رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر يشيد بدور الجزائر في التكفل باللاجئين الماليين أكد أمس رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر أن الأمير عبد القادر الجزائري أول الداعين لتقنين القانون الدولي الإنساني، معتبرا أن الحقبة التي عبر عنها الأمير عبد القادر تشرح بكل دقة جوهر عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ومفادها أنه عندما يكون الشخص تحت عدوه تكون الغلبة للأخوة الإنسانية. وأوضح السيد ماورر في تدخله في افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول «الأمير عبد القادر والقانون الدولي الإنساني بنادي الجيش في بني مسوس بالعاصمة أن الأمير عبد القادر أوجب خلال مقاومته للاستعمار الفرنسي ضرورة معاملة الأسرى معاملة إنسانية مشيرا إلى أن هذه «قناعة تمثل أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني». وبعد ان أشار إلى التعاون القائم بين الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الجزائري أكد مورر أن الهلال الأحمر الجزائري سهل للصليب الأحمر الدولي الوصول إلى الأسرى الفرنسيين في الجزائر أبان ثورة نوفمبر، كما أبرز بالمناسبة العلاقة التاريخية بين منظمته والهلال الأحمر الجزائري مشيرا إلى أنها تعود إلى سنة 1853 حين اختار «هنري دونان» مؤسس الصليب الأحمر وأول الداعين لوضع القانون الدولي الإنساني الحديث، مدينة سطيف مقرا ومستقرا له. كما نوه المتحدث بانضمام الجزائر لاتفاقيات جنيف حيث وصفه بالحدث التاريخي البارز وبالصيغة الرسمية التي تجسد امتثال القادة الجزائريين آنذاك لقواعد القانون الدولي الإنساني. من جهة أخرى أكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أهمية هذا الملتقى لاسيما وأنه يأتي في وقت يوجد فيه القانون الدولي الإنساني موضوع الساعة أكثر من أي وقت مضى في ظل تطور النزاعات المسلحة المعاصرة التي «تمزق العالم بأكلمه وما يصاحبها من تطورات لوسائل وأساليب الحرب والتي كشفت جليا التحديات المستمرة التي تواجه تطبيق القانون الدولي الإنساني منها شمال مالي الواقع فريسة للعنف المسلح منذ أكثر من 16 شهرا، مبرزا بأن الظروف المعيشية لسكان مالي تبعث على القلق الشديد في ظل وجود احتياجات إنسانية ملحة. تجدر الإشارة هنا إلى أن مورر قد أشاد بالدور الذي يقوم به الهلال الأحمر الجزائري للتكفل باللاجئين لا سيما الماليين والسوريين، عقب استقبال وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس الثلاثاء بمقر الوزارة. وأثناء تطرقه للحديث عن الأزمة السورية في مداخلته أكد ماورر أنه ‘' بعد مرور أكثر من عامين، أضحى النزاع يلقي بظلاله على البلدان المجاورة ويشكل كارثة إنسانية كبرى والملايين من السوريين يعيشون اليوم ظروفا تبعث على اليأس والقنوط''، مضيفا أن كل هذه الظروف والتحديات جعلت من اللجنة الدولية تعمل بكل طاقاتها لمواجهة التبعات الإنسانية للنزاعات المعاصرة. وكان وزير العدل حافظ الأختام محمد شرفي قد أعطى إشارة انطلاق أشغال الملتقى الذي تدوم أشغاله ثلاثة أيام بشراكة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مؤسسة الأمير عبد القادر ووزارتي الدفاع الوطني والعدل، وركز السيد شرفي في مداخلته على إبرار قواعد القانون الوضعي الإنساني التي وضعها الأمير عبد القادر. ع.أسابع