الجيش الموريطاني يخسر عددا من جنوده في هجوم داخل مالي فقدت قوات الجيش الموريتاني بين 10 و15 جنديا في معاركة طاحنة مع عناصر القاعدة في شمال مالي وهي المعارك التي اندلعت مساء الجمعة وتواصلت صباح أمس بمنطقة "راس الماء" (235 كلم غرب تومبوكتو وجاء اندلاع هذه المعارك بعد يوم واحد من اختطاف فرع القاعدة بالساحل لخمسة فرنسيين إلى جانب طوغول قبل أن ينقلهم المختطفون إلى شمال مالي حيث توجد معاقل التنظيم الإرهابي الذي سبق أن توعد موريتانيا وقواتها العسكرية بعد مشاركتها في 22 جويلية الفارط في الغارة العسكرية الفاشلة لفرنسا من أجل تحرير الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو، 78 سنة الذي أعدمته القاعدة بعد ثلاثة أيام من ذلك. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني بالمنطقة أن الجيش الموريتاني تكبد خسائر ثقيلة حيث سقطت خمس من آلياته بين أيدي عناصر القاعدة وأن عدد القتلى في صفوف الجنود الموريتانيين ارتفع إلى مالا يقل عن 15 قتيلا.كما نقلت ذات الوكالة عن منتخب محلي بشمال مالي أن الكثير من العسكر يين المو ريتانيين قتلوا في المعارك الدموية التي دارت رحاها يوم الجمعة مضيفا أن "عناصر القاعدة استدرجوا العسكريين الموريتانيين وأوقعوهم في الفخ" بحسب تعبيره، وتحدث مدني مالي عن مشاهدته العديد من العربات العسكرية الموريتانية المتفحمة بالقرب من بئر. وحسب ذات المصدر الأمني الجزائري، فإن الجيش الموريتاني استنجد خلال هذه المعارك بعدد من الطائرات الحربية، غير أنه لم ينجح في ترجيح الكفة لصالحه ميدانيا. ومن جانب القاعدة كلف المدعو "يحيى أبوهمام" المساعد الأول لعبد الحميد أبوزيد بقيادة المعارك مع الجيش الموريتاني. وحسب بعض المصادر المحلية، فإن 70 بالمائة من عناصر القاعدة المشاركين في هذه المعارك من جنسية موريتانية. ورغم أن ناطقا باسم الخارجية الفرنسية نفى أمس أي مشاركة فرنسية في هذه المعارك، لا أن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن شهود عيان بمنطقة كيدال في شمال مالي أن طائرة استطلاع عسكرية فرنسية حلقت في أجواء المنطقة على ارتفاعات منخفضة، وهو ما يؤكد أن لفرنسا يد مباشرة في المعارك الدائرة في شمال مالي بين جيش حلفائها في نواكشوط وعناصر القاعدة التي تحدثت مصادر عسكرية موريتانية عن مقتل 12 فردا منها. وفي باريس التي تعيش حالة استنفار قصوى منذ ثلاثة أيام على إثر اختطاف الفرنسيين الخمسة قال رئيس مصالح مكافحة التجسس برنار سكارسيني في تصريح أمس ليومية "لوموند" أن فرنسا تواجه تهديدا إرهابيا كبيرا وأن كل الأضواء الحمراء أصبحت مشتعلة، وهو ما يعزز التحذيرات السابقة لوزير الداخلية بريس هورتفو الذي أكد الخميس الماضي أن التهديد الإرهابي داخل التراب الفرنسي أصبح أقوى من أي وقت مضى لاسيما خلال الأيام والساعات الأخيرة.وفي تطورات أخيرة لما يجري بشمال مالي، اكد مساء أمس مصدر أمني مالي لوكالة الأنباء الفرنسية انتهاء المعارك المطاحنة التي اندلعت منذ مساء الجمعة بين الجيش الموريتاني وعناصر القاعدة بشمال مالي.