القس الذي حاول حرق القرآن مجنون وصاحب سوابق أكدت أمس مستشارة الرئيس الأمريكي في الحملة الانتخابية الدكتورة مرام عبد الحميد أن مشكلة المسلمين بأمريكا تكمن في الجالية نفسها التي ظلت على هامش الحياة السياسية لعقود قبل أن تضطر لتغيير مواقفها بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث شرعت في الانخراط في العمل الاجتماعي والاقتصادي لكن بشكل غير كاف مشيرة إلى تحسن نظرة الرأي العام الأمريكي لها ولا أدل على ذلك من موقف هذا الأخير من محاولة حرق القرآن وفي محاضرة لها حول مشاركة مسلمي أمريكا في الحياة السياسية ألقتها بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة نهار أمس أشارت المستشارة المستقلة في شؤون الحملات الانتخابية والمنتمية للحزب الديمقراطي بأمريكا إلى أن الدستور الأمريكي والقوانين الفيدرالية تحمي المسلمين كغيرهم من أتباع باقي الأديان وتحفظ لهم الحقوق وتكفل لهم حرية وحق المشاركة السياسية، لكنهم للأسف تقول لم يستغلوا هذا الفضاء المتاح بالشكل المناسب فما يزالون في معظمهم عازفين عن الترشح للانتخابات وخوض غمار السياسة رغم أن الجالية المسلمة تعد من أفضل الجاليات هناك من حيث المستوى العلمي والتربوي والدخل وتستحوذ على كثير من المؤسسات المتوسطة والمصغرة، داعية إلى انفتاح على عالم السياسة ومشاركة أوسع وأكثر فاعلية في الانتخابات ترشيحا وانتخابا وانخراطا في كبرى الأحزاب والمنظمات الضاغطة في مجتمع أمريكي مختلط بطبعه ويجمع أجناسا وأعراقا وألسنة مختلفة ولا أحد أفضل من أحد فالميدان يسع الجميع والمهم هو العمل والتواجد وما وصول اوباما إلى البيت الأبيض إلا دليل على ذلك بعد أن كان الرجل الأسود قبل عقود يعاني التمييز العنصري هناك. بيد أنها سجلت للمسلمين هناك ايجابيات كثيرة بع أحداث 11 سبتمبر حيث اضطرتهم الظروف إلى الظهور على الساحة الإعلامية للتعريف بحقيقة الإسلام والتصدي لمحاولات تشويهه وربط المسلمين بما يسمى بالإرهاب والانخراط في المجتمع المدني والجمعيات الاجتماعي والثقافية والعلمية والوصول إلى تشكيل لجان مساعدي المسلمين بالكونغرس لكن انخراطهم في عالم المال والسياسة لكن دورهم ما يزال بعيدا عن المطلوب . وعن الواقع المعيش قالت المحاضرة إن المسلمين عموما ساندوا اوباما وعلقوا آمالا كبيرة على فوزه لكن هذا الأخير وبحكم قواعد اللعبة السياسية الأمريكية القائمة على التوازن والرقابة بين المؤسسات لم يستطع فعل كل ما وعد به وما يأمله. وفي تعقيبها على المواقف العالمية التي سببت ماسي للمسلمين وكانت أمريكا وراءها بشكل أو بآخر على غرار الحرب على الإرهاب والحرب على العراق وافغانسان والقضية الفلسطينية قالت المتحدثة أن ذلك ساهم في توحيد المسلمين هناك وتكتلهم بشكل أفضل ولم يسبب عائقا أمام اندماجهم في المجتمع الأمريكي وفي تعليقها على محاولة حرق القران من قبل المدعو جونس قالت مرام أن هذا الشخص مجنون وله سوابق سيئة مع إحدى الكنائس التي طردته وما قام به مجرد مسرحية دعائية أعطاها الإعلام اكبر من حجمها وقد رفض تصرفه من قبل الشعب الأمريكي عموما والسلطة الأمريكية وقد وجد المسلمون مساندة كبيرة من قبل المسيحيين واليهود مفندة ما يروج حول حرق بعض المصاحف هناك من قبل أتباع هذا المتطرف وقدمت صورة حسنة عن نظرة الأمريكيين للمسلمين حاليا فلم يعد هؤلاء يعتقدون أن المسلمين إرهابيون داعية إلى تواصل اكبر وتبادل للزيارات بين الأمريكيين والمسلمين في أنحاء العالم لتحسين الصورة وتصحيح النظرة المسوقة إعلاميا عن الطرفين وبينهما.