غير مستحقة ، جنحة حيازة وإنتاج ، وعرض منتوج مخل بالحياء ، في حين سيواجه مستشاره الشخصي، و الذي تبين أثناء التحقيق بأنه كان حارس الفيلا، تهم جناية هتك العرض و الإغراء على الفسق، لأنه كان المكلف بجلب الضحايا من الفتيات، إضافة إلى جنحة المشاركة في إنشاء وكر للدعارة. إلى ذلك، تم تكييف تهمة هتك العرض و تلقي مزية بطريقة غير مستحقة لنائب سابق بالمجلس الشعبي البلدي بعنابة، في حين وجهت لموظفة سابقة بالولاية تهمة عدم الإبلاغ عن جناية و كذا جنحة طلب مزية غير مستحقة، بينما توبع طبيب متخصص في أمراض النساء و التوليد بتهمة المشاركة في إنتاج شريط مخل بالحياء، فيما وجهت تهمة عدم الإبلاغ عن جناية و تسهيل الإجهاض لثلاثة أطباء آخرين ممن تم الإفراج عنهم على ذمة التحقيق الابتدائي. و كانت حيثيات القضية قد طفت على السطح إثر الشكوى التي تقدمت بها فتاة إلى الجهات الأمنية ضد الفرنسي باروش الذي تعرفت عليه بعد الإعلانات التي نشرها للترويج للشركة الوهمية التي كانت يشرف على تسييرها، و المتخصصة في انتقاء عارضات الأزياء، لكن و عند انتقالها إلى مقر الشركة الكائن بحي وادي القبة أخذت القضية بعد مغايرا، لأن صاحب المؤسسة أعجب بها و أغراه جمالها، فطلب منها الحضور يوميا إلى الفيلا لتلقي دروس خصوصية في اللغة الفرنسية، كما كان يغريها بعديد الهدايا و مبلغ مالي بقيمة 5000 دينار يوميا، قبل أن يقدم لها عرضا يقضي بالمبيت في الفيلا، و هو العرض الذي وافقت عليه الضحية. فاستغل باروش الوضع و قدم لها في بداية السهرة قرصا، أكد لها بأنه مسكن لآلام الرأس، إلا أنها سرعان ما فقدت وعيها و دخلت في غيبوبة، و ما ان استيقظت في صبيحة اليوم الموالي حتى وجدت باروش نائما بجانبها عاري الجسد، و بقع دم على ملابسها الداخلية، و قد فقدت عذريتها، ليهددها المعني بالتشهير بها عبر الأنترنيت، كونه التقط لها صورا وهي عارية، وقد سلمت الضحية إلى مصالح الأمن بطاقة ذاكرة هاتف نقال استحوذت عليها خفية من المتهم ، وعند معاينة محتوى البطاقة تبين بأنها تحتوي على مقطع من شريط يظهر فتاة عارية وهي تمارس الجنس مع جون ميشال باروش، لتقوم إثرها مصالح الأمن بضبط المتهم الرئيسي بعد مداهمة الفيلا التي كان يتخذها كمقر لشركته الوهمية، لتؤكد التحقيقات الميدانية بان الفيلا وكر لممارسة الدعارة، و أن عدد ضحايا باروش 15 فتاة، كان يقدم لهن أكواب عصير تحتوي على اقراص منومة، قبل ممارسة الجنس عليهن، من بينهن فتاة حملت، فاضظر باروش إلى إخضاعها إلى معاينة طبيبة لدى أخصائي قبل إرغامها على عملية الإجهاض. و قد تم خلال التحقيق في هذه القضية الإستماع إلى 54 شخصا، من بينهم ضحايا، متهمون و شهود، قبل أن يصدر قاضي التحقيق أوامر إيداع رهن الحبس المؤقت في حق 5 اشخاص من بينهم المتهم الرئيسي باروش.