هناك من يريد تقزيم ثورتنا ورموزنا سينيمائيا "لم نعط الثورة التحريرية حقها من الاهتمام والأهمية في أعمالنا السينمائية والتليفزيونية وطالما أهملنا كنوزنا التراثية والثقافية والفنية النفيسة .. لقد آن الأوان لنجتهد من أجل اعادة الاعتبار ولو لبعض رموزنا وجذورنا..". قال علي جبارة الذي تألق منذ الثمانينات من القرن المنصرم كممثل ومخرج مسرحي، قبل أن يخطفه التليفزيون بدءا بسلسلة "جحا" لعمار محسن ثم يفتك تأشيرة السينما خاصة من خلال فيلمي "عيسات ايدير" لكمال اللحام و"مصطفى بن بوالعيد" لأحمد راشدي وهو الآن جد فخور بدور المجاهد الكبير حسين لحول في فيلم وثائقي ثوري حول أول نوفمبر 1954 لأحمد راشدي أيضا ودور "الحراز" في مسلسل تراثي يجسد دراميا قصيدة "العشيق، عويشة والحراز" لبوعلام عيساوي... حول هذين الدورين وأعمال أخرى وآرائه المختلفة، حدثنا الفنان خلال هذه الدردشة النصر: بدأتم في رمضان تصوير فيلم وثائقي ثوري لأحمد راشدي .. حدثنا قليلا عن دورك، وهل سيكون العمل جاهزا للبث، كما كان مقررا في الفاتح من نوفمبر المقبل؟ - علي جبارة: لقد انتهيت من تصوير دوري بالجزائر العاصمة .. وتقمصت شخصية قيادية ثورية فعالة ومؤثرة في مسار النضال الوطني وهو المجاهد حسين لحول. وسيتواصل تصوير ما تبقى من العمل أ عمال رمضان "بريكولاج" آخر دقيقة خلال هذه الأيام بسطيف لتكون المرحلة الأخيرة هي باتنة. فهذا الفيلم الوثائقي يؤرخ للتحضير لثورة نوفمبر وظروف اندلاعها وبعض نتائجها، معتمدا على مادة تاريخية غزيرة من وثائق وصور وشهادات حية من مختلف مناطق الوطن .. وكنت محظوظا للانضمام الى زملائي من الممثلين الذين تقمصوا شخصيات ثورية، مثل حسان قشاش وفوزي بن ابراهيم وغيرهما، لقد حرص المخرج على القيام بالتركيب بالموازاة مع التصوير ولايزال حريصا على ذلك ليكون العمل جاهزا للبث في الموعد المحدد: أول نوفمبر باذن الله. هل حسين لحول سيرسخ ميلك أو ربما تخصصك في الأدوار التاريخية والثورية التي تظهر فيها منذ فترة؟ - فلنعترف بأننا لم نعط الثورة التحريرية حقها من الاهتمام والأهمية في أعمالنا السينمائية والتليفزيونية.. أو بالأحرى لم نقدم لها شيئا يذكر.. إذا جمعنا كل الأعمال فإنها لن تتعدى العشرة .. وكأن هناك من يريد "تقزيم" ثورتنا ورموزنا.. بينما البلدان التي لا تملك تاريخا وثورة حقيقية تتخيلها أو تخلقها .. فما عدد الأعمال مثلا التي تحدثت عن حرب الفيتنام؟! .. لا يكفي مثلا فيلما او مسلسلا حول شهيد في قامة بن بوالعيد، عشرات الأعمال لن توفيه حقه وكذا شخصيات عظيمة مثل كريم بلقاسم ومحمد بوضياف وغيرهما. كما أننا أهملنا كنوزنا التراثية والثقافية والفنية النفيسة. أنا سعيد بمعانقتها في الكثير من الأعمال، وجد متفائل بهذه العودة للسينما والتليفزيون الى الثورة والتاريخ عموما والتراث، لكنني لن أضع نفسي في قالب واحد من الأدوار. جديدك أيضا "حسناء" المسلسل التراثي للمخرج بوعلام عيساوي الذي صور جزءا منه بقصر الباي بقسنطينة.. ماذا يمكن أن تقول لنا عن هذا العمل الذي احتضنته أيضا عدة معالم ومرافق تاريخية أخرى بمختلف أنحاء البلاد؟ - نعم استغرق تصوير هذا العمل بقسنطينة حوالي 20 يوما، كما صورنا مشاهد أخرى بباقة من المواقع التاريخية الشهيرة في حي القصبة بالعاصمة وتلمسان وبوسعادة وسيتواصل التصوير في الأسبوع القادم بمليانة ليكون العمل جاهزا باذن الله قبل شهر أكتوبر .. لقد اقتبسته أمينة بشيشي من قصة شهيرة وردت في القرن ال 17 عبر قصيدة تراثية مغاربية... تقول المصادر التاريخية بأن مؤلفها شاعر مغربي الأصل اسمه القرشي وعنوانها "العشيق عويشة والحراز" فغناها كبار المطربين بالمغرب العربي فخلدوها ... المسلسل الذي يتكون من 15 حلقة عنوانه "حسناء" وأتقمص من خلاله الى جانب خريجة النسخة الأولى من مدرسة "ألحان وشباب" آمال التي تتقمص دور حسناء أو عويشة، شخصية الحراز القادم من بلاد الشام محملا بالعطور والبخور ليسحر النساء ويخطف منهن عقولهن.. لكن عندما يلتقي بعويشة تخطف منه قلبه وعقله، ويقرر أن يخطفها الى قصره رغم علمه بأنها لاتتجاوب معه ولاتحبه، ويخفيها في سجنه الذهبي الى ان ينقذها العشيق الولهان، يتقمص الدور الممثل عثمان بن داوود. ألا تخشى أن يكرهك الجمهور وأنت تؤدي دور الحراز؟ - لأول مرة أتقمص دور شرير وقد أحببته كثيرا.. لأنه ليس سهلا ولا يجعل المشاهدين يتعاطفون مع من يؤديه.. مما يحتم بذل الكثير من الجهد لإقناعهم وهذا محك للممثل وقدراته وموهبته. سبق لك وأن جسدت شخصية أكثر عنفا وشرا وظلما وتعنتا في "عيسات ايدير" لكمال اللحام.. - فعلا ظهرت في دور ضابط فرنسي كرهه كل من شاهد فيلم عيسات ايدير الذي عرض في السينما قبل أن يبث في التليفزيون على شكل مسلسل .. وكره الجمهور آنذاك جعلني أتأكد من نجاحي .. خاصة عندما فزت بحبه وتعاطفه مجددا من خلال دور شقيق مصطفى بن بوالعيد في الفيلم والمسلسل الذي سطر مسار هذا الشهيد.. هل يتضمن جديدك نوعية مختلفة من الأدوار؟ - أكيد.. انتهيت منذ حوالي شهرين من تصوير دور "نجم القلال" في أول مسلسل غنائي كوميدي جزائري عنوانه "الساحة" يتكون من 26 حلقة للمخرج دحمان اوزيد . وقد كتبه الطاهر بوكلة وهو من بدايته الى نهايته خفة دم ورقص وغناء وأيضا عزف.. المفاجأة أنه يتضمن باقة من أغنيات شقيق السيناريست المغني سيدي بيمول...من المنتظر أن يدرج المسلسل ضمن الشبكة البرامجية للتليفزيون الجزائري هذا الموسم. وماذا عن المسرحي علي جبارة ؟ - يبقى المسرح مدرستي وحبي الأول لقد دخلته كهاو صغير ثم صقلت موهبتي بالتكوين الميداني على الركح فملحقة المعهد العالي للفنون الدرامية بباتنة ولازلت عضوا نشطا بالمسرح الجهوي لباتنة كممثل ومخرج... وبرصيدي منذ الثمانينات الكثير من المسرحيات الكبرى قبل أن أخوض أول تجربة تليفزيونية من خلال سلسلة جحا، تلتها أعمال كثيرة. *جديدك على الركح... -بعد حوالي شهر، ستعرض على مسرح باتنة كمحطة أولى مسرحية "دوار المنحوس" وهي من إخراجي وكتابة علي بوشارب وماذا عن مشاريعك التليفزيونية والسنمائية؟ -شاركت في "كاستينغ" فيلم "أحمد زبانة" إبن خليفة وسأصور دوري الصغير فيه في أكتوبر المقبل بعد ذلك سأشارك لأول مرة في مسلسل بوليسي للمخرج رمضان رحموني في انتظار شروع أحمد راشدي في تجسيد مشروع فيلم "كريم بلقاسم" الذي سأشارك فيه بإذن الله وبحوزتي العديد من الإقتراحات الأخرى. وما هو الدور الذي أثر فيك أكثر من غيره خلال مسارك الطويل؟ -دور يوغرطة في مسرحية كتبها خالد بوعلي وإخراج صونيا في 2007 ومارأيك في الشبكة البرامجية الرمضانية للتليفزيون الجزائري؟ -بإستثناء مسلسلي "مصطفى بن بوالعيد" لراشدي و "ذاكرة الجسد" لنجدة انزور تجسيد بقية الأعمال "بريكولاج" آخر دقيقة والمهين والمعيب أكثر حسب رأيي أن تبين عمليات سبر آراء أن أفضل "برنامج" أو عمل رمضاني هي "الكاميرا المخفية" بينما هذا النوع من الأعمال تصنف كفواصل بين البرامج وليست أصلا برنامجا وكأن هناك من يريد استغباء أو السخرية من المشاهدين "ذاكرة الجسد" أثبتت أن الممثل الجزائري يجيد الفصحى... ويتناسى بأن الجمهور الجزائري له ذوق رفيع ومستوى عال ولا تنطلي عليه الألاعيب والأكاذيب، ما يحز في نفسي أيضا نقص سيناريو "مصطفى بن بوالعيد"، وعدم إعطاء فرص للممثلين الجزائريين للتألق في عمل جزائري كتبته أديبة جزائرية حول الجزائر هو "ذاكرة الجسد" وحدها أمل بوشوشة أظهرت إمكانيات هائلة وأحاسيس رائعة أما باقي طاقم العمل فلم يكونوا في المستوى المتوقع، لا ألوم المخرج أو المنتج بل ألوم من نصبوا أنفسهم أوصياء على الممثلين الجزائريين وقالوا بأنهم لا يجيدون النطق بالعربية. حاورته: إلهام. ط