قتل 12 شخصا على الأقل في اشتباكات دارت بين الجيش الموريتاني وعناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي امتدت إلى داخل أراضي مالي. وأفاد المراسلون في موريتانيا أن الأنباء تؤكد أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هو من يدير العملية من داخل قيادة الأركان. وأعلن الجيش الموريتاني أنه قتل 12 عنصرا من تنظيم القاعدة وفقد اثنين من جنوده في المعارك التي بدأت مساء الجمعة الفارط. وبدأت الاشتباكات عند الحدود مع مالي ثم انتقلت الى بلد حاسي سيدي على بعد 100 كيلومتر من مدينة تنبوكتو المالية. وأكد شهود عيان في منطقة كيدال على بعد 1600 كلم شمال شرق باماكو أنهم شاهدوا طائرة يرجح انها فرنسية تحلق في سماء المنطقة. واكد مصدر جزائري مطلع ان الطائرة هي طائرة عسكرية فرنسية. وقال مصدر الموريتاني رفيع المستوى انه من المبكر وضع حصيلة للمعارك ، وأضاف المصدر أن هذه المعارك تظهر تصميم جيشنا على اجتثاث الارهاب الذي استهدف جيشنا مرات عدة واعتدى على امننا. وكان تنظيم القاعدة قد تبنى هجوما استهدف هجوما على ثكنة للجيش الموريتاني في 25 أوت الماضي. كما تعرض الجيش الموريتاني لهجمات دامية في شمال شرق البلاد عامي 2007 و2008. يذكر انه في 22 جويلية الماضي قتل سبعة عناصر من تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي خلال عملية عسكرية فرنسية-موريتانية على قاعدة للتنظيم في شمال مالي. وهدفت العملية, بحسب باريس, الى تحرير الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو, بعد اختطافه في أبريل في شمال النيجر. إلا أن تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي أعلن في 25 يوليو/تموز أنه قتل الرهينة الفرنسي انتقاما لمقتل عناصره. ولم تشر المصادر المختلفة, في مالي وموريتانيا, الى اي ارتباط بين هذه المعارك وعملية خطف خمسة فرنسيين وافريقيين اثنين الخميس شمال النيجر. ويشتبه في ان يكون تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي بقيادة أبو مصعب عبد الودود مسؤولا عن عملية الاختطاف الجديدة في منطقة الساحل الافريق وجرى اختطاف المجموعة في عملية جريئة محكمة الإعداد على ما يبدو، حيث اصطحبوا الرهائن من منازلهم بالقرب من منجم لليورانيوم في بلدة ارليت في الصحراء الكبرى، على بعد 800 كيلومتر شمال شرقي نيامي عاصمة النيجر. وتشغل اريفا منجما لليورانيوم بالقرب من آرليت. وتعمل شركة سوجي ساتوم التابعة لفينشي كمقاول من الباطن. وقالت مصادر أمنية في النيجر والجزائر الجمعة إن المسلحين ورهائنهم عبروا الحدود بين النيجر ومالي، وهم الآن في صحراء مالي. وقد قرر وزير الدفاع الفرنسي هيرفي مورين الجمعة قطع زيارته لكندا والعودة لمعالجة أزمة الاختطاف كاجراء احترازي، كما أبلغ الوكالة الفرنسية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الخاطفين كانوا يتحدثون العربية والتاماشيك وهي من لغات البربر التي يستخدمها الطوارق، وإنها لم تتلق أي بيان بإعلان مسؤولية عن أخذ الرهائن أو طلب فدية. إلا أن وزير الخارجية برنارد كوشنير صرح لإذاعة فرنسية بأنه يمكن له أن يتخيل أن يكون الخاطفون من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مضيفا أنه يخشى أن تكون نفس الجماعة التي قامت بقتل رهينة فرنسي في تموز/يوليو الماضي. وأشار مسؤول أمني في النيجر الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مذكرا بقيام التنظيم بعملية اختطاف سابقة لمواطنين غربيين في المنطقة. وقال مصدر مقرب من أجهزة التحقيق في النيجر إن الخاطفين قد يكونوا تمكنوا من اختراق أجهزة الأمن. وقد جرى إجلاء المواطنين الفرنسيين العاملين في شمالي النيجر. يذكر أن النيجر تمثل أهمية استراتيجية لشركة أريفا النووية التابعة للحكومة الفرنسية التي تعمل في النيجر منذ 40 عاما وتستخدم 2500 شخصا بينهم 50 أجنبيا. وتستخرج الشركة اليورانيوم المستخدم في المفاعلات النووية الفرنسية من منجمي أرليت وأكوكان في النيجر. وقد تم الجمعة الماضية ترحيل الفرنسيين العاملين في شركات فرنسية في شمال النيجر الى العاصمة نيامي او الى فرنسا. كما تأمل مجموعة أريفا في أن يبدأ نهاية 2013 العمل في منجم اليورانيوم العملاق في ايمورارين شمالي النيجر. والنيجر احدى الدول الاكثر فقرا في العالم, وتحتل المرتبة الثالثة في انتاج اليورانيوم.