باروش كان يخدر ضحاياه من الفتيات بأقراص " ديباكين " المخصصة لداء الصرع كشفت التحريات المعمقة التي قامت بها الجهات الأمنية المكلفة بالتحقيق في قضية الشبكة الدولية لتصوير الأفلام الإباحية التي يقودها الفرنسي جون ميشال باروش بان زعيم الشبكة كان يلجأ إلى إستعمال أقراص دواء من نوع " ديباكين " الموجهة بالأساس لأمراض الصرع، و تقديمها إلى الفتيات اللواتي كان يستغلهن في تصوير مشاهد فيديو داخل " الفيلا " التي كان يتخذها مقرا لشركته الوهمية، و الكائنة بحي وادي القبة بعنابة. و حسب مصادر النصر فإن التحقيقات بينت بأن باروش كان يستعمل هذا النوع من الأقراص لمخادعة ضحاياه من الفتيات، حيث أن كل فتاة كانت و بمجرد موافقتها على الإنضمام إلى طاقم شركة ''غلامور أرابين تالن'' تجبر على تناول قرص من دواء " ديباكين " في كل مرة تزور فيها " الفيلا " التي يتواجد بها مقر المؤسسة الوهمية المتخصصة في إنتقاء ملكات الجمال، و كان باروش يوهم ضحاياه من القاصرات بأن هذه الأقراص خاصة بمنع الحمل، من دون أن يكشف لهن عن نوعيتها، لكن الأمور تأخذ مجرى مغايرا، على إعتبار أن كل فتاة تفقد وعيها بعد لحظات فقط من تناول الأقراص و تتحول الفتيات إلى " حيوانات بشرية " فاقدة للوعي، الأمر الذي كان يسهل من مهمة عناصر الشبكة في تصوير مقاطع الفيديو من وضعيات مختلفة. و استنادا إلى نفس المصدر فإن باروش كان يتفادى إظهار نوع الدواء المستعمل لضحاياه، و ذلك بلجوئه إلى الإستعانة بكميات من العصير و المأكولات و دس أقراص " ديباكين " ضمن محتويات الوجبات التي تقدم يوميا للفتيات اللائي يقصدن مقر الشركة من أجل المشاركة في التحضيرات لمسابقة إنتقاء ملكات الجمال، حجته في ذلك محاولة تنشيط " الغريزة الجنسية " لدى كل فتاة، من أجل السماح له بأخذ صور و مشاهد فيديو في وضعيات مخلة بالحياء، و هي الأشرطة التي قام ببيعها للعديد من الفضائيات الأوروبية المتخصصة في الجنس و الإغراء. و في سياق متصل كشفت التحقيقات الأمنية بأن باروش كان يمنح مبلغ 10 ملايين سنتيم لكل فتاة نظير ضلوعها لأول مرة في نشاط الشبكة، لأن هذه القيمة المالية كانت بمثابة تحفيز منه لكل شابة توافق على الإنضمام إلى مؤسسة ''غلامور أرابين تالن'' بصفته مديرا للشركة ، على إعتبار أن الموافقة يقابلها تورط الفتاة في ممارسة الجنس مع إحدى الشخصيات التي كانت تقصد " الفيلا "، رغم أن باروش كان يستغل تأثر ضحاياه من الفتيات بمفعول أقراص " ديباكين " لتصوير الأفلام الإباحية، بالإعتماد على الكاميرات السرية التي كان ينصبها في كل أركان الغرف. من جهة أخرى أشارت بعض المصادر إلى أن التعاملات التجارية لباروش كانت مع العديد من القنوات التلفزيونية لبلدان أوروبية في صفقات كان يبرمها بالعملة الصعبة، حيث أنه كان في معظم الأحيان يلجأ إلى طرح جزء من عائدات هذه الصفقات للبيع في السوق الموازية، من أجل الحصول على العملة الوطنية التي يستعملها في تعاملاته اليومية الخاصة بتسيير شركته الوهمية بمدينة عنابة، و الأرقام التي تم تداولها في التحقيق الأمني تشير إلى أن باروش كان قد قام بطرح قرابة 100 ألف أورو في شارع قومبيطا، و هي القيمة التي تم تصريفها على دفعات، و ذلك بالإستعانة بمستشاره الشخصي، الذي كان يشتغل سائقا بالمؤسسة، لكنه في حقيقة الأمر مساهم في الشركة الوهمية، و كانت عائداتها ما يقارب 1.5 مليار سنتيم بالعملة الوطنية. للإشارة فإن التحقيق في قضية جون ميشال باروش لا يزال متواصلا بعدما كانت الجهات الأمنية قد قدمت إلى قاضي التحقيق بمحكمة عنابة الإبتدائية تقريرا مفصلا عن الجزء الأول من التحريات التي كانت قد قامت بها مع 52 شخصا من متهمين، مشتبه فيهم و شهود، و قد تم توجيه 11 تهمة للفرنسي باروش، تتمثل في جناية تكوين شبكة دعارة و هتك عرض القاصرات وجنح مخالفة التشريع والتنظيم المتعلق بالنشاط المهني، و تحويل فتيات قاصرات ، إضافة إلى جنحة حيازة إستغلال مسكن لممارسة الدعارة و كذا جنحة الإغراء من أجل التورط في الفسق و الدعارة، فضلا عن متابعته بتهمة عرض مخدرات ومؤثرات عقلية بغرض الاستهلاك و جنحة منح مزية غير مستحقة وكذا انتاج وعرض أشرطة فيديو مخل بالحياء بالإضافة الى جنحة الاجهاض، في الوقت الذي تمت فيه متابعة باقي الموقوفين بتهم المشاركة في نشاط شبكة الدعارة، و التورط في عمليات إجهاض الفتيات، فضلا عن جنحة عدم التبليغ عن جناية.