لام وزير المجاهدين الصحفيين الجزائريين على عدم اهتمامهم بالمناسبات الوطنية، واستغرب عدم تغطية هؤلاء الصحفيين للاحتفالات المخلدة لاستشهاد البطل العربي بن مهيدي التي جرت مؤخرا، وقال بتحسر ومرارة، لقد فتشت في مختلف الصحف الوطنية، لكن لم أجد ولو إشارة عابرة للحدث.من جهتنا نضم صوتنا لصوت الوزير، ونقول بأنه من غير المعقول ولا المنطقي أن يتجاهل صحفيو هذه الأيام إحتفالاتنا الوطنية وإبراز مآثر الرجال الذي صنعوا مجد البلد، لكن نعتقد أن الأهم ليس التنبيه لمثل هذه الهفوات أو التنديد بها، وإنما التساؤل عن السر الكامن وراء عزوف الإعلاميين عن تغطية محطات كالتي تحدث عنها الوزير؟الحقيقة التي نجزم ان السيد الوزير يعرفها جيدا، هي أن منزلة السلطة الحاكمة في أعين الإعلاميين الجزائريين وكل المواطنين معروفة ولا داعي للحديث عنها، ومادامت هذه السلطات قد جعلت من نفسها الوصي على كل مكونات تاريخ البلد، فمن الطبيعي أن يتراجع اهتمام الجزائريين بالمحطات المناسباتية لتاريخنا.لا شك أن العربي بن مهيدي أو أي من قادة الثورة الذين استشهدوا خلال حرب التحرير درر تاريخية تبقى ترصع تاريخ الجزائر إلى أبد الآبدين، لكن ربط هؤلاء العظام بالوجوه التي تحكمنا اليوم، تجعل من المواطن يعزف بالضرورة عن الإهمتام باحتفالات كالتي تحدث عنها السيد الشريف عباس... لقد قال العربي بن مهيدي أرموا الثورة للشارع يحتضنها الشعب، وهذا ما حدث بالفعل، فكانت النتيجة ثورة من أعظم الثورات في تاريخ البشرية، فلماذا لا نرمي اليوم بملف الإحتفال بأعيادنا الوطنية ورموزنا التاريخية إلى الشارع ونبعدها عن المسؤولين؟ما نقوله كذلك للسيد الوزير، بأن ربط تاريخ البلد بالسلطة الحاكمة تسبب في إساءات مؤلمة لتاريخنا، وهذا شيء طبيعي، لأنه من غير المعقول أن تنتج ثورة عظيمة كثورتنا، سلطة سياسية هشة وهزيلة كسلطة هذه الأيام، فباسم هذه الثورة أتركوا البلد وشأنه وسترون النتيجة.