أعربت الناشطة الأمريكية ذات الأصول العربية مرام عبد الحميد عن خيبة الأمل التي شعرت بها شخصيا ومن ورائها الجالية العربية المسلمة بأمريكا بعد الدور المحدود الذي لعبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تغيير وضع الجالية العربية المسلمة والاهتمام بقضاياها. وقالت المتحدثة في ردها عن سؤال ''المساء'' أنها بكت من شدة الفرحة بعد الإعلان عن فوز باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية الأمريكية خاصة بعد الجهد الكبير الذي قامت به وفريقها الدعائي وكانت تظن ومعها أعضاء الجالية العربية المسلمة بأمريكا أن الأمور ستتحسن بمجرد اعتلاء أوباما الحكم ولكن ذلك لم يحدث، وأضافت نحن نتفهم الأمر فدواليب الحكم صعبة وتتحكم فيها عدة أطراف نافذة والسياسة جد معقدة بأمريكا ونحن نبقى نأمل في التغيير إلى الأحسن ولو كان ببطء. وكشفت الناشطة السياسية الأمريكية خلال المحاضرة التي قدمتها نهار أمس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة في إطار التعاون بين وزارة التعليم العالي وسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن هناك مساعي للاتصال بالجالية العربية المسلمة لإقامة لوبي يحفظ مصالح أعضائه على غرار باقي اللوبيات المتواجدة على التراب الأمريكي، رافضة في نفس الوقت مقارنة هذا اللوبي باللوبي اليهودي، حيث اعتبرت اللوبي اليهودي من أنجح اللوبيات بأمريكا وعلى الجالية العربية الاقتداء باليهود في استمالة الرأي العام الأمريكي وخاصة صناع القرار من خلال تكثيف الاتصالات معهم ودعوتهم في كل مناسبة من مناسبات وأعياد المسلمين وهو الأمر الذي بدأ يأخذ طريقه إلى التجسيد حسب ذات المتحدثة. وقد أرجعت السيدة مرام عبد الحميد في محاضرتها بعنوان ''الإسلام والمسلمون بأمريكا'' الدور السلبي للجالية العربية المسلمة بأمريكا خاصة قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 إلى أعضاء الجالية أنفسهم الذين كانوا غير مهتمين بالتكتل مفضلين نجاحاتهم الشخصية على باقي النشاطات الجمعوية والسياسية لتضيف أن أحداث سبتمبر كانت لها آثار إيجابية على المسلمين حيث أدخلتهم الحياة السياسية سواء بالمشاركة في التصويت وتدعيم إحدى الشخصيات السياسية البارزة أو حتى كمرشحين للمجالس الفيدرالية. وقد عرضت الناشطة السياسية الأمريكية المنتمية للحزب الديمقراطي خلال محاضرتها بعض الصور المؤرخة لمشاركة الجالية العربية المسلمة في الحملات الدعائية للانتخابات وكذا صورا لأقدم مسجد بالولاياتالمتحدة بولاية متشيغان والذي يعود تأسيسه إلى سنة 1800 من طرف بعض العائلات المهاجرة من سورية وأرمينيا، وفي حديثها عن مشاركة المرأة العربية والمسلمة في الحياة السياسية والثقافية بأمريكا، قالت السيدة مرام عبد الحميد أنه خلال ال25 سنة الفارطة حدث تقدم كبير وأصبحت المرأة تتفوق على الرجل من خلال النشاطات التي تقوم بها ومن خلال المؤسسات الاجتماعية والدينية التي تسيرها. أما عن قضية الصورة السوداء التي يحملها الأمريكيون عن العرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر وكذا النظرة التي أصبح معظم المسلمين يحملونها عن أمريكا بعد غزو العراق وأفغانستان، فقد دعت المحاضرة الجانبين إلى تغليب لغة حوار الثقافات مؤكدة أن الشعب الأمريكي جد متفتح على الآخرين، ويحب كل الثقافات وهو ما يساعد على التفهم والتقارب بين هذا الشعب والشعب العربي المسلم مضيفة أن العديد من الأمريكيين يساندون القضية الفلسطينية والعديد من القضايا العربية رغم التضليلات الإعلامية التي تقوم بها أكثر من 40 محطة يسيرها لوبي معين. أما عن القس المتطرف تيري جونس الذي هدد بحرق نسخ من القرآن الكريم فوصفته مرام عبد الحميد بالمجنون مؤكدة أن الكنيسة التي كان ينتمي إليها طردته بسبب تشدده معتبرة أن خوف أمريكا على مصالحها ودستورها الذي يحمي الحريات وتحرك المجتمع المدني الأمريكي حال دون أن ينفذ مبتغاه. وقد طافت ضيفة الجامعة الإسلامية بمختلف أجنحتها قبل أن تتسلم هدايا رمزية من مدير الجامعة.