حليلوزيتش يتخلى عن حملات "التنظيف" عند إعداد كومندوس معركتي البنين ورواندا انطلقت أمس بمركز سيدي موسى بالعاصمة التحضيرات الجدية للمنتخب الوطني، تحسبا لخرجتي النصف الأول من شهر جوان القادم، أين سيلعب الخضر مصيرهم على درب تصفيات مونديال البرازيل في مباراتي البنين (09 جوان) ورواندا (16 جوان). موعدان يضعان الناخب الوطني وكتيبته على المحك، كون التقني البوسني الذي أخفق في تحقيق الهدف الأول مطلع العام الحالي، بخروجه فارغ اليدين من الدور الأول ل «كان 2013"، لا يملك الحق في الخطأ، وأي تعثر جديد معناه فشله في مهمته ونهاية مشواره على رأس العارضة الفنية الوطنية، وهو ما يدركه جيدا هذا المدرب المحنك الذي بقي وفيا لأفكاره وسياسته، من خلال رهانه على الاستقرار وتفادي المغامرة في منعرج مصيري، فجاءت قائمة "لكومندوس" الذي سيراهن عليه في «معركتي" بورتونوفو و كيغالي، خالية من المفاجآت بتواجد وافد جديد وحيد يتمثل في لوران أغوازي متوسط ميدان نادي كون الفرنسي. فمن خلال قراءة أولية للقائمة المعلن عنها قبل أيام، يتضح بأن "لكوتش وحيد" استوعب الدرس، واستقر على النواة الصلبة للمنتخب المدعو لكسب الرهان بضمان ثاني مشاركة على التوالي في المونديال، فتخلى عن «حملات التنظيف" التي باشرها بمجرد اعتلائه العارضة الفنية الوطنية، من خلال محافظته على نفس التركيبة التي شاركت في نهائيات كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا، فأسقط الناخب الوطني في الماء كل الترشيحات والتكهنات التي سبقت الإعلان عن القائمة ، واكتفى بتوجيه الدعوة للاعب جيد واحد (أغوازي) سيكون على المحك يوم الثاني جوان القادم في اللقاء الودي أمام بوركينافاسو، علما وأن هذا اللاعب كان محل متابعة ومعاينة الطاقم الفني الوطني منذ 8 أشهر، وهو متوسط الميدان الدفاعي المنتظر منه تقديم حلولا إضافية على مستوى الاسترجاع، وفي منصب يشهد تألق ركيزتي الوسط بامتياز سفير تايدر و مهدي لحسن. وفي سياق البحث عن الحلول والبدائل، يرتقب أن يستغل الناخب الوطني لقاء بوركينافاسو المقبل، للفصل في هوية ثنائي محور الدفاع، في ظل المنافسة الشرسة بين الرباعي كارل مجاني وسعيد بلكلام ومجيد بوقرة ورفيق حليش، إذ رغم الأفضلية النسبية التي يستمدها الثنائي الأول من مشاركاته في المواعيد السابقة، لن تكون مهمة فرض الذات سهلة أمام إمكانات "لماجيك" وحليش صاحبي التجربة والخبرة في الملاعب الإفريقية، وهو ما ينطبق على الظهير الأيسر فوزي غلام المتألق مع ناديه الفرنسي سانت ايتيان، والذي أبان عن مؤهلات كبيرة في أول ظهور رسمي له بألوان الخضر في لقاء البنين شهر مارس الماضي، ما يجعل المنافسة شديدة بينه وبين جمال مصباح المنتظم في عروضه وأدائه، خاصة وأن مدافع نادي بارما الإيطالي يمتاز بانضباطه وعدم خروجه عن النص نتيجة التزامه بالتعليمات وتطبيقه التوجيهات بحذافيرها، على النقيض من الجهة اليمنى أين لن يجد مهدي مصطفى أية منافسة في غياب مدافع نادي رامس عيسى ماندي، الذي تأجل استدعاؤه للمنتخب الأول، بعد أن فضل حليلوزيتش إبقائه في القائمة الاحتياطية. أما على مستوى التنشيط الهجومي وصناعة اللعب، فيتواجد ياسين إبراهيمي وسفيان فغولي في رواق الأفضلية، فالأول منتشي بتحقيق بقائه في غرناطة بعد شراء النادي الأندلسي عقده، والثاني صار ركيزة أساسية فوق رقعة لعب التقني البوسني، علما وأن إبراهيمي سيكون أمام فرصة اكتشاف الأجواء الإفريقية، وضحية تألق هذا الثنائي قد يكون فؤاد قادير الذي فشل في إثبات وجوده داخل فريق أولمبيك مرسيليا، والعائد عبد المؤمن جابو، الذي قد يكون ورقة رابحة يلعبها المدرب في اللحظات الحرجة لبراعته الفنية وقدرته على التوغل، وهو الذي تم استدعاؤه في آخر لحظة وسيخصه الناخب الوطني بحديث على انفراد.